1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الأسد وعبد الله يتفقان على تعزيز العلاقات وطي الخلافات

٨ أكتوبر ٢٠٠٩

أكدت كل من دمشق والرياض رغبتهما في تعزيز علاقاتهما خلال لقاء قمة جمعت العاهل السعودي والرئيس السوري في دمشق، فيما عبرت شخصيات سياسية عن أملها في أن تساهم هذه الأجواء في تحريك عدد من القضايا الإقليمية.

https://p.dw.com/p/K1s4
الرئيس الأسد والملك عبد الله يريدان مواصلة التنسيق بين بلديهماصورة من: AP

أكد الرئيس السوري بشار الأسد والعاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، رغبتهما في تعزيز علاقات بلادهما خلال لقاء قمة جمعهما في دمشق. وقال الأسد والعاهل السعودي إنهما يريدان "إزالة جميع العوائق التي تعرقل مسيرة تطور العلاقات" بين دمشق والرياض. وأشارا إلى أن "ارتقاء العلاقات السورية السعودية سينعكس إيجابا على مختلف القضايا التي تهم العرب جميعا"، وفقا لما ذكرته وكالة الأنباء السورية (سانا). كما وصفت بثينة شعبان، المستشارة الإعلامية والسياسية للرئيس السوري، المباحثات التي بدأت أمس واستأنفت اليوم الخميس بأنها "إيجابية وبناءة وودية". وأضافت أن التنسيق بين سوريا والسعودية "يضاف إلى التنسيق الذي تقوم به سوريا مع الصديقتين تركيا وإيران".

وتعد هذه الزيارة الأولى للملك السعودي منذ توليه العرش في عام 2005 والتي تأتي في أعقاب سنوات من الجمود السياسي بين البلدين. وكانت العلاقات بين الرياض ودمشق تدهورت بعد الاجتياح الأميركي للعراق في 2003، إذا أخذت دمشق على الرياض وقوفها إلى جانب الولايات المتحدة، كما وساهم اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، رفيق الحريري، في شباط/فبراير 2005 القريب من السعودية في زيادة حدة التوتر بين البلدين والذي رأى البعض أن لسوريا يدا فيه، الأمر الذي نفته دمشق قطعيا.

ترقب لبناني

Saad Hariri Sohn des ehemaligen Ministerpräsidenten des Libanons
وتوقعات بانعكاسات إيجابية للقمة السورية على تشكيل الحكومة في لبنانصورة من: AP

وتوقع السفير السعودي لدى لبنان، على بن عواض العسيري، في تصريحات لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية نشرتها اليوم الخميس، حدوث انعكاسات إيجابية لقمة دمشق بين الرئيس السوري والعاهل السعودي على الوضع الداخلي في لبنان، معتبرا أن الوضع اللبناني يتأثر إيجابا بالأجواء الإيجابية على الساحة العربية.

وهو ما ذهب إليه أيضا السياسي اللبناني الموالي لسوريا والعضو في مجلس النواب علي حسن خليل، موضحا أن القمة السورية السعودية ستنعكس على لبنان بشكل إيجابي. وأضاف "أن إعادة العلاقات ستساهم بالتأكيد في دفع التسوية الداخلية حول الحكومة وملفات الأزمة اللبنانية إلى الإمام". ومن جانبه، أكد أمين عام مجلس التعاون الخليجي، عبد الرحمن بن حمد العطية، في بيان له أن زيارة الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى سوريا "ستفتح آفاقا جديدة للعمل العربي".

عملية السلام ودور إيران في المنطقة

Symbolbild USA Obama Israel Palästina Naher Osten
"أوباما يحتاج إلى مساعدة سوريا التي تتمتع بنفوذ لدى الجماعات المسلحة المعرضة لمقترحات السلام"

وتتزامن زيارة الملك عبد الله مع خروج سوريا من حالة العزلة التي فرضت عليها، حيث يسعى الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى الحصول على مساعدتها من أجل الوصول إلى حل لقضية الشرق الأوسط. وقال دبلوماسيون في دمشق إن تفاهما بين الرياض ودمشق من شأنه أن يؤدي إلى تشكيل موقف عربي أوسع يساعد أوباما بشكل أفضل في جهوده نحو تحقيق السلام. وفي هذا الإطار قال مصدر سياسي سوري إن "أوباما يحتاج إلى مساعدة سوريا التي تتمتع بنفوذ لدى الجماعات المسلحة المعرضة لمقترحات السلام"، وفقا لوكالة رويترز.

ومن ناحيته، قال المحلل السياسي السعودي، خالد الدخيل، إن السعودية رغم كل ما سبق تعتبر سوريا في موقف أضعف، وقال إن السوريين يحتاجون إلى هذه الزيارة بأي ثمن لتفادي عزل الدول العربية لها وذلك وفقا لما نقلته عنه وكالة رويترز. وأوضح أن هذه الزيارة من شأنها أيضا أن تزيل الشك القائم بشأن تورط دمشق في اغتيال الحريري، ما قد يمهد الطريق لزيارة نجل الحريري المكلف بتشكيل الحكومة اللبنانية لدمشق، الأمر الذي يشكل "مكسبا كبيرا للسوريين"، على حد تعبير المحلل السياسي.

كما كان للدور الإيراني في المنطقة والتقارب بين دمشق وطهران حضور في هذه القمة. وفي هذا السياق، نقلت وكالة رويترز عن دبلوماسي غربي في الرياض قوله: "لا أعتقد أن لدى السعودية ما يمكن أن تعرضه على سوريا لإبعادها عن إيران". وأضاف المصدر أنه يشك في أن تقدم الرياض مساعدات اقتصادية بالحجم الذي يمكن أن يؤثر على السياسة السورية. يذكر أن السعودية تنظر منذ زمن طويل بتوجس إلى التحالف القائم بين سوريا وإيران اللتين تدعمان حزب الله في لبنان وحركة حماس الفلسطينية.

(ي ب / د ب ا، أ ف ب، رويتر)

مراجعة: هشام العدم