1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

اجتماع دولي بالمغرب يرسم خططا لمكافحة الإرهاب في إفريقيا

١٣ مايو ٢٠٢٢

التقت وفود من دول إفريقية وأوروبية ومن الولايات المتحدة والناتو والانتربول في اجتماع أمني بالمغرب هو الأول من نوعه يعقد بدولة إفريقية، لبحث سبل مكافحة داعش حول العالم وخصوصا بمنطقة الساحل والصحراء.

https://p.dw.com/p/4BFQq
صورة جماعية لقادة الوفود المشاركة في الاجتماع بمراكش
لماذا وقع الاختيار على مراكش لتكون مقراً للاجتماع الجديد؟صورة من: Fadel Senna/AFP/Getty Images

شهدت مدينة مراكش المغربية قبل أيام اجتماعاً هاماً ضم أعضاء التحالف المناهض لتنظيم الدولة الإسلامية الذي تقوده الولايات المتحدة.

شهد الاجتماع - الذي عقد وسط إجراءات أمنية مشددة للغاية - مشاركة 15 دولة إفريقية و37 أوروبية و7 آسيوية ودولتين من أمريكا الشمالية و13 عربية، إضافة إلى 2 بصفة مراقب.

كما شارك في الاجتماع ممثلو عدة منظمات دولية، أبرزها الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية والمنظمة الدولية للشرطة القضائية "الإنتربول" وحلف الشمال الأطلسي "الناتو" ومجموعة دول الساحل والصحراء، بحسب بيان لوزارة الخارجية المغربية.

قلق دولي

يأتي الاجتماع وسط تهديدات متزايدة بات يمثلها التنظيم الإرهابي بالنسبة للقارة الإفريقية، كما شهد الاجتماع تعهداً من جانب المشاركين بمواجهة عودته في الشرق الأوسط وفي العالم بأسره.

كان داعش قد توعد بالانتقام لمقتل زعيمه السابق أبو إبراهيم القرشي في غارة أمريكية بسوريا في شباط/فبراير، كما دعا أنصاره إلى استغلال الحرب في أوكرانيا لتنفيذ هجمات في أوروبا، ما أثار قلقاً كبيراً لدى الكثير من الدول.

ناقش المشاركون في الاجتماع الأمني مسألة مواجهة الحملات الدعائية التي يقوم بها التنظيم الإرهابي وأتباعه، ومكافحة المقاتلين الإرهابيين الأجانب العابرين للحدود.

ويشير موقع "موروكو وورلد نيوز" الإخباري المغربي باللغة الإنجليزية إلى أن عناصر تنظيم الدولة نجحوا على مر السنوات السابقة في استخدام شبكة الإنترنت وأدوات أخرى بشكل فعال للغاية بهدف نشر الخطاب لتجنيد مقاتلين من جميع أنحاء العالم، كما ساهم ذلك في انضمام عناصر إرهابية من دول مختلفة إلى التنظيم شاركوا في عمليات إرهابية حول العالم.

  وحذرت فيكتوريا نولاند، مساعدة وزير الدولة الأمريكي المكلفة بالشؤون السياسية، من أن "التهديدات الإرهابية ظلت تحدق بالقارة الإفريقية في السنوات الأخيرة بفعل تنامي خطر تنظيم "داعش" الإرهابي بالمنطقة".

جدل في نيجيريا حول إعادة تأهيل إرهابيين سابقين

دور المغرب

ويعد هذا الاجتماع الثامن هو الأول من نوعه في بلد إفريقي، بعد أن سبقه 7 اجتماعات في باريس وروما ونيويورك وبروكسل وواشنطن.

ويسعى المغرب من خلال الاجتماع إلى لفت أنظار المجتمع الدولي إلى خطر إعادة تمركز تنظيم لمقاتليه والجهات الموالية له في منطقة الساحل والصحراء والقارة الإفريقية بشكل عام، كما جاء الاجتماع كفرصة لتقييم عمل التحالف وأعضائه خلال السنة الماضية في العراق وسوريا والقارة الإفريقية ومنطقة أفغانستان، بحسب ما قالت الخارجية المغربية.

وأكد ناصر بوريطة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج أن المقاربة التي ينهجها المغرب في مجال مكافحة الإرهاب "تعكس قناعة عميقة بقدرات إفريقيا على عكس الاتجاه"، مشيراً إلى كلمة العاهل المغربي الملك محمد السادس أمام القمة الـ29 للاتحاد الإفريقي والتي قال فيها: "لقد كنا دائماً واثقين بأن إفريقيا تستطيع أن تحول التحديات التي تواجهها، إلى رصيد حقيقي من التقدم والاستقرار".

وكان المغرب قد نظم في 26 يونيو/حزيران 2018 بالصخيرات، الاجتماع الإقليمي للمدراء السياسيين للتحالف الدولي ضد "داعش”؛ والذي كان يهدف بشكل خاص إلى تسليط الضوء على حجم التهديد الإرهابي في القارة الإفريقية.

وتستضيف الرباط مكتب برنامج محاربة الإرهاب في إفريقيا التابع لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب.

وخلال اجتماعه بالمسؤولة الأمريكية، أكد بوريطة أن تقييم المغرب مع شركائه لمستويات التهديدات الإرهابية في القارة الإفريقية أدى إلى ظهور نهج مصمم خصيصًا لدعم التحالف للقارة الإفريقية، وتجسد هذا النهج في إنشاء مجموعة التركيز الإفريقية Africa Focus Group في ديسمبر/كانون الاول 2021، التي تشارك في قيادتها الولايات المتحدة وإيطاليا.

مراسلون حول العالم - مختطفات بوكو حرام يعدن إلى للدراسة

وفي عام 2017 سلط تقرير للخارجية الأمريكية حول مكافحة الإرهاب، الضوء على جهود الرباط في هذا المجال، حيث أشار إلى أن "المغرب شريك مستقر في تصدير الأمن في شمال إفريقيا، والدولة الإفريقية الوحيدة المساهمة في الحملة العسكرية لمحاربة داعش في العراق وسوريا”.

وانضمت المملكة المغربية إلى اتفاق رباعي بشأن التعاون القضائي في مكافحة الإرهاب، يجمع بين النيابة العامة في بروكسل ومدريد وباريس والرباط؛ كما تعتبر شريكاً لمنظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في محاربة الإرهاب.

ويؤكد المغرب أنه نجح منذ عام 2002 في تفكيك أكثر من 200 خلية إرهابية.

مخاطر متزايدة للإرهاب في إفريقيا

وتشهد القارة السمراء في السنوات الأخيرة - وبشكل خاص دول الساحل مثل مالي والنيجر وبوركينا فاسو - تصاعداً في وتيرة العنف المسلح، إلى جانب العمليات التي تواصل جماعة "بوكو حرام" القيام بها في شمال نيجيريا والكاميرون، ما جعل القلق ينتقل إلى دول غرب إفريقيا وحتى دول أوروبا.

وتشهد عدة مناطق في إفريقيا توترات ونزاعات عرقية، وهو ما أشار إليه خبراء دوليون في مكافحة الإرهاب بأنها توفر أجواء ملائمة تماماً يمكن أن يستغلها التنظيم الارهابي للعمل كما أنه قد يتخذ منها منطلقاً جديداً للعمليات الإرهابية ونشر الفكر المتطرف.

وخلال الاجتماعات أشار وزير الخارجية المغربي إلى إحصاءات حول مدى انتشار التنظيم الارهابي في القارة، مشيراً إلى أن ضحاياه في إفريقيا جنوب الصحراء يمثلون 48٪ من الوفيات العالمية المرتبطة بالإرهاب، كما أظهرت البيانات أن منطقة الساحل باتت مصدر للتهديدات المتزايدة، كونها أصبحت موطنًا لمختلف الجماعات الإرهابية ومثلت 35٪ من الوفيات العالمية المرتبطة بالإرهاب في عام 2021.

وكانت دول مثل فرنسا والمملكة المتحدة التي شاركت في عمليات عسكرية في منطقة الساحل قد انسحبت مؤخراً من مالي، لكنها أكدت لاحقاً أنها ستواصل العمل مع الحلفاء المحليينفي دول مجاورة لمحاربة التهديدات الأمنية، بحسب ما ذكر موقع "موروكو وورلد نيوز".

وبحسب الدراسات الأمنية الحديثة فإن العنف والعمليات الإرهابية تكبدان إفريقيا خسائر اقتصادية هائلة قدرت بأكثر من 170 مليار دولار خلال السنوات العشر الأخيرة.

ويشير موقع افريكا نيوز إلى أنه استناداً إلى أرقام المكتب الأمريكي لمكافحة الإرهاب فإن عدد الهجمات الإرهابية في منطقة الساحل زاد بنسبة 43٪ بين عامي 2018 و 2021.

يذكر أن التحالف الدولي لمكافحة تنظيم الدولة تم تأسيسه في سبتمبر/ أيلول 2014، ويضم 85 دولة ومنظمة دولية، بهدف القضاء على التنظيم الإرهابي في العراق وسوريا. ويعمل التحالف على تفكيك شبكات التنظيم، وتدمير البنية التحتية الاقتصادية والمالية له، ومنع تدفق المقاتلين الإرهابيين الأجانب عبر الحدود، بالإضافة إلى دعم الاستقرار واستعادة الخدمات الأساسية العامة في المناطق المحررة من سيطرته.

عماد حسن