1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

اتساع الهوة الثقافية بين المسلمين والأوروبيين

٣ يوليو ٢٠٠٦

في دراسة قام بها معهد بيو الأمريكي المرموق تبين أن الثقة بين المسلمين والأوروبيين آخذة في التراجع. نتائج الدراسة غير المتوقعة أذهلت الخبراء، فرأي الألمان في المسلمين أكثر سلبية من دول أخرى وقعت فيها اعتداءات إرهابية.

https://p.dw.com/p/8hHE
مخاوف الاوروبيين تزداد على خلفية أطروحة تصادم الحضاراتصورة من: AP

أثبتت الدراسة التي قام بها معهد بيو الأمريكي المرموق أن موقف المسلمين من مواطني العالم الغربي وموقف الغربيين من سكان العالم الإسلامي سلبي ويزداد سلبية في بعض الدول لكنه يختلف من بلد لآخر، وأجرى المعهد دراسته في أربعة عشر بلدا شملت الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبية غربية مثل فرنسا وألمانيا وبريطانيا وإسبانيا ودولا إسلامية كتركيا والأردن واندونيسيا ونيجيريا وباكستان وتم إنجازها بين شهري آذار/مارس وأيار/مايو من هذا العام.

ورأى المعهد أن الأحكام المسبقة في بعض المناطق لم تتغير بعد بينما يأخذ عدم الثقة مساراً سلبياً ومقلقاً. وفاجأت بعض النتائج مدير المشروع ريشارد وايك لأنه لم يكن يتوقعها: "كانت بعض النتائج مفاجئة بالنسبة لنا فحتى الآن لم تقتنع الأكثرية في البلدان الإسلامية أن المسئولين عن تفجيرات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر 2001 كانوا عرباً، لكننا في الوقت ذاته وجدنا أن هناك تراجعاً كبيراً في عدد الباكستانيين المؤيدين للعمليات الانتحارية وكافة أعمال العنف ضد المدنيين. وهذا ما استنتجته أيضاً الدراسة في الأردن حيث نرى تراجعاً واضحاً لعدد المساندين للإرهاب، لكن هذه النتائج ليست مفاجأة كبيرة لنا لأن هذا التراجع نلاحظه في كافة البلدان التي تحدث فيها أعمال إرهابية ونحن عشنا في العام الماضي عمليات إرهابية مرعبة في العاصمة الأردنية عمان."

مسلمو أوروبا أكثر إيجابية...

Türkische Frauen beim Einkauf
الحجاب لا يزال موضوعاً حساساً في أوروباصورة من: dpa

هذا هو السبب الذي أدى إلى تراجع نسبة التأييد لأسامة بن لادن في معظم الدول الإسلامية، لكن رغم هذا التراجع لا تزال هناك نسبة عالية من المسلمين تبرر العمليات الإرهابية، فهذه النسبة تبلغ مثلاً في نيجيريا 46 % من الأشخاص المشاركين في استطلاع الدراسة، ومقارنة لذلك جاء في الدراسة أن 7 % من المسلمين القاطنين في فرنسا وبريطانيا واسبانيا يبررون العمليات الإرهابية. وفيما يخص موقف الأوروبيين تجاه المسلمين كانت هناك نتائج متباينة، ويعلق وايك: "استخلصت الدراسة أن هناك تشابهاً بين فرنسا وبريطانيا من جهة وألمانيا واسبانيا من جهة أخرى، حيث تبين أن الأغلبية في فرنسا وبريطانيا لها موقف ايجابي تجاه العالم الإسلامي أما موقف الألمان والإسبان فهو أكثر تشاؤماً وسلبية ويظهر ذلك بقوة بخصوص الديمقراطية في البلدان الإسلامية. "

Islam, Beten
مسلمون يصلون في برلينصورة من: AP

موقف الأوروبيين هذا ينطبق أيضاً على المسلمين القاطنين في أوروبا وكذلك الأمر على مواطني الدول الإسلامية، لكن ذلك لا يعكس موقف مسلمي أوروبا تجاه وطنهم الجديد لان مواقفهم عادة مختلفة وأكثر إيجابية من موقف المسلمين في باكستان أو اندونيسيا أو نيجيريا على سبيل المثال لا الحصر. تشير الدراسة إلى أن غالبية المسلمين في الدول الأوروبية مستعدة لقبول القيم الغربية السائدة في المجتمعات الأوروبية وهم يعتبرون أنفسهم جسراً لربط حضارة وقيم بلادهم بالقيم الغربية.

...والألمان أكثر سلبية

Weiter Proteste in Pakistan gegen Karikaturen
مظاهرة احتجاج في باكستان على الرسوم الكاريكاتورية الدانماركيةصورة من: picture-alliance/dpa/dpaweb

وكانت أكثر النتائج إثارة للجدل تلك النتائج السلبية لاستطلاعات الرأي في ألمانيا لأنها كانت أكثر سلبية من مثيلاتها في كل من فرنسا وبريطانيا وأسبانيا مع أن ألمانيا لم تشهد أية اعتداءات إرهابية مقارنة بالدول الثلاث الأخرى وما يزيد الأمر غرابةً هو أن الأغلبية المسلمة الموجودة في ألمانيا هي من أصل تركي قروي غير متعاطف مع المتشددين الإسلاميين، وقال 70 بالمائة من الأشخاص الألمان المشاركين في الاستطلاع أن العلاقات بين المسلمين والغرب ليست جيدة وهذه النسبة تعد أكبر نسبة في الاستطلاع بشكل عام.

يقول وايك معلقاً: "أود أن أقول بكل صراحة أنني لا أعرف تفسيراً لهذا الفرق بين ألمانيا وباقي الدول الأوروبية، لكن نسبة المؤيدين للمسلمين في ألمانيا هي نسبة أقل من بريطانيا وفرنسا وتبقى اسبانيا فقط في أسفل قائمة المؤيدين للمسلمين. إن ما نقوم به في معهد بيو هو عبارة عن طرح أسئلة ونشر نتائج الدراسات التي نأمل من خلالها أن تعطي الحوار بين العالم الغربي والإسلامي دفعةً نحو الأمام وتزود كل من يرغب بمعرفة هذه القضايا بالمعلومات المرجوة."

بيتر فيليب / إعداد: سمير مطر

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد