اختفاء القمر الأوروبي "إنفيسات" عقب الاحتفال بعيد ميلاده العاشر
١٤ أبريل ٢٠١٢هل سيتحول القمر الاصطناعي الأوروبي إنفيسات "Envisat" إلى قطعة خردة تسبح في الفضاء الخارجي؟ أم مازال هناك أمل بالعثور عليه؟ يشغل هذا السؤال المهندسين والعلماء في وكالة الفضاء الأوروبية/إيسا. فهذا القمر الاصطناعي يعتبر أفضل الأقمار المتخصصة في مراقبة الأرض وأكثرها تعقيدا.
قبل أسابيع قليلة احتفل الأوروبيون بالعيد الميلاد العاشر لقمر إنفيسات، والآن يبدو أن القمر سيخرج من الخدمة ويتحول إلى خردة قبل الموعد المنتظر. فمنذ الأحد الماضي فقدت المحطة الأرضية الاتصال بالقمر الذي يزن 8 أطنان ومائتي كيلوغرام، والمشهور بأنه مزود بأحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا لقياس التغيرات المناخية في العالم.
حتى الآن يجهل خبراء إيسا سبب اختفائه، ولا يعرفون إن كانوا سينجحون في إنقاذه. ولأن الأمل آخر من يموت، يبذل الخبراء جهودا مضاعفة لإعادة الاتصال بالقمر الاصطناعي. ففي عام 2010 فقد الخبراء الاتصال بالقمر الاصطناعي "Goce" لمدة شهر، قبل أن ينجحوا في إعادة الاتصال به، كما قال مدير إيسا فولكر ليبيغ: "آنذاك كنا على وشك فقدان الأمل".
خسارة مريرة للبحث العلمي
أما بالنسبة لقمر إنفيسات، فالخبراء يجهلون حتى اللحظة سبب انقطاع الاتصال به. وهم يستبعدون أن يكون قد ارتطم بنيزك أو حطام في الفضاء، فصور الرادار التي التقطها معهد فراونهوفر الألماني لا تظهر أضرارا في الألواح الشمسية أو في الجسم الخارجي للقمر الاصطناعي. ويرجح الخبراء سبب انقطاع الاتصال إلى حدوث عطل في إمدادات الطاقة.
فقدان إنفيسات يعني خسارة مريرة للبحث العلمي، رغم أن مدة عمله فاقت التوقعات بمقدار الضعف. ففي السنوات العشر الأخيرة، تمكن القمر الاصطناعي من مراقبة اليابسة والجو والمحيطات والقطبين الشمالي والجنوبي، من خلال رادار ميكروويف. وكان بإمكان الأجهزة الموجودة على متن القمر الاصطناعي قياس درجات الحرارة على سطح البحار في الوقت الحقيقي، وتحديد مواقع النيران وحالة ثقب الأوزون ونشرها في شبكة الانترنت.
وحتى الآن نشرت أكثر من 2000 دراسة علمية استندت على البيانات التي أرسلها هذا إنفيسات. ومن آخر هذه الدراسات، دراسة تثبت أن الملاحة البحرية تنفث غازات عادمة في الجو أكثر من جميع الطائرات في العالم. كما أرسل إنفيسات صورا تظهر أن تسونامي اليابان أدى إلى تكوّن جبال جليدية جديدة في المنطقة المحيطة بالقطب الجنوبي.
52 ألف دورة حول الأرض
في الأول من شهر آذار مارس عام 2002 حمل صاروخ من نوع أريان القمر الاصطناعي إنفيسات إلى مداره في الفضاء الخارجي، وهو يدور حول الأرض على ارتفاع 800 كيلومتر. وخلال السنوات العشر الماضية دار حول الأرض 52 ألف مرة.
وفي حال فقدان الاتصال بإنفيسات نهائياً، سيفقد العلماء الكثير من البيانات الهامة عن وضع البيئة على كوكبنا، فالقمر الاصطناعي البديل لقمر إنفيسات سوف يطلق إلى الفضاء في النصف الثاني من عام 2013. وحاليا لا يوجد قمر اصطناعي آخر يسد ثغرة توقف إنفسيات عن العمل. وحسب الخبراء، فإن فشل الاتصال بقمر إنفيسات سيعني أن يتحول إلى خردة تسبح في الفضاء وبعد 100 سنة سيسقط على الأرض.
(ع.ع./ د ب ا، دي دبليو)
مراجعة: عبده جميل المخلافي