الجزائر تدين تقرير طبي "زائف" يشكك بجنس الملاكمة إيمان خليف
٧ نوفمبر ٢٠٢٤انتقدت اللجنة الأولمبية الجزائرية الانتقادات المستمرة والتي "لا أساس لها من الصحة" التي تطال الملاكمة إيمان خليف، وذلك بعد تسريب تقرير طبي غير موثوق، وصفته اللجنة بالزائف، يشكك بأنوثة إيمان خليف ويدّعي أنها تمتلك خصيتين لا رحماً.
قالت اللجنة الأولمبية الجزائرية في بيان لـ DW: " تهدف هذه الهجمات، المبنية على ادعاءات لا أساس لها، إلى تشويه صورة رياضية جلبت لنا الفخر على الساحة الدولية". وأضافت اللجنة: "نحن ندين بشدّة هذه الادعاءات التي تحاول زعزعة الاستقرار، والتي ليس لها مكان في عالم الرياضية".
ومن جانبه، أشار جاك يونج، أخصائي الغدد الصماء في مستشفى بيستر في باريس، والذي وردَ أنه مشارك في التقرير الطبي، لـ DW أنه اسمه كان يُستخدم لنشر معلومات مغلوطة وأجندة معادية للمتحولين جنسياً.
المستشفى الذي يفترض أن التقرير صدر عنه لم يؤكد صحته، وصرّح لـ DW أنه لا يمكنه تقديم أي معلومات تتعلق بمرضاه حفاظاً على سرية بياناتهم، كما أنه لا يذكر فيما إذا كان شخص ما قد استشار طبيب لديها أم لا.
وبدورها، لم تعلّق اللجنة الأولمبية الدولية على التقرير؛ لأنها وثائق غير موثوقة ولا يمكن تأكيد صحتها على حدّ تعبيرها، ولكنها بيّنت أن خليف تستعد لرفع دعوى قضائية.
هذا التقرير الصادر في يونيو/ حزيران عام 2023 انتشر كالنار في الهشيم على وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، بما في ذلك من قبل رايلي جاينز وشارون ديفيز سباحتان سابقتان، أكّدتا صراحةً موقفهما الرافض للسماح للنساء المتحوّلات جنسياً بالمنافسة في فئة الإناث.
وبهذا الصدد علّقت اللجنة الأولمبية الدولية: "هذه الادعاءات التي استمرت لعدة أشهر، لا أساس لها من الصحة وتتناقض مع قيم ومبادئ الحركة الأولمبية".
استمرار الجدل والانتقادات
بقيت الملاكمة الجزائرية إيمان خليف، التي فازت بالميدالية الذهبية في الملاكمة للسيدات في فئة 66 كيلوغراماً، وسط الجدل طوال فترة الألعاب الأولمبية بباريس، وذلك بعد أن اتهمها الاتحاد الدولي للملاكمة بفشلها مرتين في اختبارات غير محددة لتحديد الأهلية فيما يتعلّق بمنافسات السيدات.
ويزعم الاتحاد أن الاختبارات التي خضعت لها خليف بيّنت امتلاكها لكروموسومات XY، أي أنها ذكر، بالرغم من فشل الاتحاد في تقديم أي دليل يدعم ادعاءه. ومن جانبها قالت اللجنة الأولمبية الدولية التي أدارت مسابقة الملاكمة في باريس بسبب تعليق عضوية الاتحاد الدولي للملاكمة من الألعاب الأولمبية، "إن الاختبارات لم تكن شرعية".
مزاعم كاذبة مستمرة تصل لحد سحب الميدالية
انتهاء دورة الألعاب الأولمبية في باريس لم ينهِ الجدل الدائر حول جنس إيمان خليف، إذ بقيت الملاكمة الجزائرية هدفاً للإساءة والهجوم عبر الإنترنت لفترة طويلة، لدرجة انتشار شائعات تفيد بحرمان خليف من اللعب وسحب ميداليتها الذهبية من قبل منظمة الملاكمة العالمية. وهو ما نفته المنظمة في بيان لها الشهر الماضي، مؤكدة أنها لا تمتلك الصلاحية لفعل ذلك.
أحدث الادعاءات والمزاعم المغلوطة حول إيمان خليف نشأت في 25 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي في فرنسا، ولكنها انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي في أوائل نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2024 من قبل مجلة "ريدوكس" الإلكترونية التي تصف نفسها بأنها "مؤيدة للنساء" و"ضد الهراء".
وأتى في هذا الادعاء أنه استناداً إلى تقييم طبي مسرّب، يزعم أنه من تأليف يونج بالاشتراك مع أخصائية الغدد الصماء الجزائرية سمية فضالة، أوضح تقرير صادر عن موقع فرنسي غير معروف كيف خضعت خليف لفحص التصوير بالرنين المغناطيسي ولاختبار جيني كشف عن وجود اختلاف في تطور الجنس من نوع XY، فالنساء اللواتي يعانين من هذا الاختلاف يتعرّضن للخلط بينهن وبين النساء المتحوّلات جنسياً بشكل خاطئ.
ويُذكر أن التقرير الفرنسي قد تجاهل لقطة شاشة من التقييم الطبي الذي أجرياه الطبيبين يونج وفضالة، والذي يقرّ بأن إيمان خليف أنثى. وعند تواصل DW مع إيمان خليف للحصول على تصريح منها، أكّدت خليف من خلال مدير أعمالها بأنها لم تعرف نفسها يوماً إلا كونها امرأة.
أعدته للعربية: م.ج