ازدياد الطلب على تنمية قدرات الأطفال بشكل مبكر
٥ أبريل ٢٠١١ينخفض معدل الولادة في ألمانيا، ولكن الإقبال على الدورات التعليمية والعلاجية للأطفال في تزايد مستمر. ويوجد في ألمانيا حوالي 433000 طفل يتلقون علاجاً بسبب معاناتهم من تخلف في النمو الذهني أو الجسدي .ويزيد عددهم يوماً بعد . يوم ويقول شتيفان أنغلن رئيس إتحاد التنمية المبكرة في ألمانيا إن كل طفل من بين خمسة أطفال ما بين سن الخامسة و السابعة يعاني من مشاكل في النمو.
مشكلات عديدة سببها العائلة
يعاني بعض الأطفال من قلة التحكم في الجسد أو من قلة التركيز. وهناك أيضاً العديد من الأطفال الذين يميلون إلى العنف أو يعانون من إفراط في النشاط. وكثيرون آخرون يعانون من مشكلات في التعبير اللغوي، فلا يستطيعون مثلاً التعبير عن أنفسهم بالشكل المألوف لفئتهم العمرية. وعلى الرغم من أن كل الطبقات الاجتماعية تعاني من تلك المشكلات، فمن الملحوظ أن أغلبية الأطفال الذين يعانون من المشاكل النفسية أو الجسدية ينتمون إلى الطبقات الاجتماعية تحت المتوسطة ويقول إنغلن إنه عندما يعالج مشكلات الأطفال، يركز على تلك الخلفية الطبقية، فيتساءل عن طريقة تعامل هؤلاء الآباء مع أطفالهم.
ويضيف إنغلن: "في العائلات التي يوجد فيها طفل واحد فقط نجد أن الأطفال تتم رعايتهم بشكل مبالغ فيه، فيعيشون في بعض الأحيان في عزلة، لأنه لا توجد إمكانية لتنمية مهاراتهم الاجتماعية من خلال التعامل مع الأشقاء واللعب معهم."
علاج للعائلة بأكملها
ويوجد الكثير من الآباء الذين لا يعرفون ما يفيد طفلهم وما لا يفيده، و ليست عندهم أدنى فكرة عما يفعله أطفالهم في أوقات فراغهم. ويوضح إنغلن: "أسأل الآباء دائما: ما هي لعبة طفلك المفضلة؟ فإذا أخذ الأهل وقتاً طويلاً للتفكير في الإجابة، يعني هذا أن من يحتاج إلى مساعدة ليس الطفل فحسب، وإنما الآباء أيضا، لهذا السبب تقدم مراكز التنمية المبكرة دورات علاجية للعائلة بأكملها. ويعتقد إنغلن أن العمل مع الوالدين لعلاج الطفل أمر مهم، فبعض الأهالي يبالغون في الاهتمام بتنمية قدرات أطفالهم، بسبب الضغوط العصرية التي تتطلب أن يمتلك الفرد الكثير من المهارات. وهناك بعض الأطفال الذين لم يتخط عمرهم الأربعة أعوام، و مع ذلك فإنهم يذهبون إلى دورات تعلم الباليه والشطرنج واللغات المختلفة في نفس الوقت، مما يشكل ضغطاً هائلاً عليهم، لأنهم لا يعيشون طفولة طبيعية.
وفي رأي إنغلر يجب على السياسيين وأولياء الأمور والهيئات المسؤولة التركيز على أهمية قبول الطفل كما هو، مؤكداً على ضرورة تركيز الهيئات الألمانية على تمنية مهاراته في السن المبكرة، لأن الأطفال هم المستقبل.
سيلكه بارتليك/ منى حفني
مراجعة: منى صالح