1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الإعلام الألماني وتحدي تقديم تغطية محايدة لأزمة اللاجئين

كارلا بلايكر/ م.م ٣ سبتمبر ٢٠١٥

تزدحم برامج التلفزة ونشرات الأخبار والمواقع الالكترونية والصحف الألمانية بقصص عن اللاجئين وطرق وصولهم إلى أوروبا عبر رحلات الأهوال الصعبة. وتلجأ بعض وسائل الإعلام إلى وسائل أكثر دقة لمقاربة قصص اللاجئين الحزينة.

https://p.dw.com/p/1GQbs
Ungarn Bicske Flüchtlinge Polizei Verhaftung Familie
صورة من: Reuters/L. Balogh

تتنوع ردود الفعل في ألمانيا مع تعاظم أعداد اللاجئين المتدفقين على البلد، فيتسم بعضها بالحذر، وقليل منها بالكراهية، فيما يغلب على مشاعر الأكثرية روح المساعدة والترحيب. في ميونخ حيث يصل أغلب المهاجرين إلى محطة القطارات الرئيسية قادمين من هنغاريا والنمسا، يجلب عشرات من السكان تبرعات يضعونها على أرصفة المحطة بانتظار وصول أفواج المهاجرين. وتزايدت أعداد المتبرعين إلى درجة أن عناصر الشرطة باتت تمنعهم من الدخول لغرض تنظيم تدفقهم على المكان.

في المقابل، تشهد بعض المدن الألمانية هجمات ينفذها عناصر من اليمين المتطرف، فيحرقون المباني الخاصة بإيواء اللاجئين. هذا التباين في المواقف يضع الإعلام الألماني إزاء تحد صعب يتمثل في التغطية المحايدة والعادلة لموضوع بالغ الحساسية.

قنوات الإعلام الرئيسية ما فتئت تشجب الهجمات وأعمال العنف التي تستهدف (حتى الآن) مراكز إيواء اللاجئين، ويمكن ملاحظة ذلك بشكل شاخص في المناطق المكرسة لعرض آراء القراء والمشاهدين والمستمعين في الصحف والمواقع الإلكترونية ومواقع قنوات التلفزة والإذاعات.

على موقع القناة الأولى في التلفزة الألمانية "ARD" دعت مقدمة البرامج التلفزيونية والمذيعة المعروفة "آنيا ريشكه" الناس إلى التصدي للكتابات والتعليقات التي تبثّ الكراهية عبر وسائل التواصل الاجتماعي. فهناك كتابات عنصرية تدعو إلى "إحراق اللاجئين" أو "تركهم يغرقون في البحر"، تقول ريشكه.

Deutschland Berlin Jahrespressekonferenz Bundeskanzlerin Merkel
ميركل دافعت عن موقف حكومتها من قضية اللاجئينصورة من: picture-alliance/dpa/W. Kumm

تعليق ريشكه، الذي ظهر في الجولة الإخبارية المسائية المعروفة "Tagesthemen" سرعان ما انتشر في وسائل الإعلام.بيد أن أغلب قصص اللاجئين لا تحظى بهذه الجماهيرية بالطبع، لأنها غالبا ما تأتي مثقلة بالتفاصيل المعقدة التي تبين من أين يأتي اللاجئون، ولماذا يتدفقون على أوروبا، وما تداعيات ذلك على ألمانيا في المدى البعيد.

الإعلام بين الحقائق والمشاعر

"شبيغل أونلاين" الموقع الإلكتروني لمجلة "دير شبيغل" واسعة الانتشار في ألمانيا نشر مؤخرا جملة مقالات مضت إلى خارج حدود القارة العجوز. ومنها على سبيل المثال تحقيق صحفي أرسله مراسل المجلة في طرابلس بلبنان، حيث أفاد المراسل بأنّ الملايين الأربعة الذين يشكلون سكان البلد الشرق أوسطي الصغير لبنان استقبلوا نحو مليوني لاجئ سوري خلال بضعة أشهر! هذه الحقيقة تثير لدى القراء أسئلة تقارن بين هذا الوضع وبين أعداد اللاجئين المتدفقين على ألمانيا (بعدد سكانها الذي يتجاوز 82 مليون نسمة)!

المحور الأهم هنا هو استخلاص حقائق يمكنها وأد مشاعر العداء وهي في مهدها. فقد نشر موقع "شبيغل أونلاين" سلسلة مقالات بعنوان: "حقائق انكشفت مؤخرا عن أزمة اللاجئين"، كما نشر الموقع الإلكتروني لصحيفة "بيلد" الشعبية الواسعة الانتشار قائمة موسعة بالحقائق والأرقام عن قضية اللاجئين. ورغم أن "بيلد" تنشر قصصا خفيفة سريعة في العادة، فإنها نشرت قبل أيام مقالا بعنوان: "سبع حقائق عن اللاجئين في ألمانيا".

Symbolbild deutsche Presseschau Presse
الإعلام الألماني نجح في امتحان أزمة اللاجئينصورة من: picture-alliance/dpa

وبالنسبة لصحيفة توضع في عداد الصحافة الصفراء فإن عرضها لمعطيات وأسئلة من قبيل "كيف يجري تقديم طلب اللجوء؟" أو "كم عدد الهجمات التي تحركها ظاهرة العداء للأجانب والتي وقعت هذا العام"، يصبح هذا خروجا عن نهجها المألوف.

ميركل هدف للانتقادات

تصدر موضوع تدفق اللاجئين عبر محطات قطارات بودابست وفيينا وميونيخ عناوين الصحف الألمانية الكبرى الصادرة يوم الأربعاء ( الثاني من أيلول/ سبتمبر 2015) وخصوصا "فرانكفورتر الغماينة تسايتونغ" و"فرانكفورتر روند شاو" و"زود دويشه تسايتونغ" و"دي فيلت".

وفيما ركزت صحيفة "دي فيلت" على العامل العاطفي الكامن في صور الأطفال الذين أنهكتهم رحلة الأهوال عبر البحر الأبيض المتوسط، فقد نقلت صحيفة " فرانكفورتر الغماينة تسايتونغ" قول المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل "لم تساهم ألمانيا في التدفق الكبير للاجئين".

وهكذا فإن "فرانكفورتر الغماينة تسايتونغ" تطرح سؤالا حول دور الحكومة في تشجيع اللاجئين على التوجه إلى ألمانيا من خلال عدم تطبيقها لبنود اتفاقية دبلن. وتنصّ الاتفاقية على أن طالب اللجوء يتقدم بطلبه إلى البلد الذي يحط فيه الرحال داخل الاتحاد الأوروبي حال وصوله.

المستشارة ميركل أكدت أنّ برلين لا تنوي إهمال اتفاقية دبلن، لكن من المرجح أن يُتاح للاجئين السوريين البقاء في ألمانيا "لأسباب عملية". كما نقلت صحيفة "فرانكفورتر الغماينة تسايتونغ" أن ساسة من هنغاريا والنمسا قد وجهوا انتقادات إلى حكومة ميركل معتبرين أنها لم تعلن بصراحة موقفها من القضية وبذلك فهم يعدونها مسؤولة عن تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين بالقطارات من بودابست إلى فيينا ثم إلى ميونيخ.

قصص من هذا القبيل قد لا يسهل استيعابها من قبل المتلقي كما يفعل مع الصور العاطفية ومقالات الصحف المدبجة التي تصف رحلة الأهوال عبر المتوسط، لكنها تبقى مع كل ذلك قصصا مهمة. وقد أبدعت وسائل الإعلام الألمانية وأجادت في عملها حين عرضتها كما هي.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات