1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الاتحاد الوطني الكردستاني: نتائج قيد المعاينة

عبد المنعم الأعسم٢٦ سبتمبر ٢٠١٣

يعلن عبد المنعم الأعسم أنه لم يفاجأ بالنتائج التي اسفرت عنها انتخابات اقليم كردستان، ولم يفاجأ أيضا، بتراجع نصيب الاتحاد الوطني الكردستاني من المقاعد وانتقاله الى المرتبة الثالثة من حيث مناسيب القوى في الإقليم.

https://p.dw.com/p/19oi6
صورة من: Reuters

من الصعب عليّ، كمتابع من موقع مستقل، ان اسجل ذلك التراجع على حساب رصيد مام جلال، الزعيم الوطني والشخصية السياسية النافذة في تاريخ المرحلة، فلا اعده تراجعا في مكانته كردستانيا او عراقيا. ذلك شيء وهذا شيء آخر.

ومن زاوية التحليل الموضوعي فان مبادرة قيادة الاتحاد بالاعتراف بالنتائج، حتى قبل اعلانها رسميا، والقبول بها على مرارتها، والتأكيد انها "لا تليق بتاريخ الحزب وموقعه ونضاله"تعني التفاعل مع استحقاقات هذه النكسة واستيعابها ، ليس من باب الاستقواء بالسلطة او التحالفات او ادوات التنافس التي استخدمت في السباق الانتخابي، بل بالمراجعة الجدية لمنظومة الحزب، السياسية والفكرية والقيادية، انطلاقا من الحقيقة التي يعرفها الجميع بان هيئة اركان الحزب كانت تقدم نفسها، في غياب مام جلال الصحي، كمجموعة غير متضامنة كفاية، ولا تعمل في نسق منسجم مع متطلبات معركة الانتخابات، في الاقل.

Irak Kurdistan Regionalwahlen 2013
انتخابات كردستان العراق 2013صورة من: Ahmad Al-Rubaye/AFP/Getty Images

في علم التعبئة المعاصر، يمكن ان يكون "الصراع" في الحلقة القيادية عامل قوة عندما يجري ادارته كنوع من التعددية في التفكير والمزايا والاختصاصات، بديلا عن الواحدية ومشيئة الفرد، لكن يبدو ان الاتحاد الوطني الكردستاني لم يستطع بناء هذه المعادلة بمهارة كافية، على الرغم من التأكيدات التي طالعناها عن وحدة القيادة ونفي وجود صراعات في صفوفها، وساكون اكثر وضوحا بالقول ان الاتحاد لم يتعامل مع الغياب الصحي لزعيمه الكبير ومع الفراغ الذي حصل بهذا الغياب بطريقة واقعية، ولا بخطوات جريئة، وبقي يدور حول الموضوع في تردد افقده ثقة جمهور واسع، عدا عن اصدقاء كثيرين له.

وعلى الرغم من ان نتائج الانتخابات "السلبية" ليست الحكم النهائي على اهلية ونفوذ اي مشروع سياسي، ولا تغلق ابواب المستقبل امامه، إلا انها تكون حاكما فيصلا في حال لم توضع موضع المعاينة الصريحة، لكشف الخلل الذي حال دون تجنب التراجع والهزيمة، وبخاصة فيما تعلق بكفاءة القادة والكوادر، وفي المقام الثاني، في كفاءة الخطاب السياسي والتعبوي، وهذا ما تلجأ له الاحزاب العريقة التي تقرر تحويل الاخفاقات الى نجاحات، وبخلاف ذلك، فان إبقاء الحال على حاله، وتسويق التبريرات اللفظية، والتقاذف بالمسؤوليات، سيلحق الضرر بالمشروع الطموح للاتحاد الوطني الكردستاني.

وبانتظار المراجعة.

*****

"علمتني التجارب أن أولئك الأنقياء من الخطايا ليس لهم فضائل تذكر".

ابراهام لنكولن