إيمان خليف تضمن ميدالية للجزائر وسط جدل حول هويتها الجنسية
٣ أغسطس ٢٠٢٤فازت الملاكمة الجزائرية إيمان خليف على منافستها المجرية آنا لوكا هاموري بقرار إجماع الحكام في دور الثمانية لوزن الوسط للسيدات في دورة باريس الأولمبية اليوم السبت (الثالث من أغسطس / آب 2024) لتضمن للجزائر أول ميدالية أولمبية في الملاكمة منذ عام 2000.
وكانت إيمان -الحائزة على الميدالية الفضية في بطولة العالم 2022- والملاكمة التايوانية لين يو-تينغ في دائرة الضوء مؤخرا ضمن خلاف بشأن الجنس هيمن على عناوين الأخبار وكان موضوعا للكثير من النقاش على منصات التواصل الاجتماعي.
وتم استبعاد الملاكمتين من بطولة العالم 2023 في نيودلهي بعد فشلهما في اجتياز قواعد أهلية رابطة الملاكمة الدولية (أي.بي.أية) التي تمنع الرياضيات اللاتي لديهن هرمونات ذكورية زائدة من المنافسة في منافسات السيدات.
وبدأت إيمان النزال أمام هاموري بقوة ومنحها الحكام الفوز في أول جولتين رغم أن الملاكمة المجرية سددت بعض اللكمات القوية. وقدمت إيمان ما يكفي في الجولة الثالثة لتحقق الفوز بفارق مريح. وتعانقت الملاكمتان بعد النزال قبل أن تعانق إيمان باكية مدربيها. وفي الدور المقبل تلعب إيمان أمام حاملة اللقب -التايلاندية جان جايم سوانبينج، التي كانت إيمان قد هزمتها في بطولة العالم 2023 قبل استبعاد إيمان من المنافسات.
وحضر عدد من المشجعين الجزائريين النزال لتشجيع إيمان وتغنوا باسمها رافعين علم الجزائر. وأبلغت كوثر العناني وهي مشجعة جزائرية رويترز "شعرنا بالحزن الشديد بذلك الجدل المثار، إنها رياضية تحظى بدعم كبير في الجزائر ونحن خلفها".
وهنأها الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون وكتب على منصة إكس "لقد شرّفتِ الجزائر والمرأة الجزائرية والملاكمة الجزائرية..سنقف إلى جانبك مهما كانت نتائجك..بالتوفيق في الدورين القادمين..و إلى الأمام".
وقال مراد مزيان المدير الفني في الاتحاد الجزائري للملاكمة لوكالة فرانس برس "حصلت إيمان على ميدالية الشجاعة. يبقى نزالان كي تنال الذهب وستناله. تعرف خصمتها التايلاندية وقد هزمتها في نصف نهائي بطولة العالم في نيودلهي (قبل استبعاد الجزائرية) لذا لديها قدرة التغلب عليها وبلوغ النهائي".
وتنظم اللجنة الأولمبية الدولية مسابقة الملاكمة في باريس، بعد أن جردت الاتحاد الدولي للملاكمة من الاعتراف الدولي عام 2023 بسبب قضايا الحوكمة والتمويل. وقالت اللجنة الأولمبية الدولية إن الملاكمتين تملكان كل الحق في المنافسة في باريس.
من جانبه دافع توماس باخ رئيس اللجنة الأولمبية الدولية عن قرار السماح للملاكمتين الجزائرية إيمان خليف والتايوانية لين يو تينغ بالمشاركة في منافسات السيدات في أولمبياد باريس 2024، رغم عدم تجاوزهما اختبارات تحديد الأهلية في وقت سابق. لكن باخ أكد أيضا أنه يود الاستماع إلى الخبراء بشأن إمكانية وجود أساليب جديدة لتصنيف الجنس.
وانسحبت الإيطالية أنجيلا كاريني من نزالها أمام خليف بعد مرور 46 ثانية فقط يوم الخميس الماضي 01 / 08 / 2024، مؤكدةً أنها تلقت لكمات عنيفة، أمام الملاكمة الجزائرية التي جرى استبعادها من بطولة العالم 2023 للسيدات لعدم استيفاء متطلبات الأهلية الجنسية.
وفازت لين بالنقاط بنتيجة 5 /صفر أمس الجمعة 02 / 08 / 2024 أمام الأوزبكية سيتورا تورديبيكوفا، بعد أن تم استبعادها هي الأخرى من بطولة العالم. وخاضت إيمان خليف نزال اليوم السبت وسط موجة ضغط كبيرة من خلال وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي بشأنها هي ولين، حيث لم يخضع الثنائي لاختبار هرمون التستوستيرون، لكنهما خضعا لاختبارات جنس غير محددة.
وقال باخ: ""لدينا ملاكمتان ولدتا أنثيين، وتربتا امرأتين، ولديهما جوازا سفر بصفتهما سيدتين وتنافسان كسيدتين لسنوات عديدة، هذا كله يؤكد أنها امرأة". وأضاف: "لم يكن هناك أي شك قط في كونهما سيدتين، ما نراه الآن هو أن البعض يريد تبني نظريات مختلفة عما هي المرأة حقا، ويمكنني فقط أن أدعوهم للتوصل إلى قاعدة علمية لتعريف جديد لمن هي المرأة وكيف أن الشخص الذي يولَد وينشأ ويحمل جواز سفر كامرأة لا يمكن اعتباره امرأة".
وترك باخ الباب مفتوحا أمام إمكانية إجراء تغييرات في دورات الألعاب الأولمبية في المستقبل، فيما يتعلق بمثل هذه الأمور المثيرة للجدل، وقال "إذا جاءوا بشيء -نحن على استعداد للاستماع إليه- فنحن مستعدون للنظر فيه".
ع.م/خ.س (رويترز ، أ ف ب ، د ب أ)