1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الاتحاد الأوروبي يطالب حماس وإسرائيل بالتوقف عن أعمال العنف

كريستوف هاسيلباخ/ هشام الدريوش١٧ نوفمبر ٢٠١٢

يقوم الاتحاد الأوروبي منذ أعوام بجهود دبلوماسية كبيرة لحل الصراع القائم في الشرق الأوسط، كما يعتبر المانح الأساسي للمساعدات المقدمة للأراضي الفلسطينية، غير أن الاتحاد يظل عاجزاً عن التأثير بشكل فعلي على طرفي النزاع.

https://p.dw.com/p/16l3Y
صورة من: AFP/Getty Images

تُعبر مفوضة الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوربي كاترين أشتون عن قلقها الشديد إزاء تصاعد وتيرة العنف بين إسرائيل وقطاع غزة، وعن آسفها العميق لمقتل المدنيين من كلا الجانبين. وفي تعليقها عن الحرب الدائرة حالياً بين إسرائيل وحركة حماس قالت أشتون، بأن الهجمات الصاروخية التي أطلقتها حماس وغيرها من الفصائل في غزة، والتي كانت سبباً في الأزمة الحالية، لا تقبلها أي حكومة، ولا بد أن لهذه الهجمات أن تتوقف". وأضافت أشتون:" إسرائيل لها الحق في حماية مواطنيها". لكنها دعتها في نفس الوقت إلى عدم التمادي في رد الفعل.

وأعلنت أشتون أيضا أنها ناقشت الوضع على الأرض مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وممثل عن ديوان الرئاسة المصرية والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. وأنها تأمل بأن تساهم زيارة رئيس الوزراء المصري هشام قنديل لقطاع غزة في تهدئة الوضع.

شولتز: "حلقة مفرغة من الهجوم والانتقام"

من جهته قال وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله خلال مؤتمر وزراء الخارجية والدفاع الذي شاركت فيه خمس دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي، "إن الوضع خطير جداً" وحذر من نشوب دوامة عنف جديدة. أما رئيس البرلمان الأوروبي مارتين شولتز فدعا كلا الطرفين إلى التحلي بأقصى درجات ضبط النفس وتفادي سقوط مزيد من الأرواح. وأضاف شولتز بأن الاتحاد الأوروبي متشبث بحل الدولتين، وقال في هذا الصدد:" أناشد كلا الطرفين إلى التوقف عن تبادل الاتهامات والتصريحات العدائية والعودة مجددا لطاولة المفاوضات".

Brüssel EU-Gipfel Martin Schulz
رئيس البرلمان الأوروبي مارتين شولتزصورة من: Reuters

في الأعوام القليلة الماضية كانت تسود أجواء من التفاؤل في أوساط الاتحاد الأوروبي بخصوص الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. ويتجلى هذا التفاؤل في تصريحات رئيس البرلمان الأوروبي السابق هانس غيرت بوترينغ عند استقباله لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في 09 نوفمبر 2010 عندما قال:" نحن نريد أن نكون وسيطاً نزيها.ً و قيام دولة فلسطينية آمنة يجب أن يتجاوز حدود الوهم، وأن يصبح حقيقية يعيشها جيلنا. وبوسعنا تحقيق ذلك إذا توفرت العزيمة". وقد لقيت هذه الكلمة آنذاك ترحيبا كبيراً لدى النواب في البرلمان الأوروبي.

وبعد ستة أشهر على ذلك، وبالتحديد في 22 مارس 2010، بدت أشتون أيضا واثقة جداً من إمكانية التوصل إلى حل الدولتين بل إنها حددت تاريخاً لقيام الدولة الفلسطينية وقالت بهذا الخصوص:" نعتقد أن المفاوضات ستسفر في غضون عامين على اتفاق يقضي بقيام دولة فلسطينية مستقلة وديمقراطية تعيش في سلام وأمن مع إسرائيل".

غير أن الواقع على الأرض سار على عكس ما كانت تتوقعه أشتون، فمنذ سبتمبر 2010 لم تجري أي مفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين وهو ما جعل جهود السلام التي تبذلها اللجنة الرباعية والتي يشارك فيها الاتحاد الأوروبي لا تحقق أية نتائج ملموسة.

مساعدات بدون تأثير

و يُعتبر الإتحاد الأوربي المانح الأول للمساعدات في الأراضي الفلسطينية وتربطه علاقات جيِدة بالسلطة الفلسطينية. وفقط في هذا العام وصل حجم المساعدات التي قدمها الاتحاد الأوروبي للسلطة الفلسطينية إلى مائتي مليون يورو. وبدون هذا الدعم لن تكون السلطة الفلسطينية قادرة على تسيير جزء كبير من شؤونها ودعم بنياتها التحتية.

Deutschland Lieferung von Dolphin U-Booten an Israel
غواصة ألمانية تٌمنح لإسرائيلصورة من: picture-alliance/dpa

من جانب آخر ينظر الاتحاد الأوروبي إلى حركة حماس بأنها منظمة إرهابية، ويرفض أي اتصال رسمي معها. غير أن المعضلة التي تواجه الاتحاد بهذا الخصوص هو وجود حكومتين فلسطينيتين منفصلتين منذ سيطرة حماس على قطاع غزة عام 2007. وهو ما جعل مساعدات الاتحاد الأوروبي للقطاع تتوقف ولا تتم إلا بشكل غير مباشر. وهو ما يعني أيضا غياب أي تأثير فعلي من الاتحاد على حركة حماس. وخلال زيارته للضفة الغربية في شهر يوليو من العام الجاري قال رئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروسو بأن المصالحة بين فتح وحماس هي "مفتاح التوصل لدولة فلسطينية موحدة وتحقيق حل الدولتين".

كما أن الاتحاد الأوروبي مستاء أيضاً من إقدام إسرائيل على تدمير ما بناه في الأراضي الفلسطينية. وتقدر المفوضية الأوروبية حجم الخسائر خلال العشر سنوات الأخيرة بحوالي 50 مليون يورو. و يحتج الاتحاد الأوروبي أيضاً على المستوطنات التي تبنيها إسرائيل فوق الأراضي المحتلة، لكنه لا يستطيع الضغط على تل أبيب بسبب اختلاف مواقف الدول الأعضاء في الاتحاد وعلاقتها مع إسرائيل، فموقف ألمانيا الصديقة التقليدية لإسرائيل مثلا يختلف بطبيعة الحال عن موقف إسبانيا المعروفة دائما بعلاقتها الوطيدة مع الدول العربية.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد