1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

البحرين..البابا يترأس قداساً حاشدا وعائلات سجناء تطلب لقاءه

٥ نوفمبر ٢٠٢٢

شارك قرابة ثلاثين ألف شخص في قداس ترأسه البابا في استاد البحرين الوطني، في اليوم الثالث من زيارته إلى المملكة الخليجية الذي تخلله تجمعاً لعائلات عدد محدود من السجناء السياسيين والمحكومين بالإعدام، طالبوا بلقاء البابا.

https://p.dw.com/p/4J78Q
ترأس البابا فرنسيس القداس الذي شارك فيه أكثر من 30 ألف مسيحي في استاد البحرين الوطني
ترأس البابا فرنسيس القداس الذي شارك فيه أكثر من 30 ألف مسيحي في استاد البحرين الوطنيصورة من: Vatican Media/ZUMA Wire/IMAGO

في استاد البحرين الوطني في منطقة الرفاع، استقبل المؤمنون، غالبيتهم الساحقة من العمال المهاجرين، السبت (الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر 2022) البابا فرنسيس بالدموع والتصفيق، بينما جال بينهم في السيارة البابوية قبل أن يترأس  قداساً "من أجل العدل والسلام".

وحضر المشاركون في القداس منذ ساعات الصباح الأولى وتوزعوا على المقاعد المخصصة لهم. وصافح البابا رجالاً ونساء وبارك أطفالاً هتفوا له. ولم يقو كثر على حبس دموعهم من شدة تأثرهم بعدما أصبح "الحلم حقيقة".

والقداس الذي حمل شعار "من أجل العدل والسلام" هو القداس الجماعي الثاني الذي يترأسه البابا في دولة خليجية بعد زيارته التاريخية الى الإمارات عام 2019 وتوقيعه وثيقة تاريخية حول الأخوة الإنسانية مع شيخ الأزهر الإمام أحمد الطيب.

ويقطن البحرين، التي تحترم حرية العبادة وتقيم علاقات دبلوماسية مع الفاتيكان منذ العام 2000، نحو ثمانين ألف مسيحي كاثوليكي، هم عمال من الهند والفيليبين بشكل أساسي، من إجمالي 1,4 مليون نسمة.

منذ وصوله الى البحرين حيث ألقى ستة خطابات، بسط البابا فرنسيس مجدداً يده للحوار مع الإسلام، داعياً الى تعزيز قيم التسامح واحترام الآخر. ولم تخل خطاباته من رسائل حقوقية أكد خلالها "الحق في الحياة" لكل شخص، في إشارة الى عقوبة الإعدام السارية في المملكة الخليجية والتي تندد بها منظمات حقوقية وعائلات المحكومين.

وزيارة البحرين هي الرابعة التي يجريها الحبر الأعظم الى الخارج هذا العام، والتاسعة والثلاثين منذ انتخابه على سدّة الكرسي الرسولي عام 2013.

سلطة رجال الدين: هل مازالت مؤثرة؟

"التسامح والتعايش ممارسة وليس شعارات"

وأعلن معهد البحرين للحقوق والديمقراطية، ومقره لندن، أن عائلات عدد من المحكومين بالإعدام وسجناء سياسيين تجمعوا السبت أمام مدرسة القلب المقدس، قبل وقت قصير من وصول البابا إليها لعقد لقاء شبابي، مطالبين بلقائه.

وفي شريط فيديو نُشر على تويتر، ولم تتمكن وكالة فرانس برس من التحقق من مكان وتوقيت تصويره، ظهر قرابة عشرة أشخاص غالبيتهم نساء وأطفال، يحمل عدد منهم لافتات باللغة الانكليزية، بينما كان شرطي يحاول ثنيهم عن تحرّكهم.

وحملت هاجر منصور، والدة الناشط نزار الوداعي لافتة جاء فيها "التسامح غير موجود بالنسبة إلينا في البحرين".

واحتجزت الشرطة المتظاهرين لفترة وجيزة، قبل أن تفرج عنهم وتنقلهم سيارة تابعة لها الى مركز تسوق قريب، بعدما سجلت أسماءهم الكاملة وأرقام سجلاتهم، وفق ما أفاد مدير المناصرة في معهد البحرين للحقوق والديمقراطية سيد أحمد الوداعي.

وأكد ناطق باسم الحكومة البحرينية "عدم (تنفيذ السلطات) أي عمليات توقيف مرتبطة بزيارة البابا. طلب عناصر شرطة كانوا ببزاتهم الرسمية من تسعة أشخاص التفرّق واستجاب هؤلاء للطلب.. لن يتم اتّخاذ أي إجراءات إضافية في هذا الصدد".

ودعت تسع منظمات حقوقية بينها هيومن رايتس ووتش الثلاثاء البابا فرنسيس إلى الضغط على السلطات لـ"إلغاء عقوبة الإعدام، والتحقيق بجدية في مزاعم التعذيب وانتهاكات الحق في محاكمة عادلة". ووجّهت عائلات 12 محكوما بالإعدام الخميس إليه رسالة حثّته على طلب تخفيف الأحكام بحق أبنائها وإثارة انتهاكات حقوق الانسان مع السلطات البحرينية.

في 2017، نفّذت البحرين أول عملية إعدام بعد سبع سنوات من إعدام آخر شخص. ومنذ ذلك الحين، أعدمت ستة أشخاص، بعضهم على خلفية قضايا ترتبط بالانتفاضة التي شهدتها البلاد في 2011. وهناك 26 شخصا محكوم عليهم بالإعدام.

وتنفي السلطات البحرينية الانتقادات ذات الطابع الحقوقي التي تطالها.

ويختتم الحبر الأعظم الذي يعاني من آلام مزمنة في الركبة، تجعله يعتمد على كرسي متحرك وعصا في تنقلاته، زيارته الأحد الى البحرين.

ويلتقي صباحاً الأساقفة والكهنة والعمال الرعويين في كنيسة القلب المقدس، على أن تُختتم زيارته بمراسم وداع في قاعدة الصخير الجوية الملكية عند الساعة 12,30 بالتوقيت المحلي (9,30 ت غ)، يغادر بعدها الى روما.

خ.س/أ.ح (أ ف ب، رويترز)