1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

إغاثة اللاجئين في تركيا..مبادرات تطوعية والدولة غائبة

دانيل هاينرش/خ.س٢٥ مارس ٢٠١٦

بالرغم من الاتفاق الأوروبي-التركي، والمليارات الموعودة من الإتحاد الأوروبي، لا يتلقى اللاجئون في الغالب أي مساعدات من الحكومة التركية. متطوعون يحاولون ملء الفراغ ومساعدة اللاجئين بما يتوفر من إمكانيات.

https://p.dw.com/p/1IJeT
Studenten der Hilforganisation Imece in ihrem Cafe
صورة من: DW/D.Heinrich

هنا فيمدينة جشمة المتميزة بمنتجعاتها السياحية والعلاجية، والواقعة إلى الغرب من إزمير بحوالي 85 كم على سواحل بحر إيجة، يجلس رهط من الناس. يتجاذب الجمع أطراف الحديث ويثرثرون ويضحكون ويشربون الشاي. فجأة وعلى حين غرة، يأتي النداء: هناك مجموعة من اللاجئين تحتاج لمساعدة عاجلة بالغذاء والدواء. يقفز المتطوعون من أماكنهم لمد يد العون. الكل يعرف ما عليه فعله. وعلى الرغم من العجلة، تسري الأمور بهدوء وبالروتين المعتاد. يقول ميسيت، ذو الواحد وعشرين ربيعاً والذي يدرس الإدارة السياحية في جامعة المدينة: "تلقينا قبل خمس دقائق مكالمة من صديقة تخبرنا أنها رأت عائلة لاجئة تختبئ في الغابة خوفاً من الشرطة".

كل ما يلزم في متناول اليد...في المستودع

في هذه الأثناء يندفع مسيت إلى المستودع حيث تتواجد كل الاحتياجات الضرورية: حفاضات للأطفال، أغطية نوم، ملابس للبالغين. تم جمع وترتيب هذه الاحتياجات بعمل استمر لشهور.

يقع المقر الرئيسي بالقرب من المستودع، أو على الأقل هذا ما يسمي به الجميع المكان. وفي الواقع فإن المقر الرئيسي ليس أكثر من مقهى صغير يتم استخدامه كمقر للجمعية. يستمر الزوار والمتطوعون والمحتاجون بالدخول والخروج من وإلى المكان طوال اليوم. تنبعث أصوات موسيقى خافتة في المقهى. الجو العام في حالة استرخاء على الرغم من العمل المستمر للمتطوعين في الجمعية الإغاثية المسماه Imece(معاً). معاً هو شعار الجمعية أيضاً. معظم متطوعو الجمعية من الطلاب مثل ميسيت. يتطوع الطلاب بأوقات الفراغ ويتعاونون فيما بينهم لمد يد العون.

Mecit Lager von Imece Türkei
ميسيت يريد أن يصبح دليلاً سياحياً ليعرّف الناس بتاريخ مدينته. بالنسبة إليه، من البديهي مساعدة المحتاجين.صورة من: DW/D.Heinrich

جزء أساسي من العمل الإغاثي

من الواضح أن نور ساريجولو فخورة بما تقوم بها مجموعتها. فالمجموعة أصبحت جزء أساسي من العمل الإغاثي: "يتصل بنا خفر السواحل، عندما ينقذون أحد اللاجئين من البحر، وتفعل الشرطة الشيء نفسه"، تحدثنا السيدة التي تبدو منتصف الأربعينات. تتابع نور: "بالدرجة الأولى يعتمد خفر السواحل على مساعدتنا أكثر من غيرهم. فمعظم من يسحبونهم من الماء يكونوا مبتلين، ومتجمدين من البرد، ومحتاجين ملابس جديدة".

تمويل الجمعية بالكامل من التبرعات. تقول ساريجولو أنهم يتلقون الدعم من كافة أنحاء العالم. تحاول الجمعية الإغاثية ملء الفراغ، الذي تتركه الدولة التركية. ويرى كريستيان براكل، مدير مؤسسة هاينرش بول في إسطنبول أن هذا العمل ضروري: "باستثناء اللاجئين السوريين، فإن اللاجئين الآخرين لا يتلقوا أي مساعدة أو بيت، وليس لديهم وضع قانوني كلاجئين". لا يتلقى أي من اللاجئين المذكورين أي نوع من المساعدة المادية من الدولة، يضيف الخبير براكل.

Im Cafe von "Imece" Türkei
معظم التبرعات تأتي من التبرعات الفردية المادية والعينية. ويؤمن المقهى بعض الدخل أيضاً.صورة من: DW/D.Heinrich

مساعدة اللاجئين بدل من قضاء إجازة

أي مساعدة هي ذات أهمية بالنسبة للجمعية، "نستخدم الشبكات الاجتماعية كالفيسبوك وتوتير قبل أي شيء آخر لنلفت الأنظار لعملنا". حتى أن بعض المتطوعين الأجانب تحمل مشاق السفر وجاء ليساعد. فمثلا تنحدر كلاوديا بوب من مدينة بوخم في غرب ألمانيا وتعمل في مدرسة لتعليم اللغات. تقضي إجازتها هنا وتساعد مثلها مثل الطلاب كمتطوعة.

لاتزال كلاوديا مصدومة من الظروف المعيشية للاجئين: "حالة الناس هنا سيئة جداً جداً. لا أحد هنا يساعدهم أو يعتني بهم. من لا يملك أوراق شخصية ثبوتية أو مال سيكون مضطراً للمبيت في العراء"، كما تقول.

Türkei Claudia Pop mit Flüchtlingen
بدلاً من التمدد بكسل على الأريكة فضلت كلاوديا قضاء إجازتها في مساعدة اللاجئينصورة من: DW/D. Heinrich

يهرول بعض اللاجئين إلى محطة الحافلات عند هطول المطر، فهناك سقف على الأقل يمكنهم الاحتماء به من المطر.

الدولة منهكة؟ إذا يتوجب تدبر الأمر

يقسو أنيل أكتس من جامعة بيلكنت بالحكم على الحكومة: "بلغ عدد اللاجئين والتأثير المرافق لهم على الحياة في تركيا مستوى لم تكن تتوقعه السلطات التركية"، حتى أن الدولة لا يمكنها إنجاز عملية تسجيل اللاجئين من كثرة الأعداد.

يسير التعاون بين السلطات في مدينة جشمة والجمعية بلا معوقات. "هناك احترام متبادل"، تقول نور. "لا نتلقى دعما من السلطات المحلية، وهم لا يعيقون عملنا أيضاً" تختم نور برصانة. لا يتوقع أي أحد أي شيء من الجانب الحكومي على كل حال. "ببساطة، نريد مد يد العون للمحتاجين. في البدء ساعدنا المحتاجين من أبناء المنطقة، والآن نساعد اللاجئين إليها"، تقولها وهي تتأبط كيساً كبيراً من حفاضات الأطفال ومجموعة من عبوات المياه تحت ذراعها وتنطلق فالأصدقاء ينتظرون في السيارة.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات