إضراب سائقي القطارات في ألمانيا يتسبب في خسائر اقتصادية كبيرة

بعد رفضها الاستجابة لمطالب سائقي القطارات والموظفين، تستعد شركة السكك الحديدية الألمانية (دويتشه بان) اليوم الأربعاء لمواجهة أوسع إضراب في تاريخها.

فقد دعت نقابة سائقي القطارات، التي تطالب بزيادة أجور السائقين وخفض ساعات عملهم أعضائها إلى الإضراب عن العمل لمدة 48 ساعة في قطاع نقل الركاب و62 ساعة في قطاع نقل البضائع.

وبدأ إضراب سائقي قطارات البضائع في منتصف نهار اليوم. أما قطارات نقل الركاب المحلية والطويلة فستتوقف عن العمل منذ صباح غد الخميس. وسيشل الإضراب حركة القطارات في ألمانيا كلياً حتى صباح يوم السبت.

وبالرغم من أن النقابة التي ترى أن أعضائها يحصلون على أجور أقل مقارنة مع نظرائهم في الدول الأوروبية الأخرى أعلنت في وقت سابق عن زيادة ساعات الإضراب تدريجياً، إلا أن متحدثة باسمها أكدت أن إضراب سائقي القطارات سيظل محدداً بأوقات معينة. وأضافت المتحدثة بالقول: "ندرك طبيعة المسؤولية الملقاة على عاتقنا"، في إشارة إلى أهمية هذا القطاع في نقل البضائع والركاب.

"دويتشه بان" ترفض الضغوط

ورغم مناشدة المستشارة الألمانية انجيلا ميركل النقابة وشركة دويتشه بان باستئناف المحادثات تلافياً لخسائر جسيمة قد تلحق بالاقتصاد الألماني، إلا أن الشركة الحكومية ما زالت ترفض الاستجابة لرغبات سائقي القطارات.

وفي هذا السياق، قالت مارغريت زوكاله، عضو مجلس إدارة الشركة إن مجلس رئاسة دويتشه بان "لن يسمح لمجموعة صغيرة بابتزازه". وأضافت زوكاله بالقول: "سيكون الإضراب قاسياً على الشركة، ولكن الاستجابة لمطالب نقابة السائقين سيكون بمثابة كارثة اقتصادية".

الجدير بالذكر أن نقابة سائقي القطارات تعد الأصغر بين ثلاث نقابات عمال السكك الحديدية وتمثل قرابة 34 ألف عامل فقط. وقد رفضت النقابة اتفاقاً مع نقابات أخرى بزيادة الأجور بنسبة 4.5 بالمائة في شهر تموز/ يوليو الماضي.

كما رفضت في وقت لاحق عرضاً من دويتشه بان بزيادة الأجور بنسبة عشرة بالمائة. وتطالب النقابة بعقود عمل مستقلة عن بقية قطاعات الشركة وزيادة في الاجور نسبتها 31 بالمائة، الأمر الذي ترفضه الشركة التي تعرض زيادة الأجور بنسبة 10 بالمائة ومكافأة تسدد مرة واحدة في السنة تصل إلى 2000 يورو.

ومن جانبه، قال رئيس نقابة سائقي القطارات مانفريد شيل إن شركة دويتشه بان لم تقدم مقترحاً قابلاً للتفاوض، رافضاً في الوقت نفسه قبول ما وافقت عليه النقابات الأخرى "بالموافقة على مائة ساعة عمل إضافية مدفوعة في 2007 وساعتين اعتباراً من عام 2008".

يذكر أن الدخل الصافي لسائقي القطارات لا يتجاوز 1500 يورو شهرياً، الأمر الذي يدفع شيل للقول : "يجب أن ينتهي هذا الوضع".

أضرار اقتصادية كبيرة

وبهذا الإضراب الذي يعد تاسع إضراب تنظمه النقابة منذ بدء الخلاف حول الأجور، فإن الاقتصاد الألماني بات عرضة لخسائر اقتصادية كبيرة، الأمر الذي دفع الساسة الألمان إلى حث الطرفين على التوصل إلى اتفاق.

فقد تسبب إضراب الأسبوع الماضي، الذي استمر لمدة 42 ساعة بشلل نحو 90 بالمائة من رحلات قطارات الشحن الألمانية وبلغت الخسائر الناجمة عن ذلك قرابة 50 مليون يورو وفقا لتصريحات اقتصاديين.

ومن المتوقع أن يرتفع هذا المبلغ إلى 500 مليون يورو يوميا إذا ما استمر الإضراب أكثر من أسبوع.