1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

استكشاف الحياة العملية أثناء الدراسة... أمر لا مفرّ منه

٢٣ فبراير ٢٠١٢

يواجه الطلبة الألمان صعوبات كثيرة في بداية حياتهم العملية، فالدراسة النظرية في الجامعة لا تكفي لإعطاء صورة واضحة عن العمل،مايصيبهم بخيبة أمل،الأمر الذي دفع بعض الجامعات الألمانية إلى فرض حلقات دراسية لتلافي هذه الصعوبات.

https://p.dw.com/p/145iu
صورة من: picture-alliance/dpa

"أجريت لقاءاً صحفياً مع رئيس تحرير مجلة بيلد دير فراو حقاً إنها تجربة رائعة" إجراء حوار صحفي مثل الذي قامت به الطالبة الجامعية ليزا، أوالإطلاع على سير العمل في مجالات عديدة كالتسويق والعلاقات العامة وغيرها أثناء الدراسة الجامعية، هو تماما ما تهدف إليه حلقات البحث الدراسية "تأهيل المهارات المهنية"، التي فرضتها بعض الجامعات الألمانية على طلابها. و يقوم الطلاب من خلال هذا البرنامج باستكشاف الحياة العملية الخاصة بفرع تخصصهم خلال الفترة الأولى من دراستهم الجامعية.

خيبة أمل غير متوقعة...

ABK-Seminare
دانيلا شتون ترى أن تقييم النصوص الصحفية للطلبة يساهم في تطوير مهارات الطلبة وهو أمر كثيرا ما تمنته عندما كانت طالبةصورة من: DW

وتعد جامعة هامبورغ من بين أوائل الجامعات الألمانية التي فرضت حلقات البحث تلك على طلابها، وتأتي هذه الخطوة بعد خيبة الأمل التي تصيب عدد كبير من الشباب في بداية حياتهم العملية، إذ أظهر استطلاع الرأي "يونيسوز 11" - والذي يعنى بشؤون الطلبة - أن 61 بالمئة من الشباب الألمان حديثي التخرج لديهم مشاكل كبيرة في عملهم، ويعود السبب في ذلك إلى افتقادهم للمعلومات الكافية عن الحياة المهنية، وفيما إذا كانت تناسب طموحاتهم وآمالهم، على حد تعبير أولريكه يوب مديرة مركز الدراسة والعمل / قسم علوم اللغة والآداب والإعلام في جامعة هامبورغ. "تتيح حلقات البحث تلك للطلبة إمكانية اكتشاف الحياة العملية وفيما إذا كانت ترضي طموحهم سواء في المجالات الأدبية أو العلمية".

ويبلغ عدد الخيارات المتاحة أمام الطلبة للتعرف على الحياة العملية، حوالي 50 خياراً وذلك في مجالات عدة كعالم الاتصالات والعلاقات العامة والتسويق والصحافة وغيرها. ولايقتصر اكتشاف الحياة العملية على المعلومات النظرية التي يتلقاها الطلبة أثناء الحلقة الدراسية فحسب، بل يتوجب عليهم ممارسة المهنة المناسبة لاختصاصهم لمدة شهر على الأقل، كما تؤكد دانيلا شتون والتي تدير شؤون الطلبة الذين يرغبون في ممارسة العمل الصحفي في جامعة هامبورغز "يقوم الطلبة بكتابة الكثير من النصوص الصحفية ونقوم بتقييمها سوية وهو ماسيجعلهم يتقنون عملهم في المستقبل وهو أمر كثير ما تمنيته عندما كنت طالبة ". وتعمل دانيلا في الصحافة المطبوعة، وهي تبذل أقصى ما بوسعها لمساعدة الطلبة الذي يرغبون في ممارسة العمل الصحفي لاحقا، في تجاوز الصعوبات التي قد تواجههم في بداية عملهم وتستطرد قائلة: "في مكاتب التحرير من الصعب للمرء أن يحصل على تقييم مناسب لنصوصه".

مهارات قد تبدو بديهية...إلا أنها أساسية

وإلى جانب ذلك يتم تدريب الطلبة في الحلقات الدراسية على مهارات استخدام الحاسوب و تقنيات البحث عبر الانترنيت، إلى جانب مهارات فن الحوار والإقناع والتي تعد من المتطلبات الاساسية للدخول في سوق العمل. وقد يعتقد بعض الطلبة أن تلك المهارات أصبحت من بديهيات الحياة، إلا أن الطالبة يوهنا (22 سنة) ترى الأمر مختلفاً. "في البداية اعتقدت أن دورات استخدام الحاسوب والبحث عبر الانترنيت لا فائدة منها، فنحن كشباب لدينا خبرة كافية في هذه الأمور، إلا أنني من خلال حلقات البحث تلك تعلمت أشياءا لم أكن أعرفها من ذي قبل"، وتؤكد يوهنا التي تتخص في مجال الإعلام على أن استكشافها للعمل الصحفي جعلها متأكدة من أنها غيرمخطئة في اختيارها لهذا الفرع.

ABK-Seminare
بعد تعرفها على حياة الصحفيين العملية تأكدت يوهنا من رغبتها في ممارسة العمل الصحفي بعد تخرجها من الجامعةصورة من: DW

وتشاطر لورا زميلتها يوهنا الرأي وتضيف قائلة، "بعد لقائي بالكثير من الصحفيين تأكدت من رغبتي في ممارسة هذه المهنة إذ أصبح لدي تصور كافي عن الحياة العملية للصحفيين". لورا التي تعرفت على بعض الصحفيين وأصبح لديها بعض الأفكار حول طبيعة العمل الصحفي تأمل في أن تجد لها مكانا مناسبا للتدريب، تمارس من خلاله مهنة الصحافة بشكل فعلي. أما يانا التي تدرس في قسم الدراسات الأوروبية في جامعة بون فهي مترددة في اختيارها لتخصصها."علمت أن عملي المستقبلي يتطلب مني التنقل في كافة أنحاء العالم وهذا الأمر لم يكن بالحسبان". بعد اطلاع يانا على طبيعة حياتها العملية تفكر في الانتقال إلى دراسة المحاماة، إذ تطمح في المستقبل إلى بناء أسرة مستقرة بعيدة عن التنقل بين البلدان المختلفة.

جانين ألبريشت/دالين صلاحية

مراجعة: هبة الله إسماعيل

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد