1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

استقراء للوضع الاسرائيلي بعد غياب شارون المحتمل

مرض شارون واحتمال عدم عودته الى الحياة السياسية خلط أوراق اللعبة السياسية إسرائيليا وإقليميا وسط غموض حول ملامح خارطة الأحزاب الإسرائيلية وقلق حول مستقبل عملية السلام. موقعنا يحاول استقراء الوضع بالاستعانة بالخبراء.

https://p.dw.com/p/7l3K
غياب شارون ومستقبل المنطقةصورة من: dpa

أدى مرض رئيس الوزراء الإسرائيلي المفاجئ في وقت حساس بالنسبة لإسرائيل ولعملية السلام عموما الى حدوث ما يصفه بعض المحللين "بالزلزال السياسي". وبصرف النظر عن تطورات حالة شارون الصحية خلال الأيام القادمة، بل ربما الساعات القادمة، فانه من المرجح، حسب المصادر الطبية، عدم عودة شارون الى ممارسة العمل السياسي. هذا الأمر دفع مثلا المراسل الدبلوماسي لصحيفة هارتس، الوف بن، للقول " بكل الحذر المطلوب يبدو ان حقبة شارون كقائد لإسرائيل وصلت الى نهايتها المأساوية". خروج شارون من اللعبة السياسية سيحدث انعكاسات وردود فعل مختلفة سوا على المستوى السياسي الإسرائيلي الداخلي أو على المستوى الإقليمي العربي.

ردود فعل ومخاوف الشارع العربي

Das erste Treffen
هل كان فعلا بطل السلام كما ينظر اليه اليوم؟صورة من: AP

يراقب العالم العربي والإسلامي على المستويين الرسمي والشعبي تطورات الحالة الصحية لشارون باهتمام وذلك لما لوفاته أو خروجه من اللعبة السياسية في إسرائيل من انعكاسات على عملية السلام والوضع في المنطقة عموما. وإذا كان هناك في العالم العربي والإسلامي من لا يبكي شارون فان الكثيرين يبدون خشيتهم من مرحلة ما بعد شارون الذي ينظر إليه على انه كان أهون من غيره. وتسيطر حالة من عدم الاطمئنان على مستقبل المنطقة في حال غياب شارون ووصول أطراف أخرى الى السلطة في إسرائيل ربما يكونون أكثر تطرفا منه. وفي هذا السياق يقول الشاذلي القليبي ألامين العام الأسبق للجامعة العربية انه "من متناقضات التاريخ ان الرجل الذي كان أشرس الصقور بدأ يفهم في آخر حياته ضرورة السلام"، معتقدا انه لا يوجد في الساحة الإسرائيلية أي شخصية قوية قادرة على صنع السلام وان الفترة المقبلة ستكون على درجة كبيرة من الغموض، على حد تعبير القليبي.

صحيح ان الكثيرين في العالم العربي يعتبرون شارون من الزعماء الإسرائيليين الأكثر "دموية ووحشية". لكنهم يخشون من أن غياب مثل هذا الرجل القوي يمكن أن يصيب فرص السلام بانتكاسة ويعيد التوتر والصراع الى نقطة البداية، لاسيما في ظل نزوع الإطراف السياسية الأخرى في إسرائيل الى التشدد في الموقف من عملية السلام. في هذا السياق يعتقد المحلل السياسي الفلسطيني غازي السعدي بان وجود شارون في الساحة السياسية هو بالنسبة للفلسطينيين أفضل من غيابه عنها "رغم كل جرائمه ضدنا". بل ان المحلل السياسي الأردني لبيب قمحاوي ذهب الى ابعد من ذلك عند ما قال: "إذا كان الله يريد لعملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين ان تتم فانه سيبقى شارون على قيد الحياة".

ملامح الخارطة السياسية في إسرائيل بعد شارون

Gedenken an Ben Gurion
بيريس وشارون خلال حفل للتذكير ببن غوريونصورة من: AP

على الصعيد الداخلي الإسرائيلي أشار استطلاعان للرأي قامت بهما أمس الجمعة صحيفتي "هارتس" و "يدعوت احرونوت" الإسرائيليتين الى ان حزب "كاديما" سيفوز بسهولة في الانتخابات العامة التي ستجرى في 28 مارس/آذار القادم حتى بدون وجود زعيمه أريل شارون. بيد ان بعض المحللين السياسيين يعتقدون ان نتائج مثل هذا الاستطلاع تعكس حالة عاطفية لدى الرأي العام الإسرائيلي أكثر من كونها تعبير حقيقي عن تأييد سياسي لحزب "كاديما". كما أنهم يرون ان حزب "كاديما" ربما يشهد تفككا اذا ما غابت الشخصية المحورية فيه المتمثلة شارون. موقعنا ناقش الأمر مع عدد من المحللين السياسيين.

