1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الأمم المتحدة: السودانيات يعانين من العنف الجنسي بشكل "مقزز"

١٠ أغسطس ٢٠٢٣

أكدت الأمم المتحدة أن العنف الجنسي يمارس ضد السودانيات على نطاق "مقزز"، مشيرة إلى "روايات مفزعة"، ومحذرة من إمكانية غرق البلاد في صراع عرقي بسبب القتال في دارفور. واتهمت واشنطن الخرطوم بالتهديد بطرد بعثة الأمم المتحدة.

https://p.dw.com/p/4Uz8X
صورة رمزية لتعرض نساء للعنف الجنسي في دارفور (أرشيف)
الحرب شهدت فرار أكثر من أربعة ملايين شخص من ديارهمصورة من: Abd Raouf/AP/picture alliance

قال مسؤولون بالأمم المتحدة لمجلس الأمن الدولي يوم الأربعاء (التاسع من آب/أغسطس 2023) إن العنف الجنسي يمارس في السودان على نطاق "مقزز" بينما ينكأ القتال في منطقة دارفور "الجراح القديمة للتوتر العرقي" الذي قد يجتاح البلاد.
وذكرت إديم ووسورنو المسؤولة الكبيرة بمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة أن "الروايات المفزعة عن العنف الجنسي التي يرويها الفارون إلى بورتسودان ليست سوى نزر يسير من تلك التي تتكرر على نطاق مقزز من بؤر الصراع الساخنة في جميع أنحاء البلاد". من جهتها صرحت مارثا أما أكيا بوبي، المسؤولة الكبيرة في الأمم المتحدة لشؤون أفريقيا، للمجلس: "القتال في دارفور لا يزال ينكأ الجراح القديمة للتوتر العرقي في النزاعات السابقة بالمنطقة... هذا أمر مقلق للغاية ويمكن أن يغرق البلاد بسرعة في صراع عرقي طويل الأمد له تداعيات إقليمية".

وقالت الأمم المتحدة إن الحرب الحالية شهدت فرار أكثر من أربعة ملايين شخص من ديارهم، من بينهم 3.2 مليون نازح داخليًا فيما عبر نحو 900 ألف الحدود إلى تشاد ومصر وجنوب السودان ودول أخرى. وأكدت سفيرة بريطانيا لدى الأمم المتحدة باربرا وودوارد لمجلس الأمن أن "الآثار الإنسانية تزداد سوءًا بسبب الأدلة الموثقة التي تشير إلى ارتكاب كل من القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع انتهاكات خطيرة للقانون الدولي الإنساني والتي يمكن أن تصل إلى حد جرائم حرب والجرائم ضد الإنسانية".

أما آنا إيفستينيفا، نائبة سفير روسيا لدى الأمم المتحدة، فقالت إن موسكو تشعر بالقلق إزاء الوضع في السودان وتعهدت بدعم السلطات السودانية. واتهمت الدول الغربية بالتدخل في العملية السياسية الداخلية السودانية وانتقدت استخدام العقوبات أحادية الجانب.

وأعلن طرفا الصراع السوداني عن إحراز تقدم عسكري في الأيام القليلة الماضية، لكن لا توجد مؤشرات على تحقيق انفراجة كبيرة. وتوقفت جهود السعودية والولايات المتحدة لتأمين وقف لإطلاق النار. وقالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد للصحفيين بعد اجتماع المجلس إن الجانبين مسؤولان عن العنف العرقي والجنسي مضيفة "لا يوجد أبرياء (بين الطرفين) هنا".

اتهامات بـ"التهديد بطرد بعثة الأمم المتحدة"
واتّهمت غرينفيلد الخرطوم بـ"التهديد" بطرد بعثة الأمم المتحدة من البلد الغارق في الحرب إذا تحدّث ممثل الهيئة الأممية الذي أعلنته الخرطوم شخصًا "غير مرغوب فيه"، أمام مجلس الأمن عن الفظاعات التي ترتكب خلال النزاع. وخلال الجلسة المخصّصة للسودان وجنوب السودان، ندّدت غرينفيلد التي تتولى بلادها طوال آب/أغسطس الرئاسة الدورية لمجلس الأمن الدولي، بغياب فولكر بيرتس، رئيس بعثة الأمم بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان.

السودان: معاناة كبيرة للمدنيين وندرة الغذاء والدواء

وقالت السفيرة الأمريكية متوجّهة إلى نظيرها السوداني الحارث إدريس الحارث محمد "ما نفهمه الآن هو أن الحكومة السودانية حذّرت من أنه إذا شارك الممثل الخاص للأمين العام في هذا الاجتماع فإن هذا الأمر سيضع حدًا لبعثة الأمم المتحدة في السودان". وشدّدت على أن هذا الأمر "غير مقبول".

من جهته نفى السفير السوداني لدى الأمم المتحدة الحارث إدريس الحارث محمد بشدة صحّة الاتهام وقال إن "البعثة السودانية (لدى الأمم المتحدة) لم توجّه رسالة تهدد فيها بمقاطعة جلسة مجلس الأمن". وأكد السفير السوداني أن القوات السودانية "ليست متورطة في أي عنف جنسي أوعلى أساس النوع، والطرف المتورط في هذه الفظائع معروف جيدًا".

وردًا على طلب للتعليق، قالت قوات الدعم السريع إن أنصار نظام البشير المتحالف مع الجيش هم من يروجون مزاعم تورط عناصرها في عمليات اغتصاب. وقال المكتب الإعلامي للقوات إنها ستتعاون مع أي تحقيق مستقل في مثل هذه الاتهامات أو في مزاعم الانتهاكات ضد المدنيين في دارفور.

واندلعت الحرب في 15 نيسان/أبريل بعد أربع سنوات من الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير خلال انتفاضة شعبية. وتفجر التوتر بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية بسبب خلافات على خطة للانتقال إلى الحكم المدني بعد أن نظما معًا انقلابًا في 2021.

وفي أوائل العقد الأول من القرن الحالي، ساعدت ميليشيات "الجنجويد"، التي تشكلت منها قوات الدعم السريع، الحكومة في سحق تمرد الجماعات غير العربية في دارفور. وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن هذا الصراع أودى بحياة نحو 300 ألف شخص، مما دفع المحكمة الجنائية الدولية إلى اتهام زعماء سودانيين بالإبادة الجماعية وارتكاب جرائم ضد الإنسانية وتطالب بتسليمهم.

م.ع.ح/ع.ش (أ ف ب ، رويترز)