1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

احتفالات أعياد الميلاد تغيب عن بيت ماريانا السورية

كمال شيخو- بلدة تل تمر (شرق سوريا)٢٥ ديسمبر ٢٠١٥

أم جورج وزوجها لا يستطيعان الإحتفال بأعياد الميلاد، كباقي المسيحيين في العالم، لأن ابنتهما ماريانا ما تزال مختطفة لدى "داعش". وحال أسرة جورج وأسر مسيحية أخرى في شمال شرق سوريا يرصدها مراسل DW من بلدة تل تمر.

https://p.dw.com/p/1HTk0
Weihnachten in Syrien
صورة من: DW/K. Sheikho

جلست أم جورج وزوجها إلى جانب صورة ابنتهما "ماريانا"، التي لا تزال مختطفة لدى تنظيم "الدولة الإسلامية" منذ حوالي أحد عشر شهراً. هما أيضا كانا محتجزين معها، ولكن أفرج عنهما في آخر دفعة تمت لإطلاق سراح المحتجزين الآشوريين نهاية الشهر الماضي.

بعيون تملؤها الدموع أشار الأب إلى صورة ابنته التي تظهر فيها بكامل أناقتها وجمالها، ونظر الى زوجته وقال: "زوجتي وابنتي بقين مع بعضهن. لكن أنا ما حسنت شوفها ولا لحظة طيلة فترة احتجازنا، ياريتهم أفرجوا عنها ولم يفرجوا عني".

ماريانا شابة في مقتبل عمرها، تبلغ من العمر اثنتين وعشرين سنة، وعيد ميلادها كان في الثاني من الشهر الجاري. وأضاف والدها "لمّن صارت صبية كانت منورة علينا دنيتنا، هي إلنا العيد والفرحة. كانت كل شيء حلو بحياتنا".

بانتظار البقية

وتنحدر أسرة أبو جورج من قرية تل شميرام جنوب غرب بلدة تل تمر، الواقعة غرب نهر الخابور، حيث تم اختطافهم واحتجازهم مع (234) شخصاً من قبل عناصر التنظيم، عندما شنوا هجوماً واسعاً فجر يوم 23 شباط /فبراير من العام الماضي على القرى التي تقطنها الأقلية السريانية الآشورية، التي تبعد نحو 45 كيلومتراً إلى الشمال الغربي من مدينة الحسكة.

Weihnachten in Syrien
كنائس سوريا باتت شبه فارغة بسبب الخوف والتهجيرصورة من: DW/K. Sheikho

لكن على الرغم من شعورهم بالامتنان بعد الإفراج عنهم، بقيت الأسرة حزينة لبقاء ابنتهم قيد الاحتجاز. ولم تخف الأم مشاعرها المختلطة، وقالت لـ DW عربية "لما أفرجوا عني، طلبت من أحد الأمراء المسؤولين هناك أن يفرجوا عن ابنتي"، ووعدها المسؤول بأن يتم الافراج عنها ريثما تتم الصفقة التالية.

ومع حلول أعياد الميلاد هذا العام المتزامنة مع ذكرى المولد النبوي، غابت مظاهر الاحتفال عن بلدة تل تمر، وخيم الصمت على شوارع وأزقة البلدة. وكانت معظم المحال التجارية موصدة، ما يدل على مشاعر خوف وقلق من مستقبل أتباع الطائفة السريانية المسيحية، التي هاجر القسم الأكبر من أبنائها الى الدول الغربية.

وذكرت أم جورج أن التنظيم يحتجز ابنتها إضافةً إلى عشر فتيات من قرى تل شميرام وتل كوران وتل جزيرة، وأكدت "على أساس في دفعة جديدة سيفرج عنها هالأيام، إن شاء الله تكون ماريانا معهم".

أضواء خافتة

أما كنائس البلدة، فبالكاد تسمع أجراسها، بينما أشجار الميلاد التي كانت توضع على شبابيك البيوت ومداخلها كل عام لم تعد موجودة. وبقيت أضواء مصابيح الميلاد خافتة وخجولة، وغابت الموسيقى ورقصات الشباب والبنات احتفالاً بقدوم العيد.

Weihnachten in Syrien
أبو يعقوب حامل مفاتيح كنيسة القديسة ببلدة تل تمرصورة من: DW/K. Sheikho

ولدى حديثه مع DW عربية ذكر أبو يعقوب حامل مفاتيح كنيسة القديسة ببلدة تل تمر، أن أعداد المسيحيين في انخفاض إذ "سافر الكثير منهم بعد هجمات تنظيم داعش على البلدة العام الماضي". وبحسب الأهالي يقدر عدد من هاجر حوالي نصف سكانه، وجهتهم الأولى هي العاصمة اللبنانية بيروت ومن بعدها إلى إحدى الدول الأوروبية.

وقال أبو يعقوب "المسيحيون الذين غادروا سوريا لا يريدون العودة؛ بل إن بعضهم يدفعوننا للرحيل قائلين إنه حتى لو اجتزنا هذه المحنة، فإن المحنة القادمة ستكون النهاية"، مضيفاً أن الدول الغربية تسهل للمسيحيين في الشرق الأوسط الحصول على تأشيرة دخول "لاعتبارات تتعلق بحقوق الإنسان وهو ما ساهم بدون قصد في تراجع أعدادهم".

وأضاف بصوت حزين: "العيد هذا العام مؤجل كما في الأعوام الفائتة، على أمل أن نعيش ميلادا جديدا بعودة جميع اللاجئين والنازحين في الشتات".

ونشر نشطاء مسيحيون مقطع فيديو في الثامن من شهر تشرين الأول/أكتوبر العام الجاري، يظهر فيه قيام عناصر تنظيم الدولة الإسلامية بنحر ثلاثة مختطفين آشوريين. وهددوا بنحر الآخرين مالم ينصاعوا لشروطهم. وبحسب مصادر مسيحية، فإن التنظيم طلب فدية مالية بلغت خمسين ألف دولار مقابل كل شخص.

بريد سياسي

ويعتزم الدكتور سعد وزوجته السفر من موطنه الأصلي بلدة تل تمر، ليلتحق بباقي إخوته الذين سافروا منذ حوالي العام. وقال لـ DW عربية "جهزنا حقائب السفر لأن أوضاع المنطقة غير مستقرة، فمنذ حوالي خمس سنوات والبلاد في حروب مفتوحة.

Weihnachten in Syrien
كنائس تهدم وتراجع حاد في أعداد مسيحيي سورياصورة من: DW/K. Sheikho

وأكد الدكتور سعد أن "حالات الخطف طالت المكون السرياني الآشوري لأنهم من المسيحيين، وأنها أكثر المكونات المجتمعية التي تعرضت لعمليات الخطف المنظم في مدن الجزيرة السورية"، مشيراً إلى أن ذلك يرجع لأسباب تتعلق بوضعهم المادي أو "انتمائهم الديني، من أجل الحصول على المال، والنتيجة دفع المسيحيين إلى الهجرة".

وذكرت مصادر من الكنيسة الآشورية لـ DW عربية، أن استخدام المخطوفين المسيحيين أشبه بصندوق بريد سياسي، وهي ظاهرة تعتمدها جميع أطراف النزاع في سوريا.

ولم تفصح المصادر عن أية معلومات بخصوص المفاوضات الجارية بين الكنيسة ووسطاء تنظيم الدولة الإسلامية، ويعزون السبب إلى الظروف الدقيقة التي ترافق عملية التفاوض والتكتم الشديد من قبل طرفي المفاوضات، بقصد ضمان استمرارها من جهة، والحفاظ على سلامة المخطوفين من جهة ثانية.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد