اغتيال زميلين يعملان لدى دويتشه فيله في شمال أفغانستان

أكدت مؤسسة دويتشه فيله في بيان صحفي مقتل زميلين يعملان لديها في شمال أفغانستان فجر اليوم السبت (7 أكتوبر/ تشرين الأول 2006). وجاء في البيان الذي صدر عن المدير العام للمؤسسة ايريك بيترمان أن الضحيتين، وهما الصحفية كارين فيشر (30 سنة) والتقني كريستيان شتروفه (38 سنة) كانا في رحلة خاصة هناك أثناء وقوع الحادث.

وقد تلقى العاملون في دويتشه فيله نبأ اغتيال الزميلين بصدمة. وعير بيترمان عن حزنه الشديد على مقتلهما، كما عبر عن مشاعره لأهلهما متمنيا لهم الصبر في هذا الساعات العصيبة. وأضاف البيان ان كارين وكريستيان قاما بعمل ريادي من خلال مساهمتهما في إعادة بناء المؤسسات الإعلامية الأفغانية في إطار جهود ومشاريع دويتشه فيله لتعزيز الحوار بين الثقافات. وستستمر المؤسسة في هذه الجهود رغم هذا الحادث المأساوي.

وقد عرف عن الزميلين ادائهما المتميز في الشرق الأوسط وأفغانستان حيث ساهما في إنجاز العديد من المشاريع التي تدعمها مؤسسة دويتشه فيله هناك، لاسيما في مجال بناء وتحديث المؤسسات الإعلامية وتأهيل الكوادر اللازمة لها

أدلة تشير إلى هوية القتلة

وبعد أقل من 48 ساعة على اغتيال الصحفيين الزميلين أفادت حكومة إقليم بغلان إنها حصلت على أدلة تشير إلى الفاعلين. وقال محافظ الإقليم سيد أكرم معصومي لوكالة الأنباء الألمانية إنه تم تحديد ستة أشخاص يشتبه بتورطهم في الجريمة. وأضاف ان سلطات الإقليم شبه متأكدة من قيامهم بعملية الاغتيال. أما توقيفهم فسيتم بالتنسيق مع وزارة الداخلية في العاصمة كابول.

شتاينماير يدين عملية القتل بشدة

وقد أدانت الحكومة الألمانية عملية الاغتيال بشدة، وطالب بيان صدر عن وزير الخارجية فرانك- فالتر شتاينماير بمعاقبة الفاعلين. وجاء في البيان إن عمليات القتل الفظيع والعبثي "لمواطنينا" تقوي من عزيمة الحكومة الألمانية لدعم الحكومة الأفغانية في جهودها لضمان الأمن والنظام وفرض دولة القانون. وقدم الوزير تعازيه لأهالي الضحيتين ولزملائهما.

استبعاد عملية سطو أو سرقة

من جهته قال رئيس شرطة باميان الجنرال محمد جلال هاشمي إن الصحفيين كانا بدون سائق أو مرافقين. واستبعد الجنرال أن يكون الحادث بهدف السطو أو السرقة، لاسيما وان الأوراق الرسمية والكاميرا والتجهيزات الأخرى وجدت في مكان الجريمة. أما المتحدث بامس قوات السلام الدولية في أفغانستان (ايساف) دومنيك وايت فذكر بأن القتيلين عملا حتى الأربعاء الماضي بالتعاون مع القوات قبل أن يتوجها إلى إقليم باميان. وأضاف انهما أرادا عمل تقرير مصور هناك رغم تحذير القوات لهما من خطورة الوضع في الإقليم.

طالبان تنفي علاقتها بالحادث

على صعيد آخر نفت حركة طالبان الراديكالية مسؤوليتها عن اغتيال الصحافيين. وقال المتحدث باسم الحركة كاري يوسف احمدي لوكالة الصحافة الألمانية إن مجاهديها لا يهاجمون الصحفيين. وأضاف بأن هذا ليس هدف الحركة الذي يتمثل في مهاجمة الأمريكان ومساعديهم فقط. ومنذ سقوط نظام طالبان لا تقتصر الهجمات على الجنود الأجانب فقط، فهي تطال المدنيين كذلك. وخلال هذا العام تصاعدت حدت عدتها وعددها بشكل لم يعرف خلال السنوات القليلة الماضية، لاسيما في مناطق شرق وجنوب أفغانستان، أما منطقة شمال البلاد حيث ترابط القوات الألمانية فبقيت هادئة نسبيا حتى الآن.

كارن فيشر: تعمل كارين منذ ثلاث سنوات كمراسلة لراديو دويتشه فيله. وقد ركزت في تقاريرها على الشرق الأوسط وأفغانستان. وتناولت تقاريرها الأخيرة الوضع في لبنان. أما في أفغانستان فقامت مؤخرا بتغطية الانتخابات وسير عملية إعادة البناء هناك.

كريستيان شتروفه: ساهم كريستيان في إنجاز مشروع بناء هيئة تحرير راديو وتلفزيون أفغانستان الذي تدعمه دويتش فيله. وقد تم إنجاز المشروع في شهر أغسطس/ آب الماضي. وتركز نشاطه الأخير على تأهيل كوادر تلفزيونية من البلدان النامية في جنوب شرق آسيا والشرق الأوسط.

(دويتشه فيله)