1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

إسرائيل: بداية ربيع أم صيف غاضب؟

٧ يوليو ٢٠١٢

تجددت في إسرائيل التظاهرات المطالبة بالعدالة الاجتماعية، إلا أنها، مقارنة بتظاهرات العام الماضي، قوبلت بعنف من قبل الحكومة. فهل إسرائيل مقبلة على صيف ساخن؟

https://p.dw.com/p/15TGW
Protesters hold a placard in Hebrew reading, "Bringing back the country to the citizens" as they march on a main road during a demonstration calling for social justice in Tel Aviv June 30, 2012. REUTERS/Nir Elias (ISRAEL - Tags: POLITICS CIVIL UNREST SOCIETY)rael
صورة من: Reuters

التظاهرات الاجتماعية التي تشهدها إسرائيل حالياً تختلف عن التظاهرات التي حصلت مسبقاً، ففي السابق تظاهر عشرات الآلاف في المدن الكبرى ضد ارتفاع الإيجارات وأسعار العقارات الباهظة. وفي وسط مدينة تل أبيب اتخذت الاعتصامات طابعاً سلمياً، إذ كانت تلقى الأشعار وتعقد مناقشات، ما أثار اهتمام الرأي العام الإسرائيلي والعالم بأسره، حين رأوا شباباً يتظاهرون من أجل العدالة الاجتماعية.

وهذا العام شهدت إسرائيل مجدداً تظاهرات للتعبير عن الاستياء من الأوضاع الاجتماعية للطبقة الوسطى والفقيرة. فرغم انخفاض طفيف في أسعار العقارات، إلا أن حالة سوق العقارات بقيت بشكل عام صعبة، إلى جانب المرتبات التي لا تكفي لتحقيق حياة كريمة، إضافة إلى الفجوة المتسعة بين الأغنياء والفقراء.

وبحسب منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية (OECD)، فإن عدد الفقراء في إسرائيل أكثر منه في المكسيك. ولذلك فإن تظاهرات هذا العام في إسرائيل أكثر غضباً وحدة عن سابقتها في العام الماضي، وتحاول الحكومة الإسرائيلية بكل طريقه قمعها. فمنذ أسبوعين قامت الشرطة الإسرائيلية بمنع دافني ليف، إحدى منظمات التظاهرات الطلابية العام الماضي، من نصب خيمتها في أحد شوارع تل أبيب، وألقت القبض عليها. وقد تعاملت الشرطة مع الناشطة الإسرائيلية بطريقة عنيفة، أدت إلى كسر ذراعها، ما تسبب في تجدد المظاهرات في اليوم التالي. كما تم تحطيم نافذة أحد البنوك، ما دفع الشرطة مجدداً إلى إلقاء القبض على حوالي 98 متظاهراً والاعتداء على بعض منهم.

إيتاي أينجيل، أحد أشهر مراسلي التلفزيون الإسرائيليين، الذي تم الاعتداء على أخيه من قبل الشرطة، قارن ما يحدث في تل أبيب بما رآه كصحافي في الكونغو وهاييتي وتونس وتركيا.

Protesters dressed as clowns take part in a demonstration calling for social justice in Tel Aviv June 30, 2012. The placard behind in Hebrew reads, "We are the country". REUTERS/Nir Elias (ISRAEL - Tags: POLITICS SOCIETY CIVIL UNREST)
اتخذت المظاهرات العام الماضي طابعاً سلمياً حاز على اهتمام الصحافة والشارعصورة من: Reuters

ميدان التحرير في تل أبيب؟

وتحاول الحكومة الإسرائيلية بشتى الطرق قمع تجدد المظاهرات التي بدأت الصيف الماضي، إذا ما نظر المرء إلى طريقة الشرطة العنيفة في التعامل مع المتظاهرين في الأيام الماضية. وهذا يبدو أيضاً من خلال ملاحظة ردود الأفعال الساسة الإسرائيليين على هذه المظاهرات. فعضوة الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي عن حزب الليكود ميري ريجيف وصفت النشطاء الذين يشاركون في هذه التظاهرات بأنهم "فوضويون ويساريون متشددون يحاولون إسقاط الحكومة ... المتظاهرون لا يريدون إحداث تغيرات اجتماعية، لكنهم يتظاهرون من أجل التظاهر".

وأضافت ريجيف، في خطاب ألقته: "اليساريون المتشددون يريدون جعل ميدان رابين ميدان تحرير جديد"، حسب قولها. كثير من الإسرائيليين ينظرون إلى ميدان التحرير في القاهرة، الذي بدأت منه الثورة المصرية، كرمز للفوضى بدلاً من رمز للحرية والعدالة الاجتماعية.

تناقص الاهتمام الإعلامي

من جانبها أظهرت وسائل الإعلام الإسرائيلية اهتماماً قليلاً جداً مقارنة بتغطيتها لتظاهرات العام الماضي، إذ قلت نسبة التغطية لها بنسبة 40 بالمائة، حسب ما أشار معهد "إيفات" الإعلامي في إسرائيل في دراسة له. كما اتسمت التغطية الإعلامية بالطابع السلبي تجاه هذه المظاهرات.

Former Israeli Prime Minister Benjamin Netanyahu, center, the head of the right-wing Likud Party, accompanied by other senior members sing the Israeli national anthem at the party's election center in Tel Aviv, late Tuesday March 28, 2006. The Likud, which dominated Israeli politics for three decades and opposes leading Kadima party's Ehud Olmert's plan to withdraw from much of the West Bank , came in distant fourth, according to the polls. (ddp images/AP Photo/Lefteris Pitarakis)
يرتبط كثير من الساسة الإسرائيليين بالطبقة الغنية، التي تمتلك بدورها عدداً من وسائل الإعلامصورة من: AP

ويوضح أيلون زيرمون، المتخصص في مجال الدعاية، أن "هذا ليس أمراً يثير الاندهاش، ففي العام الماضي كانت هذه التظاهرات جديدة ومفاجئة. في إحدى عطلات نهاية الأسبوع العام الماضي نزل حوالي نصف مليون شخص إلى الشوارع للتظاهر. أما هذا العام فهناك بضعة آلاف ممن يريدون إظهار غضبهم. وهذا سبب من الأسباب التي جعلت التغطية الإعلامية لهذه التظاهرات قليلة".

من جانبه، يعتبر الصحافي آري شافيت أن "إيرادات الدعاية انخفضت بنسبة 40 بالمائة". فالمظاهرات الاجتماعية التي بدأت للاعتراض على ارتفاع الأسعار تحولت إلى غضب على الطبقة العليا، وهذا ليس في مصلحة دور النشر ووسائل الإعلام الخاصة، التي تمتلكها الأسر الغنية ذات العلاقات الوثيقة بالسياسة. فعلى سيبل المثال، يمتلك الملياردير الإسرائيلي شيلدون أدلسون إحدى أكثر الصحف الإسرائيلية قراءة، ألا وهي "إسرائيل اليوم"، وتربطه علاقة صداقة وثيقة مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

بتينا ماركس/ هبة الله إسماعيل

مراجعة: ياسر أبو معيلق

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد