1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

اعتداءات شرم الشيخ ضربات غادرة في صميم الاقتصاد المصري

من الممكن أن تلحق اعتداءات شرم الشيخ أضراراً وخيمة بالاقتصاد المصري الذي تشكل السياحة أحد أهم ركائزه الأساسية، لذلك يتخوف القائمون على السياحة من عواقبها التي لا تحمد عقباها.

https://p.dw.com/p/6xYP
سائح ألماني عائد من شرم الشيخصورة من: dpa

"هذا ما كنـت أخشاه دائماً... كان لدي انطباع بأن شرم الشيخ مكان آمن. لكن من الواضح أنني كنت على خطأ." عبارات رددتها سائحة ألمانية وهي في طريقها إلى الطائرة التي ستقلها إلى هامبورغ بعد أن أنهت أجازتها مبكراً في مصر. جاء ذلك بعد أن شهد منتجع شرم الشيخ على البحر الأحمر فجر السبت الماضي (23 يوليو/تموز 2005) انفجارات أسفرت عن مقتل أكثر من 64 شخصاً وإصابة أكثر من 100 آخرين بجروح حسب ما صرحت به مصادر وزارة الصحة المصرية. وخيّم التشاؤم بين أوساط العاملين بمجال السياحة في مصر عقب إلغاء عدد هام من السياح حجوزاتهم ورحلاتهم التي كان المقرر القيام بها. وهذا ما دفع وزير السياحة المصري أحمد المغربي إلى الإعراب عن قلقه إزاء الآثار السلبية على السياحة في المدى القصير. لكن وعلى الرغم من الشعور بالخوف والفزع إثر وقوع تلك الجرائم الإرهابية أكد العديد من السياح الألمان أنهم سيواصلون قضاء عطلاتهم في مصر على اساس أنه لا يمكن تفادي الإرهاب أيا كان المكان الذي يذهبون إليه.

السياحة أهم قطاعات الاقتصاد المصري

Hotel Dive Inn Ses Ägypten
شرم الشيخ: من جنة الشرق إلى أتون من النار

مما لا شك فيه أن تعرض مصر لحوداث إرهابية، تؤدي إلى تراجع عدد السياح الأجانب المتوجهين إلى هبة النيل. ومن شأن ذلك إلحاق ضرر كبير بالاقتصاد المصري، لأن السياحة أصبحت مصدر الدخل الرئيسي في مصر. وتبلغ قيمة عائدات السياحة على هذا الاقتصاد نحو 6,6 مليار دولار سنويا. وبوجه عام يعتمد القطاع السياحي في مصر على سياحة المنتجعات المنتشرة على ساحل البحر الأحمر مثل شرم الشيخ والغردقة وسفاجا، بالإضافة إلى سياحة الآثار المتركزة بالقاهرة والأقصر وأسوان. وشهد القطاع السياحي المصري إقبالاً متزايداً عام 2004 كان من ثماره استقبال مصر لـ 8,1 مليون زائر. وبعد أن ضربت أمواج المد العاتية تسونامي العديد من المناطق السياحية في آسيا اجتذبت مصر عدداً إضافياً من السياح هذا العام. ولكن العادة قد جرت أن تحول أحداث العنف دون استمرار رواج القطاع السياحي في مصر. الجدير بالذكر أن أعنف ضربة تعرضت لها السياحة المصرية هي "مذبحة الأقصر" التي راح ضحيتها 58 سائحاً أجنبياً عام 1997.

تفاؤل مصري رغم النكسة

Airbus 318
الفرار من الارهابصورة من: AP

لمعرفة مدى تأثر القطاع السياحي في مصر بتفجيرات شرم الشيخ أجرى موقع دويتشه فيلّه باللغة العربية حديثاً تليفونياً مع السيد باهر ملك، مدير المكتب السياحي المصري في فرانكفورت. أكد باهر ملك خلال الحوار على أن مساعي الإرهابيين لن تنجح "في النيل من النهضة السياحية التي شهدتها مصر في الآونة الأخيرة أو ضرب الاقتصاد الوطني." وتؤكد الأرقام الحكومية المصرية عدم تأثر الحركة السياحية بالأعمال الإرهابية التي رجت شرم الشيخ. فالمطارات المصرية شهدت حركة نشطة خلال الـ 48 ساعة التي أعقبت الحادث واستقبلت 142 رحلة دولية و18 داخلية حسب ما أعلنته وزراة السياحة المصرية. ولكن في نفس الوقت لا ينفي ملك أن "المنشآت السياحية في مصر ستتعرض لخسائر إلى المدى القصير." ويتوقع المسئول المصري أن يواجه العاملون في مجال السياحة موسماً صعباً هذا العام بسبب تلك أحداث العنف الأخيرة.أما الخبراء الاقتصاديون المصريون فيتوقعون تأثيراً محدوداً لتفجيرات شرم الشيخ على أداء البورصة وسوق الصرف في مصر. ويرجح معظم الخبراء الاقتصاديين على مستوى العالم أن الوقت مازال مبكراً لتقويم خسائر تفجيرات شرم الشيخ. لاسيما وأن الآثار الاقتصادية لمثل هذه الأحداث تأخذ فترة تتراوح بين ثلاثة وأربعة شهور حتى تتضح.

تفاؤل ألماني حذر

Cheops Pyramide und der Sphinx
من يحمي من من من؟صورة من: Ap

وفي حوار آخر أجراه موقع دويتشه فيلّه باللغة العربية مع روبين تيسمرمان، المتحدث الصحفي باسم شركة توي TUI، والتي تعد من كبريات المؤسسات الألمانية في مجال الرحلات والسفر، أعلن السيد تيسمرمان أن 85 بالمائة من زبائن الشركة في شرم الشيخ ينوون قطع أجازتهم ومغادرة مصر، وأن 15 بالمائة قد قطعوا عطلتهم بالفعل. ولا يستطيع روبين تيسمرمان التنبؤ بما سيكون عليه الوضع السياحي هناك، لكنه يعتقد أن "مصر كبلد شهد إزدهاراً في المجال السياحي في الفترة الأخيرة سوف تتعافى سريعاً من الجروح التي خلفها الإرهاب." وعلى الرغم من نفي تيسمرمان "لإمكانية تعايش السياحة مع الإرهاب فقد دعى زبائن شركته إلى التريث قبل إلغاء الحجوزرات. "لا يجب أن تثني أحداث شرم الشيخ الألمان عن زيارة مصر والشرق الأوسط بغض النظر عما خلفتة من ضحايا وألام. ففي وقتنا الحالي لا يمكن أن يكون المرء على ثقة تامة بأن دولة ما آمنة، سواء كانت هذه الدولة مصر أو ألمانيا." ولعل أدمغ دليل على ذلك الهجوم الذي كاد يتعرض له مبنى البرلمان الألماني (بندستاغ) في برلين الأسبوع الماضي، حسب رأي تيسمرمان.

علاء الدين سرحان

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد