استمرار تفاقم الوضع في ليبيا وسط مغادرة عدد كبير من الأجانب
٢٤ فبراير ٢٠١١احتفل آلاف الليبيين أمس الأربعاء (23 فبراير/شباط) بتحرير مدينة بنغازي بشرق ليبيا من حكم معمر القذافي، فيما ترددت أنباء انه ارسل طائرة لقصفهم في سعيه للتشبث بالسلطة. ونسبت صحيفة قورينا الليبية إلى مصدر عسكري قوله إن قائدي الطائرة قفزا منها بالمظلات بعد اقلاعها من العاصمة طرابلس. وسقطت الطائرة بعد ذلك في جنوب غربي بنغازي مما ساهم في تجنب إراقة مزيد من الدماء في نحو أسبوع من العنف. وتشير آخر الانباء الى وصول ضحايا الاضطرابات لنحو ألف قتيل، الا انه من الصعب التحقق من صحة الرقم من مصادر مستقلة.
ولا تزال طرابلس وغرب البلاد تحت سيطرة القذافي فيما يبدو. وقال الناس هناك انهم خائفون للغاية من الميليشيات الموالية للحكومة بعد أن هدد القذافي باستخدام القوة ضد المحتجين في كلمة القاها مساء يوم الثلاثاء.
تصاعد الضغوط الدولية
في غضون ذلك تصاعدت الضغوط على القذافي، الذي يزداد عزلة وسط الادانات الدولية لعمليات القمع والدعوات لفرض عقوبات على نظامه فضلا عن استقالات كبار المسؤولين في النظام الليبي، وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد خرج عن صمته أمس وأدان في أول خطاب له بخصوص الانتفاضة الليبية العنف الذي تستخدمه قوات الأمن الليبية لقمع هذه الاحتجاجات. وقال أوباما في كلمة مقتضبة ألقاها في البيت الأبيض، إن "القمع العسكري وحمام الدم في ليبيا أمور مشينة".
وأصبحت فرنسا اول دولة تطالب صراحة بفرض عقوبات. حيث قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس الأربعاء "أود تعليق العلاقات الاقتصادية والتجارية والمالية مع ليبيا حتى اشعار اخر." لكن الموقف الدولي لا يزال يعاني من الانقسام بشأن كيفية التعامل مع القذافي، إذ عبرت تركيا عن رفضها لفرض عقوبات اقتصادية على ليبيا، وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان لوكالة فرانس برس إن العقوبة ستشكل "عقابا للسكان". كما قال رئيس وزراء قطر انه لا يريد عزل ليبيا.
مغادرة العمال الأجانب
على صعيد آخر أسرعت حكومات في شتى أنحاء العالم يوم الاربعاء لارسال طائرات وسفن لإجلاء رعاياها من ليبيا المضطربة. وقال مسؤولون أتراك ان المخاوف على سلامة الاجانب تزايدت بعد قتل عامل تركي بالرصاص في موقع بناء قرب العاصمة طرابلس. وتجري تركيا التي لها في ليبيا 25 ألفا من مواطنيها أكبر عملية إجلاء في تاريخها وقال وزير الخارجية أحمد داود أوغلو في مؤتمر صحفي إن 21 دولة أخرى طلبت من أنقرة مساعدتها في إجلاء مواطنيها.
وقال متحدث باسم مفوضية الاتحاد الاوروبي خلال إفادة صحفية إن دول الاتحاد تجلي نحو عشرة آلاف من مواطنيها من ليبيا. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن عبارة مستأجرة تسع 600 راكب من المنتظر أن تغادر طرابلس قريبا متجهة إلى مالطا. ويوجد بضعة آلاف من الأمريكيين الذين يعيشون في ليبيا غالبيتهم يحمل جنسية مزدوجة ونحو 600 يحملون جوازات سفر أمريكية فقط.
أبناء القذافي متمسكون بالبقاء
في غضون ذلك عاد أبناء القذافي إلى الظهور الإعلامي من جديد، حيث نفت عائشة، ابنة الزعيم الليبي معمر القذافي مساء الاربعاء عبر التلفزيون الليبي الرسمي الاخبار التي بثتها محطات تلفزيونية عربية ومفادها انها غادرت البلاد. وقالت في تصريح مقتضب للتلفزيون في باب العزيزية "اقول لليبيين والليبيات الذي احبهم ويحبونني اني صامدة امام هذا المنزل الصامد".
اعتبر نجل الزعيم الليبي معمر القذافي، لاعب كرة القدم السابق الساعدي القذافي، ان والده سيكون "جد" اي نظام جديد في طرابلس، وذلك في مقابلة مع صحيفة الفايننشال تايمز نشرتها اليوم الخميس. وقال في اتصال هاتفي اجرته معه الصحيفة في طرابلس "والدي سيبقى مثل الجد الذي ينصح". واضاف "بعد هذا الزلزال الايجابي، يجب ان نفعل شيئا ما لليبيا" مضيفا "يجب ان نقدم دما جديدا لحكم بلدنا".
(ه ع ا/دب ا/اف ب/رويترز)
مراجعة: حسن زنيند