إدانة دولية واسعة لتفجيرات بغداد ...واستجواب برلماني للمالكي
٩ ديسمبر ٢٠٠٩أدانت الولايات المتحدة التفجيرات التي اجتاحت العاصمة العراقية بغداد أمس الثلاثاء 8 ديسمبر/كانون الأول، وقالت إن الهجمات التي خلفت مئات القتلى والجرحى كانت تستهدف تقويض "التقدم" السياسي بعد يومين من موافقة الحكومة على قانون الانتخابات. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية بي.جيه كروالي: "لا مجال للمصادفة هنا..يبدو أن أولئك الذين يصرون على محاولة إيقاف هذا التقدم (الذي يشهده العراق) يردون بهذا النوع من العنف كلما أخذ العراق خطوات إلى الأمام في عمليته السياسية". وأثنى كراولي على الشعب العراقي لعدم سماحه بتحول العنف لحمامات دماء طائفية كما كان الحال في السابق، وهو أحد أهداف الهجمات "الإرهابية"، حسب تعبير المسؤول الأمريكي. وقال إن "العراق عازم على المضي قدما وسوف نواصل العمل معهم عن كثب و(سنواصل) دعمهم بكل السبل". كما قدم نائب الرئيس الأمريكي جوزف بايدن الثلاثاء في اتصال هاتفي تعازيه للرئيس العراقي جلال طالباني ورئيس الوزراء نوري المالكي.
مجلس الأمن يكرر "عزمه للتصدي للإرهاب"
كذلك أدان الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون "بشدة" الاعتداءات التي وقعت في بغداد وأوقعت ما لا يقل عن 127 قتيلاً و448 جريحاً. وقال بان كي مون: "أنا مصدوم، وأدين بأقصى شدة هذه الاعتداءات المروعة ضد المدنيين. إنه أمر غير مقبول ويجب أن يتوقف". وبعد ساعات على تصريح بان كي مون، أدان أعضاء مجلس الأمن أيضاً بشدة سلسلة "الاعتداءات الإرهابية"، حسبما أعلن سفير بوركينا فاسو ميشال كافاندور، الذي تترأس بلاده المجلس هذا الشهر. وقال إن أعضاء مجلس الأمن كرروا "عزمهم التصدي للإرهاب بكافة أشكاله"، وشددوا على أن "أي عمل إرهابي لا يمكن أن يعيق مسيرة العراق نحو السلام والديمقراطية والمصالحة".
الاتحاد الأوروبي وألمانيا يعربان عن تعاطفهم مع أسر الضحايا
ومن جانبه، أدان الاتحاد الأوروبي سلسلة "الهجمات الإرهابية الشنيعة" التي ضربت بغداد، قائلا إنها تهدف إلى زعزعة استقرار البلاد. وقالت السويد، التي تتولى الرئاسة الدورية الحالية للاتحاد الأوروبي، إن الاتحاد الأوروبي يعرب عن تعاطفه مع أسر ضحايا الهجمات. وحثت رئاسة الاتحاد الأوروبي "جميع الأطراف المعنية على معالجة الوضع الأمني" وأيضاً "على العمل من أجل تهيئة بيئة مستقرة وديمقراطية".
من جانبه قال وزير خارجية ألمانيا، غيدو فيسترفيله، في بروكسل: "أشعر بالصدمة الشديدة" بسبب هذه السلسلة العنيفة من التفجيرات "وأدين بشدة هذه التفجيرات الغير إنسانية". وذكر بيان صحفي صادر عن وزارة الخارجية الألمانية في برلين أن هذه الهجمات تهدف إلى زعزعة عملية الاستقرار في العراق واندلاع أعمال العنف من جديد وهو "أمر لا يجب أن يحدث". وأكد البيان أن الحوار والتسامح وليس العنف هو الذي سيضمن المستقبل السلمي لجميع المواطنين في العراق.
البرلمان العراقي يستدعي رئيس الوزراء ووزيري الداخلية والدفاع للاستجواب
وقرر البرلمان العراقي أمس الثلاثاء استدعاء رئيس الوزراء نوري المالكي ووزيري الداخلية جواد البولاني والدفاع عبد القادر جاسم العبيدي ومسؤولين آخرين لاستجوابهم غداً الخميس في أعقاب اتهامات بالتقصير في حماية المواطنين بعد تفجيرات الأمس. وأعلنت رئاسة البرلمان "استدعاء رئيس الوزراء والوزراء الأمنيين والقادة العسكريين لاستجوابهم" بشأن الهجمات التي تتكرر منذ آب/أغسطس الماضي ما أوقع مئات القتلى. وقال البولاني لوكالة فرانس برس: "أنا مستعد للمثول أمام البرلمان شرط أن تكون الجلسة علنية".
ووقعت هجمات غالبيتها انتحارية أسفرت عن سقوط 127 قتيلا ومئات الجرحى قبالة جامع النداء بحي القاهرة في مكان يضم مبنيي المعهد القضائي وجريدة الصباح وآخر قبالة أكاديمية الفنون الجميلة وآخر قبالة سوق الشورجة وآخر قبالة معهد الفنون الجميلة المجاور لمحكمة الكرخ وآخر في حي الدورة وآخر في منطقة بوب الشام. وجاءت الهجمات المنسقة بعد ساعات على تصريحات لمسؤول عراقي قال فيها إن الانتخابات العامة ستجري في السادس من آذار/مارس المقبل والتي ستكون الثانية بعد سقوط نظام صدام حسين في 2003.
(س.ك/د.ب.أ/أ.ف.ب/رويترز)
مراجعة: عبده جميل المخلافي