1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

افتتاح فرع معهد غوته في حلب، ثاني أكبر المدن السورية

٣ ديسمبر ٢٠١٠

أفتتح معهد غوته الثقافي فرعاً له في شمال سوريا، وبالتحديد في مدينة حلب، ثاني أكبر المدن في البلاد ومركزها الاقتصادي. وعزف موسيقيون ألمان وسوريون ألحانا شرقية في حفل الافتتاح في الأول من كانون الأول / ديسمبر 2010.

https://p.dw.com/p/QOVR
قلعة حلب الشهيرة. بجوارها يقع معهد غوته وأسواق حلب القديمةصورة من: Mona Naggar

كان في البداية ديرا ً، ثم مدرسة، وبعد ذلك مستودعاً للتبغ، أما الآن: فهو معهد غوته. يقع في وسط المدينة القديمة قرب قلعة حلب، وتحيط به الأسواق القديمة. أسواق ضيقة ومسقوفة، طولها عدة كيلومترات، وتباع فيها الأقمشة والتوابل والصابون وتزخر بعبق التاريخ يتوسطها فرع معهد غوته الثقافي الألماني في مدينة حلب.

سُــبات ثقافي

في ليلة الافتتاح، يستمع الزوار إلى برنامج ثـقافي. يعزف فيه الموسيقيّ الألماني رومان بونكا مع فنــّانِي حلب مقطوعات العود الكلاسيكية والحديثة بالإضافة إلى الغيتار والناي والطبلة. كما يقول بيورن لولاي مدير معهد غوته في دمشق: "وجودُنا هنا في حلب هو في الواقع تجرِبة. فعلى فريق معهد غوته في حلب محاولة ُ جذبِ الناس وخاصة الشباب"، ويضيف أن موقعُ المعهد هنا في المدينة القديمة يخلقُ أجواءا خاصة، بعكس ما هو عليه في دمشق التي يتواجد فيها معهد غوته منذ خمسة وخمسين عاماً ويقع في منطقة حديثة تكثر فيها السيارات، ويتابع "في المعهد ستقدم أفلام وحفلات موسيقية. ستكون أجواءا نابضة بالحياة".

Goethe Institut Aleppo
مقر معهد غوته الألماني الثقافي: بيت تقليدي عربي في مدينة حلب القديمةصورة من: Mona Naggar

لا بد لرياح الثقافة أن تعود من جديد إلى مدينة المتنبي، وأم الموسيقى والطرب. وموقع معهد غوته في حلب القديمة متميز في مدينة يبلغ عدد سكانها إجمالا أربعة ملايين نسمة، فالمدينة القديمة مـُدرَجة في لائحة اليونيسكو للتراث الثقافي العالمي. والمساجد والكنائس والمدارس والخانات والمعارض تعكس تاريخ حلب العتيق.

دمشق منافس قوي لحلب

لكن كثيرا من سكانها يشعر أن المدينة عبارة عن متحف هامد وغير حيّ. وذلك بسبب نقص الفعاليات الثقافية إجمالاً في المدينة، كما يرى المصوّر الفوتوغرافي عيسى توما الذي أقام معرضاً للصور الفوتوغرافية. وهو من المعارض القليلة في المدينة، كما أن عيسى نظم قبل أسابيع مهرجان الفن النسائي، والذي يعد أهم حدث ثقافي في حلب لهذا العام. ويقول: "نرى العديد من المبادرات لتجميل مدينتنا، ولكن ليس لدينا برنامج ثقافي كبير أو جدير بالذكر"، ويؤكد أن كل الفعاليات الثقافية تحدث في دمشق، لأنها العاصمة، ولأن فيها يعيشُ الكثيرُ من الأجانب. كما تتواجدُ فيها أغلبُ المعاهدِ الثقافية الإجنبية، ويتابع "وتقريبا تذهبُ كل الأموال الداعمة للثقافة إلى دمشق، حتى من أوروبا. أما هنا في حلب فلا ميزانية معتبرة للثقافة"، ويقول عيسى أنه إذا حاول أحد أبناء المدينة تنظيم شيء فإن الكثير من السكان المحليين يشتبهون أن وراء ذلك أجندا خارجية.

عقبات وتفاؤل

Stadtansicht von Aleppo, Syrien
مدينة حلبصورة من: AP

وهناك أيضا عقبات بيروقراطية وسياسية. فيجب أن تــُرخـَّـص كل فعالية ثقافية من قِبل المخابرات. وقد تـُرفض إنْ لم يكن هناك تقدّم أسباب وجيهة. لكنّ هناك منذ سنتين تطورات إيجابية في حلب. فقد دعمت إدارة المحافظة مهرجان الفن النسائي. كما تمّ تحويل محطة الكهرباء القديمة إلى مركز ثقافي. وما افتتاح فرع معهد غوته في حلب إلا خطوة أخرى إلى الأمام كما يقول مدير المعهد في دمشق بيورن لولاي: "لديّ انطباع قوي جدا أن الإدارة َ الحالية َ للمدينة، وخاصة محافظ المدينة، تدرك أنّ حلب في حاجة إلى حياة نابضة بالثقافية وهذا أمر مهم لصورة المدينة". ويشدد على أن الحياة ليست قائمة على التجارة فحسب. والإنسان لا يعيش على الخبز وحده. بل هناك الموسيقى، والمسرح والأفلام أيضاً. وفي الأسابيع المقبلة سينظم المعهد أفلاما للمخرج الألماني التركي فاتح أكين وحفلة موسيقية ضخمة، في إحدى كنائس حلب.

منى نجار/علي المخلافي

مراجعة: هبة الله إسماعيل