1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW
كرة قدم

بيلا ريتي - أيقونة التعليق يودع الميكروفون في مباراة تاريخية

صلاح شرارة
١٤ ديسمبر ٢٠٢٢

مع انتهاء مباراة المغرب وفرنسا بنصف نهائي مونديال قطر، سيوجه أسطورة التعليق الألماني بيلا ريتي شكره للمشاهدين ويودعهم ويودع الميكروفون فهذه آخر مرة يعلق فيها على مباراة لكرة القدم. يا له من وداع تاريخي يليق بالمعلق الفذ!

https://p.dw.com/p/4KwhM
بيلا ريتي، معلق القناة الثانية الألمانية ZDF.
المعلق الألماني الشهير بيلا ريتي يجيد الحديث بخمس لغات وأصبح صوته يرتبط بمباريات كأس العالم منذ عام 1986. صورة من: Chai v.d. Laage/IMAGO

صحيح أنه ابن مدرسة التعليق الألماني، التي تترك مساحة أكبر للمشاهد لمتابعة المباراة مع قليل من الكلام، إلا أن الأسطورة بيلا ريتي، معلق القناة الثانية بألمانيا (ZDF)، إذا تكلم بصوته الجهوري العريض الممتلئ تجد نفسك تصغي إليه وسعيدا بكلامه وتعليقاته الحماسية ورغم ذلك فهي تعليقات بعيدة عن الشعبوية.

بدأ بيلا ريتي العمل مع القناة الثانية في إطار نهائيات كأس العالم بالمكسيك عام 1986، ومنذ عام 1994 أصبح مذيعا على الهواء مباشرة في كل البطولات الكبرى سواء كأس العالم أو كأس الأمم الأوروبية.

وداع يليق بصاحبه

خلال مسيرته الحافلة علق بيلا ريتي على ثلاث مباريات نهائية بكأس العالم (2002، 2010 و2018)، كما ذاع أيضا نهائي ثلاث بطولات لأمم أوروبا (1996، 2004 و2012).

وبين هذه كلها كان تعليقه على نهائي مونديال اليابان وكوريا الجنوبية 2002 هو الأقرب إلى قلبه. كان ذلك النهائي بين بلده ألمانيا وبين البرازيل التي عاش فيها حينا من الدهر في صباه وانتهت المباراة بفوز البرازيل بهدفين لصفر وكان ريتي يقول إنها مباراة بين "اثنين من عمالقة كأس العالم".

واليوم بلغ بيلا ريتي عامه الـ66، فقد ولد في 14 ديسمبر/ كانون 1956 واليوم سيودع جماهير الكرة والميكروفون للمرة الأخيرة، ولن يقول إلى اللقاء في مباراة أخرى، غير العادة. لكن وداعه يليق بقيمته الكبرى بين المعلقين الكرويين الألمان. فبيلا ريتي سيودع الميكروفون بعدما يكون قد علق على مباراة تاريخية من كافة النواحي هي مباراة المغرب وفرنسا الليلة في نصف نهائي مونديال قطر. إنها مباراة من نوع خاص مهما كان الفائز أو الخاسر، وستربط في إذهان من يشاهدون التلفاز الألماني بصوت بيلا ريتي، يا له من وداع مستحق!

وعن مشاعره الليلة قال ريتي قبل ساعات قليلة من وداعه "مشاعري متقلبة غير أنني ما زلت أسيطر عليها كلها". وأضاف في حديث لبرنامج "مجلة الصباح" (Morgenmagazin) بالقناة الثانية الأربعاء: "لم أجهز للوداع كلمات معينة، فكل شيء أفعله يأتي من خلال العاطفة ومثل أي شيء آخر، أحيانا تنجح وأحيانا لا".

وفي حديث مع صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ، نشر اليوم الأربعاء، قال ريتي: "ربما سيكون الأمر مختلفًا عندما أخلع سماعات الرأس مع الميكروفون للمرة الأخيرة وأتوجه إلى ساحة انتظار السيارات. وعن مستقبله بعد الليلة قال: "دعونا نرى" وأضاف "أنا متحمس أكثر لما سيأتي. لدي حفيد في برلين، جوناثان ، أستطيع أن أراه يكبر. وأشعر برغبة في عدم الارتباط بمواعيد.. كروية بعد ذلك".

تحذير مما يحدث على وسائل التواصل

وقبل مباراة الوداع يلقي بيلا ريتي نظرة نقدية على تطور صناعة الرأي في شبكات التواصل الاجتماعي وقال في مقابلة مع وكالة الأنباء الرياضية الألمانية (س ي د): "هذا غير مقبول للمجتمع ككل، وليس فقط لمعلقي كرة القدم".

فكما كان لدى بيلا ريتي معجبون ومادحون كان معرضا أيضا للشتائم وما شابه وقال المذيع والصحفي الرياضي: "بصراحة، أحاول تجاهل ذلك قدر الإمكان. إنه يتعلق أيضًا بنوعية الحياة، التي لا أريد التخلي عنها". ويؤكد ريتي: "يجب أن نعد الشباب أيضًا لما يحدث على قنوات التواصل الاجتماعي".

ولد بيلا أندرياس ريتي في فيينا النمساوية، بعد فترة وجيزة من هجرة والديه من الوطن الأم "المجر" بعد وقوع ثورة شعبية هناك. وبعد مولده بقليل اتجهت العائلة إلى ساو باولو البرازيلية ثم عادت إلى أوروبا وهو في سن الـ11 لينشأ في منطقة "نهر الراين ونهر الماين" في ألمانيا ويدرس في جامعة ماينز، حيث مقر القناة الثانية (ZDF)، حيث بدأت رحلته كعامل حر بالقناة ليصبح بعدها أسطورة من أساطيرها. ويتحدث ريتي في الواقع ست لغات وهذا ربما كان له دور في تألقه.

صلاح شرارة