1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الاتحاد الأوروبي يربط تقديم مساعدات لتركيا بوقف "الابتزاز"

٧ مارس ٢٠٢٠

فيما ناشد الاتحاد الأوروبي اللاجئين بعدم محاولة عبور الحدود صوب اليونان، طالبت أنقرة الاتحاد بالإيفاء بوعوده والتزاماته إزاء اللاجئين، لكن بروكسل تقول إنها ترفض "سياسة الابتزاز" التركية".

https://p.dw.com/p/3Z1Fl
صورة من: picture-alliance/dpa/AP/M. Varaklas

ربط مفوض ميزانية الاتحاد الأوروبي يوهانس هان تقديم مساعدات ومنح إضافية من دول الاتحاد الأوروبي لتركيا مخصصة للاجئين، بشرط توقف "سياسة الإبتزاز" من جانب تركيا.. وقال هان لصحيفة فيلت في عددها الصادر اليوم السبت (السابع من آذار/ مارس) "نتوقع أن تساعد هذه المنح المالية على إيقاف سياسات أنقرة الابتزازية عن طريق إرسال اللاجئين إلى الاتحاد الأوروبي". من حيث المبدأ، سيكون الاتحاد الأوروبي أيضًا "مستعدًا لتقديم المزيد من المساعدات المالية لدعم اللاجئين في تركيا". ومع ذلك، ستكون هذه "أقل بكثير" مما كانت عليه في اتفاقية اللاجئين السابقة للاتحاد الأوروبي مع تركيا، حسبما أعلن هان.

 وقال هان في الصحيفة إن منح الاتحاد الأوروبي لتركيا ستظل "مخصصة حصريًا وتدفع معظمها من خلال منظمات الإغاثة". كما أشار إلى أن حاجة تركيا إلى المساعدات المالية قد انخفضت: لقد تم بالفعل بناء العديد من المدارس ورياض الأطفال والمستشفيات الخاصة باللاجئين و"لا يتعين تمويلها مرة أخرى".

وكان رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس قد أعلن الجمعة أنّ الاتّفاق بين الاتّحاد الأوروبي وتركيا الذي أدّى منذ العام 2016 إلى الحدّ من الهجرة إلى أوروبا بات "مَيتًا"، متهما أنقرة "بالمساعدة" في التدفّق المستمرّ لآلاف المهاجرين على الحدود. وقال ميتسوتاكيس لشبكة سي إن إن، "الآن، دعونا نكون صادقين، الاتّفاق قد مات". وأضاف "لقد مات لأن تركيا قررت خرق الاتفاق بالكامل بسبب ما حدث في سوريا".

واعتبر ميتسوتاكيس أنّ تركيا تفعل "عكس" ما التزمت به لناحية إبقاء طالبي اللجوء لديها. وقال "لقد قاموا بشكل منهجيّ، في البر والبحر على السواء، في مساعدة الناس في جهودهم لعبور الحدود إلى اليونان".

وأقرّ بأنّ تركيا تستضيف زهاء أربعة ملايين لاجئ من سوريا، لكنه شدّد على أنّ "تركيا لن تبتزّ أوروبا بهذه المشكلة". وتابع "لسنا مَن يقوم بتصعيد هذا النزاع (...) لدينا كل الحقّ (...) في حماية حدودنا السيادية".

وناشد الاتحاد الأوروبي اليوم المهاجرين على الحدود التركية التوقفعن التوجه إلى الحدود اليونانية أو محاولة انتهاكها قائلا إن الحدود مغلقة وإن أي تشجيع على ذلك من جانب
السلطات التركية لعبة لابد أن تتوقف. وفي مؤتمر صحفي في زغرب قال جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي "الأنباء التي تزعم فتح (الحدود
اليونانية التركية) كاذبة ويجب ألا يحاول الناس الوصول إلى هناك". وأضاف بوريل بعد اجتماع لوزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في العاصمة الكرواتية "إذا كنا نريد تجنب مواقف حرجة يتعين أن نعرف الحقيقة. دعونا نوقف هذه اللعبة". كما طالب وزراء الخارجية أنقرة في بيان بالكف عن نشر "معلومات مضللة" عن فتح حدود الاتحاد الأوروبي.

وقال الوزراء إن الاتحاد الأوروبي مستعد لاتخاذ "جميع الإجراءات الضرورية" لوقف "العبور غير المشروع" للحدود، في إشارة إلى تشديد موقف الاتحاد منذ أزمة المهاجرين في عام 2015 عندما تدفق أكثر من مليون لاجئ إلى دول التكتل الأوروبي. لكن البيان لم يخض في تفاصيل. 

الأزمة على الحدود اليونانية.. كيف يراها الأوروبيون؟

ولم يوافق وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي على مساعدات إضافية لتركيا ويرجع ذلك جزئيا إلى ضغط اليونان وقبرص المستمر لمنع أي خطوة يمكن أن تشير إلى ضعف أمام أنقرة. وقال بوريل "لا اتفاق على تمويل إضافي" مضيفا أن المحادثات ستستمر في الأيام المقبلة.

وطبقا لاتفاق عام 2016 بين الاتحاد الأوروبي وتركيا يقدم التكتل الأوروبي لأنقرة ستة مليارات يورو (6.78 مليار دولار) للمساعدة في تمويل الإسكان والمدارس والمراكز الطبية للاجئين الذين فروا من الحرب الأهلية التي تدور رحاها على مدى تسع سنوات.

 

من جهتها اتهمت أنقرة الاتحاد الأوروبي باستخدام المهاجرين كأدوات سياسية والسماح بالتعدي على القانون الدولي. وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان إن دعم الاتحاد الأوروبي لليونان في محاولة منع المهاجرين من عبور الحدود تظهر أنه سمح بالتغاضي عن قوانينه وقيمه. الرئاسة التركية من جانبها أكدت في بيان أن الرئيس أردوغان أبلغ المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في اتصال هاتفي الجمعة بأن ترتيبات الاتفاق الخاص بالمهاجرين بين تركيا والاتحاد الأوروبي لم تعد ناجعة وفي حاجة للتعديل.

وفي تطور جديد نقلت وكالة "الأناضول" للأنباء عن جهاز خفر السواحل التركي قوله إنه "بأمر من الرئيس (أردوغان) لن يُعطى أي إذن للمهاجرين بعبور بحر إيجه بسبب ما يتضمنه ذلك من مخاطر".  وأضاف أن "المقاربة المتمثلة بعدم التدخل لمنع المهاجرين من مغادرة تركيا لا تزال معتمدة، باستثناء أولئك الذين يريدون المغادرة عبر البحر بسبب المخاطر".
 

واندلعت صدامات جديدة لفترة وجيزة الجمعة على الحدود اليونانية التركيةبين الشرطة اليونانية التي أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع، والمهاجرين الذين رشقوا عناصرها بالحجارة.

واليوم  أطلق غاز مسيل للدموع وقنابل دخان عبر الحدود التركية في تصعيد جديد للتوتر عند الحدود بين البلدين. وقال مراسل رويترز في المنطقة إن المقذوفات تأتي من الأراضي
التركية وتلقى باتجاه الشرطة اليونانية عبر سياج حدودي مرتفع بالقرب من معبر كاستانيي.
 

وبعدما أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في 28 شباط/فبراير فتح الحدود مع اليونان، توجّه آلاف عدّة من المهاجرين إليها معيدين للأذهان ما حدث خلال أزمة الهجرة التي شهدتها القارة الأوروبية في عام 2015.

ع.أج/ ع ج م (رويترز، أ ف ب، د ب ا)