الاتحاد الأوروبي يبدي قلقه إزاء تردي الأوضاع الأمنية في قطاع غزة ولبنان

يرى الاتحاد الأوروبي أن لبنان وقطاع غزة على شفى حفرة من حرب أهلية ضروس. السبب في ذلك هو استمرار أعمال العنف في لبنان والمواجهات العنيفة بين الجيش الإسرائيلي والمنظمات الفلسطينية من جهة والاقتتال الفلسطيني الداخلي من جهة أخرى.

قلق أوروبي

هناك شبه إجماع أوروبي على أن الوضع في منطقة الشرق الأوسط "مثير للقلق،" كما وصفته بتينا فريرو فالدنر، مفوضة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، وذلك في الكلمة التي ألقتها يوم أمس الثلاثاء، 22 أيار/مايو 2007 أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورج. كما وجهت فريرو فالدنر في كلمتها رسالة إلى القوى السياسية المتناحرة في لبنان، مناشدة إياها وضع حد للاشتباكات العنيفة، قائلة: "أتمنى أن يبرهن القادة اللبنانيون على نضجهم السياسي وأن يضعوا مستقبل بلادهم نصب أعينهم ويعملوا على تفادي تحول الصراع إلى مواجهة مسلحة من جديد." الجدير بالذكر أن قوات دولية لحفظ السلام ترابط في لبنان منذ صيف العام الماضي بعد انتهاء العمليات العسكرية بين حزب الله وإسرائيل، وأن وحدات من البحرية الألمانية تشارك في هذه القوات.

"يجب تغيير ما يحدث"

كما دعا الاتحاد الأوروبي إسرائيل والفلسطينيين إلى العمل على تهدئة واستقرار الأوضاع الأمنية، مؤكداً على ضرورة تخلي المسلحين الفلسطينيين فوراً عن استهداف مدينة سديروت الإسرائيلية. جونتر جلوسر وكيل وزارة الخارجية الألمانية والمتحدث باسم الرئاسة الألمانية الدورية للاتحاد الأوروبي طالب بإجراء محادثات بين الحكومة الإسرائيلية والرئيس الفلسطيني محمود عباس. وأكد المسؤول على ضرورة أن يكون لهذه المباحثات نتائج ملموسة على أرض الواقع. وأضاف جلوسر: "يجب أن يحدث شيء ما. يجب أن ينعم الفلسطينيون بمزيد من حرية الحركة والتنقل. أما على الجانب الفلسطيني فإنني أفتقد إلى التخلي عن العنف وإلى جهود فعالة لإطلاق سراح الجندي الإسرائيلي المختطف شاليت."

محادثات مباشرة

هذا ومازال الاتحاد الأوروبي يرفض التعاون مع حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية في ظل عدم اعتراف حركة حماس بدولة إسرائيل. لكن بالرغم من هذا الموقف، وصلت قيمة المساعدات الإنسانية المقدمة من الاتحاد الأوروبي إلى الفلسطينيين إلى 300 مليون يورو في عام 2007. في هذا السياق طالب عدد من البرلمانيين الأوروبيين بإجراء محادثات مباشرة مع رئيس الوزراء الفلسطيني هنية وتخفيف مقاطعة الاتحاد الأوروبي للحكومة الفلسطينية. على صعيد آخر أعلن جونتر جلوسر أن اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الأوسط والمؤلفة من الولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا ستجتمع خلال الأيام القادمة لبحث كيفية تحريك عملية السلام في المنطقة.