1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الاستثمار في المواهب سر نجاح الكرة الألمانية

هشام الدريوش١٨ يونيو ٢٠١٥

تعتبر ألمانيا من الدول الرائدة في مجال تكوين اللاعبين وتأهيلهم ليصبحوا نجوم الغد. وقد ظهرت نتيجة هذا العمل في تتويج المانشافات بكأس العالم الأخيرة. ولدعم هذا التوجه يستعد الاتحاد الألماني لإنشاء أكاديمية جديدة وعملاقة.

https://p.dw.com/p/1FjRT
Deutschland Fußballturnier für Kinder in Penzberg
صورة من: picture-alliance/JOKER/R. Gerard

نجحت ألمانيا في السنوات الأخيرة في العودة بقوة إلى الواجهة في عالم كرة القدم. فالمنتخب الألماني لكرة القدم لم يغب عن المربع الذهبي لكأس العالم منذ مونديال 2002 في كوريا الجنوبية واليابان، قبل أن يؤكد قوته مرة أخرى في نهائيات البرازيل 2014 ويتوج باللقب الرابع في تاريخه.

كما ازداد حب الناس أكثر للكرة الألمانية مؤخرا بعد تغيير المانشافت لأسلوب لعبه، الذي لم يعد يعتمد على الصرامة في الأداء والانضباط التكتيكي فقط وإنما على الفنيات والسرعة في الأداء أيضا. ولعل تصدر ألمانيا لتصنيف المنتخبات الذي يصدره الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) خير دليل على تربع الألمان على عرش الكرة العالمية حاليا.

بيد أن هذه الاستمرارية في النجاح لم تكن لتأتي من فراغ، بل إنها نتيجة عمل كبير يقوم به المسؤولون عن شؤون الكرة في ألمانيا، حيث يوجد اهتمام كبير بفئات الناشئين التي تتلقى تكوينا كرويا مميزا يؤهلها مستقبلا للمنافسة على الصعيد القاري والدولي. وظهر ذلك جليا في تتويج المنتخب الألماني تحت الـ 19 سنة ببطولة أمم أوروبا التي جرت العام الماضي في المجر.

أكاديمية جديدة للبحث والتكوين

ولتطوير العمل في مجال التكوين، أطلقت ألمانيا مشروعا ضخما وهو أكاديمية الاتحاد الألماني لكرة القدم؛ ويضم المشروع أيضا مقرا جديدا للاتحاد في مدينة فرانكفورت الألمانية. ويكلف هذا المشروع العملاق 89 مليون يورو، حصلت منها ألمانيا على سبعة ملايين يورو من الفيفا والاتحاد الأوروبي لكرة القدم (اليويفا).

Fußball Deutsche Nationalmannschaft Oliver Bierhoff
أولفير بيرهوف صاحب فكرة إنشاء أكاديمة الاتحاد الألمانية لكرة القدم الجديدةصورة من: picture-alliance/dpa/Fredrik Von Erichsen

ويعلق رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم فولفغانغ نيرسباخ على هذا المشروع قائلا "نريد هنا بناء مستقبل كرة القدم الألمانية"، مضيفا "الهدف هو جمع إدارة كرة القدم ومراكز تكوين اللاعبين والحكام والبحوث الرياضية في مكان واحد".

من جهته يرى مدير المنتخب الألماني أوليفر بيرهوف، الذي كان أحد المؤسسين لهذا المشروع بأن الفكرة الرئيسية من بناء هذه الأكاديمية الجديدة هي تطوير الرياضة على جميع المستويات والحصول على خبرات جديدة ونقلها للآخرين. وأضاف بيرهوف "هذه الأكاديمية ستنقل الاتحاد وإمكانياته إلى مستوى آخر، كما ستمكنه من اختبار أشياء جديدة في عالم الكرة".

وستعمل الأكاديمية الجديدة على جلب أفضل الخبراء من مختلف أنحاء العالم للبحث عن أجوبة لأسئلة مهمة مثل: تقنيات التدريبات وتطبيقها على أرض الملعب. وهو ما يؤكده المدير الرياضي الجديد في الاتحاد الألماني لكرة القدم، هانزي فليك بالقول: "الوعي البصري والقدرة على التصرف بسرعة تحت الضغط أصبحت مهمة جدا. كما أن أهمية البحث والتطوير تزاد يوما بعد يوم". ويشدد فليك على ضرورة الاستفادة من الخبراء لتحديد الاتجاهات والميول الجديدة في عالم كرة القدم.

احتضان المواهب من أصول أجنبية

وما يؤكد أيضا العمل المنهجي والمنظم للمسؤولين عن الكرة في ألمانيا، تكليف هانزي فليك، المساعد السابق ليواخيم لوف في مونديال 2014، برصد المواهب وتكوينها والتحضير لأولمبياد 2016. فمنذ أن تسلم فليك مهمته الجديدة بعد مونديال 2014، بدأ في تطوير أسلوب عمل التكوين في الاتحاد الألماني لكرة القدم.

U 19 EM Deutschland Hany Mukhtar
هاني مختار السوداني الأصل أحد المواهب العربية التي انضمت للمنتخب الألماني للشبابصورة من: Getty Images

وانتبه المدير الرياضي إلى النقص الحاصل في المنتخب الأول فيما يخص قلب الهجوم وأجنحة الدفاع مقارنة مع اللاعبين الذي يلعبون في خط الوسط. وهو ما جعله يهتم بتكوين لاعبين ناشئين في هذه المراكز في الفئات العمرية المختلفة داخل المنتخب الألماني. وعن ذلك قال فليك في حوار مع مجلة كيكر "أنصح كل مدرب يتوفر على لاعب بمهارات عالية أن يقحمه في مركز جناح الدفاع بدل أن يدفع به كل مرة إلى خط الوسط".

ولدى المشرفين على كرة القدم في ألمانيا أيضا وعي كامل بالدور الذي يمكن أن تلعبه المواهب من أصول أجنبية في نجاح الكرة الألمانية، حيث يقدمون لهم الدعم المتواصل منذ الصغر ويشعرونهم بالاهتمام. كما يتواصلون باستمرار مع عائلات هؤلاء اللاعبين مثلما حصل مع المنتخب الألماني تحت سن الـ 17، حيث تمت دعوة آباء جميع اللاعبين إلى حفل عشاء مشترك.

وفي نهائي بطولة أمم أوروبا تحت سن الـ17، التي جرت في بلغاريا حضر 40 فردا من عائلات اللاعبين إلى المباراة النهائية. ويعتزم الاتحاد الألماني أن يخصص في مشروع قسما خاصا بمتابعة مسيرة المواهب في الأكاديمية الجديدة، حيث يمكن للاعبين الصاعدين أو لأبائهم الحصول فيه على المساعدة عند وجود أي مشكلة تهدد استقرار أو مسيرة نجوم الغد.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد