أيقونة الموضة بيكهام وفرص النجاة من أزمة مالية
٢٠ يناير ٢٠١٩وزعت شركة بيكهام القابضة للموضة الأرباح على الزوجين ديفيد وفيكتوريا بيكهام، والتي بلغت 30 مليون جنيه إسترليني أي نحو 35 مليون يورو. وكشفت التقارير التي تناولت الأمور المالية المتعلقة بالشركة التي تدير أعمال نجميّ الموضة، عن تزايد في خسائر أعمال الشركة من 8.5 إلى 10.3 مليون جنيه استرليني في عام 2017. واعتبرت التقارير، ذلك سببا إضافيا وراء تراجع أرباح الشركة قبل الضريبة بنحو 20 في المئة التي قُدرت بنحو 15.7 مليون جنيه استرليني.
الموضة سلبت ابتسامتها، ولكن!
ولعل من يتابع أخبار فيكتوريا، النجمة السابقة لفرقة البوب الإنجليزية "سبايس غيرلز"، يلحظُ أن الموضة قد سلبت منها الابتسامة على حد قولها هي نفسها، ولكن تغمرها السعادة عندما ترى النساء من حولها أنيقات يرتدين ملابس أو حُليّ من مجموعاتها.
وتعمل مصممة الأزياء العالمية بشكل دؤوب مع فريقها على استقطاب عدد من المستثمرين وذلك رغم التحديات المالية التي تحدق بالشركة. فقد جمعت شركة فيكتوريا بيكهام المحدودة مبلغ 30 مليون جنيه إسترليني من شركة ان أي او للاستثمار/ NEO Investment Partners وذلك مقابل التنازل 28 بالمائة من الأسهم.
ورغم تلك التحديات المالية، فإن أزياء فيكتوريا بيكهام تتنقل برشاقة بين عواصم الأناقة باريس ونيويورك مرورا بلندن، وتخطف خلالها أنظار وأفئدة المشاركين في مختلف العروض، كما أن أعمالها استطاعت أن تجد مكانا لها في الصدارة وسط أسماء عريقة في عالم الموضة.
ويعتبر الخبير روس مولد، من شركة أي جي بيل/ AJ Bell لتجارة الأسهم، خلال حديث مع DW أن الخسائر التي تكبدتها شركة فيكتوريا بيكهام هي بمثابة "عجز تجاري وليس حدث استثنائي"، مشككا في الوقت نفسه من أنها كانت تحقق أرباحا على الدوام.
ويضيف الخبير مولد، أن التحدي الراهن للعلامة التجارية فيكتوريا بيكهام أنه لا يتردد صداها بما يكفي لجذب أنتباه مستهلكي المنتجات الفاخرة. في المقابل، الكثير من العلامات التجارية للأزياء الفاخرة تستمر في تحقيق هوامش ربح عالية للغاية بمجرد النظر إليها مثل بيربري/ Burberry أو غوتشي التي تملكها كيرينغ / Kering- owned Gucci.
منافسة شرسة تفرض تحديات كبيرة
وتخوض العلامة التجارية "فيكتوريا بيكهام" منافسة شرسة وسط علامات تجارية عملاقة، وخلال حديث مع DW، أعتبر أستاذ تصميم الأزياء في جامعة وست منستر، أندرو غروفز أنه "بالنسبة للعلامات التجارية الصغيرة مثل فيكتوريا بيكهام، فإن قطاع الأزياء الفاخرة هو ساحة تنافسية مكلفة جدا".
وأشار إلى أنه" في ظل هيمنة شركات مثل ل في ام اتش و كيرنغ/ LVMH and Kering فإنه من الصعب للغاية بالنسبة للعلامات التجارية صغيرة ومتوسطة الحجم أن تقوم بتوسيع نطاق أعمالها، من خلال حجم التصنيع، وإدارة سلسلة التوريد، والقدرة الشرائية للإعلان والقدرة على الحضور المهيمن في التغطية الصحفية".
وفي سياق متصل، واجهت شركة أسوس/ Asos، الرائدة في عالم الأزياء، أزمة مالية خسرت خلالها ما يقرب من مليار يورو من القيمة السوقية في بورصة لندن، مع انخفاض بنسبة 40 في المئة من قيمة أسهمها بعدما تلفت تحذيرا بشأن الأرباح صادر عن برنامج الأزياء البريطاني. وقد تحدث كبير المسؤولين التنفيذيين في أسوس، نيك بيتون عن "مستوى غير مسبوق من التخفيض" في صناعة الأزياء.
وشدد أستاذ التصميم في جامعة ويست مينستر خلال حديثه مع DW على "أن تستمر بيكهام في تنويع مجموعة منتجاتها، والتفكير في فتح آفاق تعاون كبيرة".
تجدر الاشارة إلى، أن شركة فيكتوريا بيكهام سبق وتعاونت مع شركة "ريبوك" في وقت سابق، ولكن ما تحتاج إليه العلامة التجارية هو شراكة مستمرة، مثل التعاون الدائر بين شركتي "ستيلا مكارتني" و"أديداس" الألمانية، إذ حقق هذا التعاون نجاحًا كبيرًا لكلتا الشركتين، وفقا لما ذكر المصدر السابق.
وكذلك، شاطره الرأي الخبير في تجارة الأسهم، مولد، خلال حديثه مع DW قائلا "يجب أن تستثمر في علامتك التجارية باستمرار من خلال تحسين الجودة والتسويق".
وتواظب أنامل السيدة بيكهام على قص القماش بكل عناية وتمزج الألوان بكل شغف، لتخرج للعالم أعمالا عصرية مستوحاه من عصور قديمة.
وأختتم أستاذ التصميم حديثه، أن "ما تتمتع به فيكتوريا بيكهام يعد اعترافا استثنائيا بالعلامة التجارية وفريق تصميم جيد من حولها، يُكسبها علامة فارقة في الموضة العصرية.
جو هاربر/ ج.س.