"كاديما" قادر على الاستمرارية....

Rezensionsbild - Pulverfass Nahost - <br>Eine arabische Perspektive
الشرق الأوسط في بؤرة إهتمام العاامصورة من: IMPORT

مجالي وهبة، عضو الكنيست الإسرائيلي عن حزب "كاديما" في مقابلة مع إذاعة دويتشه فيله أكد بان حزب "كاديما" قادر على الاستمرارية حتى في غياب شارون وذلك لوجود شخصيات سياسية بارزة ذات خبرات طويلة في مجال العمل السياسي. فصحيح ان هناك شعبية كبيرة لشارون في حزب "كاديما" ولكنه، والكلام للسياسي الإسرائيلي، ليس فقط حزب لشخص واحد ولكن هناك شخصيات أخرى مهمة في الحزب ستضمن استمراريته. ويعتقد وهبه، ان ايهود ولمرت هو المرشح الأكثر حظا لقيادة الحزب نظرا لخبرته الطويلة في الحكم والحياة السياسية وهو وان كان الان لا يحظى بنفس الشعبية التي يحظى بها شارون الا انه، أي اولمرت، سيكتسب مع الوقت هذه الشعبية التي كانت لشارون.

....لكن ليس بدون شارون

على العكس من ذلك يعتقد المحلل السياسي الفلسطيني الدكتور باسم الزبيدي، استاذ العلوم السياسية في جامعة بير زيت، ان حزب "كاديما" لن يستطع الاستمرارية بعد غياب شارون. وعلل الأكاديمي الفلسطيني في حوار تلفوني مع موقعنا ذلك بان الحزب لا يمتلك أي برنامج سياسي أو أية خطط واضحة تمكنه من الاستمرارية، ناهيك عن التناقضات العميقة داخل هذا الحزب. أما استطلاعات الرأي التي ترجح بقاء شعبية حزب "كاديما" فيعتبرها المحلل الفلسطيني ليست أكثر من تعبير عاطفي مؤقت بسبب وضع شارون الصحي الحالي وستزول بغياب شارون. كما توقع الزبيدي ان يعود أقطاب "كاديما" الى احزابهم القديمة، مثل العمل والليكود، التي ستبقي الأحزاب الأساسية المؤثرة في الحياة السياسية الإسرائيلية.

Spezialbild: Treffen in Israel: Ariel Scharon und Condoleeza Rice
شارون استطاع بناء علاقات قوية مع الادارة الامريكية الحاليةصورة من: AP

أما عن مستقبل عملية السلام في الشرق الأوسط فيعتقد الزبيدي إنها ليست مرتبطة ببقاء شارون في السلطة من عدمه. وهو يعتقد ان الخطوات التي قام بها شارون ممكن ان يقوم بها أي زعيم إسرائيلي آخر يصل الى السلطة. وعلل ذلك بان خطوات السلام التي قام بها شارون تخدم أصلا امن إسرائيل وليس قيام دولة فلسطينية قابله للحياة وبالتالي فمن الممكن ان يقوم بها أي زعيم إسرائيلي أخر تحت ضغط أغلبية الرأي العام الإسرائيلي.

وقد شارك الزبيدي نفس الرأي الخبير الألماني في شؤون الشرق الأوسط الدكتور لودفيج فاتسال. ففي مقابلة مع موقعنا، قال فاتسال ان حزب "كاديما" بدون شارون لن يستطيع الحياة والاستمرارية وان الحكم على موقف الرأي العام الاسرائيلي من خلال الاستطلاعات الحالية سابق لأوانه،إذ ستتغير أمور كثيرة حتى موعد الانتخابات، على حد تعبيره. ويعتقد الخبير الالماني أنه لن يكون هناك فراغا سياسيا بمعنى الكلمة بعد غياب شارون، "فإسرائيل دولة مؤسسات وعملية نقل السلطة فيها واضحة ومحكومة بمعايير دقيقة. على هذا الأساس سيتم انتخاب أولمرت كرئيس للوزراء الى حين إجراء الانتخابات في مارس/آذار القادم." وفي معرض رده على سؤال حول القوى التي ستخسر أو ستستفيد من غياب شارون أجاب: "أعتقد أن نسبة الاصوات التي سيخسرها كاديما ستتوزع على الليكود والعمل وحزب شينوي العلماني." ونوه فاتسال الى أن نتنياهو شخصية فاعلة قادرة على توظيف الديماغوغية الحزبية واللغوية بشكل فظيع وبالتالي يجب حساب حسابه على كل الاحوال."

عبده جميل المخلافي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد