1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"الأسد الإفريقي" بالمغرب.. ما جديد هذه النسخة من المناورات؟

٢١ مايو ٢٠٢٤

نسخة جديدة من مناورات الأسد الإفريقي في المغرب. لا يوجد إعلان عن مشاركة إسرائيل، فيما يبقى التوجس الجزائري حاضرا رغم أن دورة هذا العام استبعدت المناطق المحاذية للجار اللدود الجزائر.

https://p.dw.com/p/4g6AR
صور من تداريب الأسد الإفريقي في المغرب لعام 2022
صور من تداريب الأسد الإفريقي في المغرب لعام 2022صورة من: U.S. Army/picture alliance

يشهد المغرب حاليا مناورات جديدة ضمن ما يعرف بالأسد الإفريقي تشرف عليها القوات الأمريكية وتنظمها في أربع دول إفريقية هي المغرب وتونس والسنغال وغانا. وتعد دورة هذا العام التي تديرها قوة مهام الجيش الأمريكي لجنوب أوروبا في إفريقيا، والقيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا، خاصة للغاية، فهي تصادف الذكرى الـ20 من انطلاق هذه المناورات.

ويشارك في هذه المناورات الإفريقية في الدول الأربع 8100 عنصر من القوات المسلحة من 27 دولة ووحدات للناتو. لكن في المغرب، ذكرت وسائل الإعلام الرسمية أن عدد الدول المشاركة يصل إلى عشرين، بما يقارب 7 آلاف عنصر من القوات المسلحة. وفي إطار هذه المناورات، استقبل المفتش العام للقوات المسلحة الملكية محمد بريظ، مساعدة وزير الدفاع الأمريكي لشؤون الأمن الدولي، سيليست والاندر.

هل تشارك إسرائيل؟

ولم تتم الإشارة في البلاغات الرسمية لحدّ الآن عن جنسيات المشاركين، وهو أمر لم تتم الإشارة له كذلك في التدريب الخاص الذي احتضنته تونس. وأثارت المشاركة الإسرائيلية في نسخة السنة الماضية فوق الأراضي المغربية جدلا كبيرا، بينما لم تحدث هذه المشاركة في نسخة تونس التي لا تربطها علاقات دبلوماسية مع إسرائيل عكس المغرب الذي طبع العلاقات معها نهاية عام 2020.

وأعلن الجيش الإسرائيلي حينها أن عددا من جنود كتيبة غولاني الاستطلاعية اتجهوا حينها للمشاركة في المناورات. ولا يوجد إعلان من هذا النوع في نسخة هذه السنة.

ومن الأسباب التي قد تكون أدت لتعليق المشاركة هذه المرة هي حرب غزة التي جعلت إسرائيل تستدعي قوات الاحتياط، ثم اشتداد المعارك مؤخراً في مدينة رفح، والضغوط الدولية التي تتعرض لها القيادة الإسرائيلية، فضلاً عن خروج مظاهرات متعددة في المغرب ضد استمرار الحرب.

دورة هذا العام ستجري بعيدة في مناطق مغربية منها بنجرير وأكادير وتفنيت وطانطان وأقا في وسط والجنوب الشرقي للمملكة، وتمتد ما بين 20 و31 مايو/ أيار الجاري حسب ما ذكرته وكالة المغرب العربي للأنباء (وكالة رسمية)، وممّا ستركز في برنامجها على "تكوينات أكاديمية استعدادا للتمرين، والتدريب على مكافحة أسلحة الدمار الشامل"، وكذلك تدريبات تكتيكية، وأخرى للقوات الخاصة، وتمارين مخصصة للتخطيط العملياتي.

دورة في تونس

فيما يقول موقع القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا من أنشطة هذا العام ستشمل تدريب لمراكز القيادة وأخرى للتدريب الميدانية فضلا عن عروض بالذخيرة الحية وبرامج أخرى مخصصة للمساعدات المدنية الإنسانية، وكذلك برامج المساعدات الطبية في مجالات الطب العام وطب الأسنان والطب البيطري.

وقبل المغرب احتضنت تونس للمرة الرابعة على التوالي نسختها الخاصة من هذه المناورات، في الفترة ما بين  29 أبريل و10 مايو، وكان الهدف منه حسب وزارة الدفاع التونسية: "تعزيز قدرات الوحدات المشاركة وتدعيم جاهزيتها في التصدّي للأزمات والتهديدات، ومن ذلك مقاومة الخطر البيولوجي والكيمياوي"، فضلا عن "تنظيم دورات تكوينية ودروس نظرية في الهندسة العسكرية والأمن السيبراني والشؤون القانونية والعلاقات العامة".

ومن القوات الأمريكية التي تشارك في هذه المناورات قوات المدفعية من الكتيبة الثانية وجنود المشاة من الكتيبة الأولى، والحرس الوطني في نيويورك، ومشاة من البحرية الامريكية. وشهدت تونس لأول مرة إجراء مناورات باستخدام أنظمة الصواريخ المدفعية عالية الحركة (HIMARS)، وفق ما أكده موقع الجيش الأمريكي.

التوتر مع الجزائر

ولم تخلق دورة هذا العام لحد الآن جدلاً كبيراً فيما يخصّ توتر العلاقات بين المغرب والجزائر، إذ كانت هذه الأخيرة قد بعثت إشارات رافضة لانعقاد جزء من هذه المناورات في منطقة المحبس القريبة جدا من حدودها، لكن لا توجد هذه المنطقة في برنامج هذا العام.

من تداريب الأسد الإفريقي في مدينة أكادير - جنوب المملكة
من تداريب الأسد الإفريقي في مدينة أكادير - جنوب المملكةصورة من: U.S. Army/picture alliance

وفي سياق جدل تفجر عام 2021 عندما أدلى مسؤولون مغاربة أن مناورات تلك السنة ستجرى في الصحراء الغربية، وهو ما نفته القيادة العسكرية الأمريكية، عاد مسؤول جزائري هذه الأيام للمطالبة بحظر كامل لهذه المناورات إن نظمت في هذا الإقليم المتنازع عليه، مقابل صمت من القيادة الجزائرية.

ودعا عبد القادر بن قرينة، رئيس "حركة البناء" في الجزائر المقربة من السلطة، الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش إلى حظرها قائلا إن "هذه المناورات تشكل عدواناً غير مشروع على الأراضي التابعة لسيادة الصحراء الغربية". وتدعم الجزائر بقوة جبهة البوليساريو التي تطالب بتقرير مصير الإقليم، بينما يؤكد المغرب أن الحل الوحيد للنزاع هو الحكم الذاتي تحت سيادته.

غير أنه من جانب آخر، نشرت القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا خارطة المملكة المغربية بضم منطقة الصحراء الغربية، ما يؤكد أن واشنطن مستمرة في اعتراف دونالد ترامب بسيادة المملكة على هذه المنطقة، رغم الإشارات المتضاربة التي ترسلها الإدارة الأمريكية في عهد جو بايدن.

ع.ا