1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ارتفاع عدد ضحايا الاحتجاجات وحالة من الفوضى في مدينة القصرين التونسية

١١ يناير ٢٠١١

تحدثت مصادر نقابية تونسية عن سقوط 50 قتيلا في الاحتجاجات التي شهدتها مناطق الوسط الغربي بتونس خلال الأيام الثلاثة الأخيرة، بينما أكدت السلطات التونسية أن عدد ضحايا الاحتجاجات منذ اندلاعها وصل إلى 21 قتيلا.

https://p.dw.com/p/zwIb
اشتباكات جديدة في تونس مع إخفاق وعود توفير الوظائف في تهدئة التوتراتصورة من: picture-alliance/dpa

نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصادر نقابية تونسية قولها إن أعمال العنف في مدينة القصرين وغيرها من مناطق غرب البلاد خلفت أكثر من خمسين قتيلا في الأيام الثلاثة الأخيرة. وقال الصادق المحمودي عضو الاتحاد المحلي التونسي للشغل (المركزية النقابية) في تصريح لوكالة فرانس برس إن "هناك حالة فوضى عارمة في القصرين بعد ليلة من أعمال العنف وإطلاق قناصة النار ونهب وسرقة متاجر ومنازل". وأضاف المسؤول النقابي أن "عدد القتلى فاق الخمسين قتيلا" بحسب حصيلة جمعت من مصادر طبية.

بينما قالت وزارة الداخلية التونسية الثلاثاء (11 يناير/ كانون الثاني 2011) إن أربعة مدنيين قتلوا في اشتباكات مع الشرطة ببلدة القصرين ليصل بذلك العدد الرسمي للقتلى في الاحتجاجات منذ مطلع العام إلى 18. وأضافت الوزارة في بيان إن "بلدة القصرين شهدت أمس الاثنين عنفا وجرائم إحراق ومهاجمة جماعات مسلحة بالقنابل الحارقة والقضبان الحديدية لمراكز الشرطة". من جانبه أعلن وزير الاتصال التونسي أن عدد القتلى ارتفع ليصل إلى واحد وعشرين قتيلا.

وتابع البيان أن الشرطة "اضطرت للدفاع عن نفسها وأطلقت طلقات تحذيرية في الهواء لكن عملية إلقاء القنابل الحارقة زادت مما أدى إلى مقتل أربعة من المهاجمين إلى جانب ثمانية مصابين وإصابة أفراد بالشرطة بحروق". من جانبها قالت الفدرالية الدولية لروابط حقوق الإنسان إن عدد القتلى في أعمال العنف نهاية الأسبوع الماضي بلغ 35 قتيلا على الأقل.

تجدد الاحتجاجات

NO FLASH Tunesien Unruhe
وزارة الداخلية التونسية تعلن مقتل أربعة مدنيين آخرين في اشتباكاتصورة من: DW

وتوقف موظفو مستشفى القصرين عن العمل ساعة احتجاجا على العدد الكبير من الضحايا وخطورة إصاباتهم، فيما تردد أن شابا تونسيا عاطلا عن العمل ومن حملة الشهادات الجامعية انتحر يوم أمس باستخدام التيار الكهربائي في إحدى قرى ولاية سيدي بوزيد في الوسط الغربي التونسي، على ما أفاد أحد أقارب الشاب المنتحر. وهذه خامس حالة انتحار منذ 17 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، تاريخ إقدام الشاب محمد البوعزيزي (26 عاما)، الذي كان يعمل بائعا متجولا من دون ترخيص، على الانتحار حرقا للاحتجاج على مصادرة بضاعته، ما أدى إلى اندلاع احتجاجات لا سابق لها في تونس.

أما في العاصمة التونسية فقد فرق رجال الأمن اليوم تجمعا "سلميا" كانت تعتزم مجموعة من الفنانين التونسيين القيام به أمام المسرح البلدي بتونس. وأوضح المخرج المسرحي فاضل الجعايبي "أن التجمع الرمزي والسلمي كان سيتم عند منتصف نهار اليوم" منددا بـ"استعمال العنف والسلاح في وسط البلاد". وأضاف الجعايبي أن "أضعف الإيمان أن يقف الفنانون بمختلف اختصاصاتهم للتعبير عن غضبهم وشجب ما تعرض إليه المتظاهرون من قتل" . وكان من بين المحتجين الممثلتان رجاء العماري وسناء داود اللتان تعرضتا إلى الضرب من طرف عناصر الأمن الذين انتشر عدد كبير منهم في المكان.

إغلاق المدارس و الجامعات

يأتي هذا فيما أغلقت السلطات التونسية بداية من اليوم الثلاثاء ولأجل غير مسمى كامل مدارس وجامعات البلاد التي تشهد منذ النصف الثاني من كانون أول/ديسمبر الماضي أعمال عنف واحتجاجات دموية على خلفية البطالة وغلاء الأسعار سقط خلالها عديد القتلى برصاص الشرطة. وقال بشير التكاري، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، إن إغلاق مدارس البلاد وجامعاتها هو إجراء "وقائي" ، نافيا أن يكون "إعلانا لحالة الطوارئ" في تونس.

وقال شهود عيان إن " الآلاف من طلاب المدارس والجامعات التونسية بمختلف مناطق البلاد خرجوا الاثنين في مظاهرات ومسيرات "تضامنا" مع ضحايا مواجهات دامية وعنيفة بدأت منذ ليلة السبت الماضي بمحافظة القصرين ثم امتدت لاحقا إلى مناطق أخرى في البلاد.

تنديد دولي

Präsident von Tunesien Zine El Abidine Ben Ali
بن علي يتعهد بتوفير آلاف فرص العملصورة من: AP

من جانبها عبرت وزارة الخارجية الألمانية عن قلها من تطورات الأوضاع في تونس، وقال وزير الدولة بالخارجية الألمانية، فيرنر هوير "ليس العنف وإنما إن الحوار هو السبيل الوحيد الذي يساعد على تحسين الأوضاع، مؤكدا على ضرورة احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية". بدوره

بدورها أعربت فرنسا مجددا الثلاثاء عن الأسف "لأعمال العنف" في تونس ودعت إلى "التهدئة"، مؤكدة على لسان المتحدث باسم الحكومة فرنسوا بارون أن "الحوار وحده الكفيل بتجاوز المشاكل الاقتصادية والاجتماعية" في هذا البلد. وكانت فرنسا التي تمثل تونس أحد اقرب شركائها في شمال إفريقيا، اكتفت الأسبوع الماضي بالدعوة إلى التهدئة دون التعبير عن موقف من قمع تظاهرات وتوقيف مدونين.

وفي نيويورك قال الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون إنه قلق بسبب تصاعد العنف ودعا إلى ضبط النفس و احترام حرية التعبير. من جانبه قال الاتحاد الأوروبي أكبر شريك تجاري لتونس في أول بيان منذ سقوط قتلى في مطلع الأسبوع انه يندد بالعنف الذي أدى إلى إزهاق أرواح. كما دعت منظمة العفو الدولية لحقوق الإنسان السلطات التونسية إلى ضمان توفير الحماية اللازمة للمحتجين المناوئين للحكومة.

(ي ب/ ا ف ب. رويترز. د ب أ)

مراجعة: أحمد حسو

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات