الثوار على مشارف سرت وفرنسا تعيد فتح سفارتها في طرابلس

تدفق مقاتلو المعارضة الليبية الاثنين (29 أغسطس/ آب 2011)على مدينة سرت، مسقط رأس معمر القذافي، على أمل السيطرة على آخر معاقل العقيد الذي سقط ،لكنه مازال يشكل خطراً. كما قصفت طائرات حلف شمال الأطلسي سرت أمس، الأحد، لليوم الثالث على التوالي، بحسب ما أفاد ناطق باسم الحلف.

وقال جمال تونالي، أحد قادة الثوار في مصراتة لوكالة رويترز إن خط المواجهة بات يبعد 30 كيلومتراً عن سرت، وإنه يعتقد أن الوضع سيحل سلمياً، مضيفاً أن الثوار في حاجه للإمساك بالقذافي. وشوهدت على امتداد الطريق السريع الساحلي شرقي طرابلس ناقلات تحمل دبابات متجهة إلى سرت، فيما أشار الثوار إلى أن هذه الدبابات تم الاستيلاء عليها من قاعدة عسكرية تركتها قوات القذافي في زليتن. وأكد المتحدث باسم الثوار محمد الزواوي لرويترز: "إننا نسير ببطء ... نريد إعطاء المفاوضات مزيداً من الوقت، لمنح الفرصة لهؤلاء الأشخاص الذين يحاولون إقناع الناس الموجودين داخل سرت بالاستسلام وفتح مدينتهم".

قبيلة يونس تتوعد بالثأر له

وفي غضون ذلك توعدت قبيلة عبد الفتاح يونس، قائد قوات الثوار الذي قتل في بنغازي نهاية الشهر الماضي، بأن تثأر له بنفسها، إذا لم ينشر قادة المعارضة نتائج تحقيق في مقتله بحلول نهاية رمضان. وقال طارق يونس، نجل عبد الفتاح يونس، في مقابلة في مجمع العائلة ببنغازي، إن الموعد النهائي سيكون بعد عيد الفطر. ولم يكشف طارق ما الذي تنوي القبيلة أن تفعله إذا لم تنشر النتائج.

وكان مصطفى عبد الجليل، رئيس المجلس الوطني الانتقالي، قد صرح للصحفيين يوم الأربعاء الماضي أن السلطات ستعتقل القتلة المشتبه بهم عندما لا تتعرض المصالح العليا لهذه الثورة لضرر، الأمر الذي أثار غضب أنصار يونس. وكان أفراد عائلة القائد العسكري للثوار قد أنحوا باللائمة في قتله على من وصفوهم بإسلاميين متشددين، وأكدوا أن عدم اعتقال المجلس للمشتبه بهم لمحاسبتهم يشير إلى اختراق "متطرفين" لهم "أجندة خفية" لصفوف المعارضة.

عبد الجليل يدعو لدعم الثوار وفرنسا تعيد فتح سفارتها

سياسياً، دعا رئيس المجلس الانتقالي، على هامش اجتماع لدول مجموعة الاتصال حول ليبيا في العاصمة القطرية الدوحة، حلف شمال الأطلسي وحلفاءه إلى مواصلة دعمهم للمعارضة الليبية، وطلب منهم مواصلة حماية البلاد من القذافي الذي وصفه بالطاغية، مضيفاً أنه ما زال يمثل تهديداً، ليس لليبيين فحسب وإنما للعالم أجمع.

من جانبه تعهد سامويل لوكلير، الأدميرال الأمريكي الذي يرأس قيادة العمليات المشتركة لحلف الأطلسي، في رسالة للمؤتمر بمواصلة مهم الحلف في ليبيا حتى انتهاء التفويض الممنوح له في 27 سبتمبر/ أيلول المقبل على الأقل. وأكد لوكلير أن "نظام القذافي على وشك الانهيار، ونحن ملتزمون بمواصلة العملية حتى نهايتها."

وفي ليبيا أعادت فرنسا الاثنين فتح سفارتها في طرابلس، بعد ستة شهور من الإغلاق، بحسب ما أعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو، مضيفاً، في تصريح على موقع وزارة الخارجية الإلكتروني، أن "السفارة الفرنسية في طرابلس أعادت فتح أبوابها اليوم، وسيتجه ممثل فرنسا الخاص لدى المجلس الوطني الانتقالي، أنطوان سيفان، إلى طرابلس حين تستقر أعلى هيئات المجلس بدورها في العاصمة الليبية".

من جهته جدد وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيله إشادته بمشاركة حلف شمال الأطلسي في العملية العسكرية في ليبيا، معتبراً أن الحكومة الألمانية "سعيدة بانتهاء حكم نظام القذافي ... ولأن تقييمنا للمخاطر والفرص كان مختلفاً، فإننا نحترم مساهمة فرنسا وشركائنا في تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1973" وأكد فيسترفيله على هامش مؤتمر في برلين للسفراء الألمان في الخارج أن بلاده "ستكون مستعدة مستقبلاً أيضاً للقيام بمسئولية دولية، بما في ذلك استخدام القوة العسكرية كخيار أخير".

(ي أ/ د ب أ، أ ف ب، رويترز)

مراجعة: سمير جريس