1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

أوميكرون.. كيف يواجه الشرق الأوسط سلالة كورونا الجديدة؟

٦ ديسمبر ٢٠٢١

تباينت ردود فعل دول الشرق الأوسط على متحور "أوميكرون" بين فرض قيود على السفر وغلق المطارات وإعلان حالة إغلاق عامة. فيما اكتسبت "دبلوماسية اللقاحات" زخما جديدا في المنطقة التي تتلقف أي مساعدة خارجية لمواجهة الجائحة.

https://p.dw.com/p/43tTS
مسافرون في مطار بن غوريون
كانت إسرائيل من أوائل الدول التي أغلقت المطارات أمام المسافرين بسبب متحور ""أوميكرون”"صورة من: Amir Cohen/REUTERS

أعلنت معظم دول الشرق الأوسط تدابير جديدة لمواجهة  متحور "أوميكرون”  وسط مخاوف بعد رصد إصابات جديدة من المتحور في العديد من دول العالم. وحتى الآن، رُصدت إصابات قليلة بمتحور "أوميكرون” في الشرق الأوسط وتحديدا في إسرائيل والإمارات والسعودية، فيما كانت تونس أحدث دولة في المنطقة تسجل أول إصابة بمتحور فيروس كورونا الجديد.

فقد أعلن وزير الصحة التونسي على مرابط أنه تم اكتشاف المصاب، وهو مواطن من الكونغو خلال قدومه في رحلة من مطار إسطنبول. وقد خضع لاختبار فيروس كورونا المستجد فور وصوله إلى مطار قرطاج الدولي في العاصمة تونسي.

ورغم عدم تسجيل أي إصابة بمتحور "أوميكرون” في لبنان، إلا أن السلطات الصحية أعلنت عن تدابير جديدة شملت فرض حظر تجول ليلي للذين لم يتلقوا اللقاح المضاد لفيروس كورونا أو لا يحملون اختبارا تم إجراؤه قبل فترة لا تزيد عن 48 ساعة ابتداء من 17 ديسمبر/ كانون الأول. وفي ذلك، ذكر وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض خلال مؤتمر صحافي الأربعاء الماضي أن حظر التجول يبدأ كل ليلة من الساعة السابعة مساء حتى السادسة صباحا لمدة ثلاثة أسابيع فيما لم تعلن السلطات اللبنانية عن الإجراءات العقابية ضد المخالفين لهذا الحظر.

وقال الأبيض إن التدبير الجديد يهدف إلى "كبح الارتفاع الأخير في الإصابات بفيروس كورونا وأيضا يأتي كإجراء احترازي ضد المتحور الجديد من الفيروس" خاصة مع توقع عودة اللبنانيين المغتربين خلال موسم الأعياد. ويأتي ذلك في الوقت الذي تتزايد فيه المخاوف في لبنان من وصول متحور "أوميكرون" إلى البلاد حيث يعاني القطاع الصحي من وضع هش.

صورة لمدينة مكة24.05.2020
أعلنت السعودية عن رصد إصابة بمتحور "أوميكرون” لتصبح ثاني دولة في الشرق الأوسط تسجل إصابات بهذا المتحورصورة من: Getty Images/AFP

فرض قيود على السفر

وعلى وقع ظهور متحور "أوميكرون” في جنوب إفريقيا، أعلنت مصر والأردن والكويت والإمارات وسلطنة عمان والسعودية تعليق الرحلات الجوية من وإلى العديد من الدول الإفريقية من بينها جنوب إفريقيا وناميبيا وبوتسوانا وزيمبابوي وموزامبيق وليسوتو وإسواتيني. أما المغرب وإسرائيل فقد أعلنتا تعليق كافة الرحلات الجوية الدولية لمدة أسبوعين.

وعلى الرغم من أن فرض قيود على حركة السفر الجوية كان الخيار الشائع لمواجهة متحور "أوميكرون" في المنطقة، إلا أن  منظمة الصحة العالمية قد حذرت من أن "حظر السفر العام لن يمنع تفشي المتحور على مستوى العالم، ويضع عبئا ثقيلا على سير الحياة وسبل العيش".

 دبلوماسية اللقاحات

تزامنت هذه الإجراءات مع اتساع رقعة استخدام القوى الكبرى والفعالة لما يُعرف بـ "دبلوماسية اللقاحات" التي باتت بمثابة إحدى أدوات القوة الناعمة، حيث تتسابق الدول لاستغلال الأمر من أجل تعزيز نفوذها في المنطقة. يأتي ذلك في الوقت الذي لم تحقق فيه مبادرة "كوفاكس" الرامية إلى ضمان توزيع لقاحات كورونا، الكثير للدول الفقيرة التي تأثرت بحقيقة مفادها أنه تم تسليم  13 بالمائة من الجرعات التي تم التعاقد عليها في إطار المبادرة.

طائرة في مطار بن غوروين 28.11.2021
أعلنت إسرائيل إغلاق مطار بن غوريون أمام حركة السفر الدوليةصورة من: Ahmad Gharabli/AFP/Getty Images

وفي مقابلة مع DW، قال إيكارت ويرتس، مدير دراسات الشرق الأوسط في المعهد الألماني للدراسات العالمية والمناطقية (GIGA) ومقره هامبورغ،  إن "الصين وروسيا ضاعفتا جهودهما في سياق دبلوماسية اللقاحات في المنطقة". وفي هذا السياق، احتفى وزير الخارجية الصيني وانغ يي في مارس/ أذار الماضي بتدشين مشروع مشترك لتصنيع لقاح شركة "سينوفارم" الدوائية الصينية المضاد لفيروس كورونا في دولة الإمارات.

ووفقا لوكالة الأنباء الإماراتية الرسمية "وام"، فقد تم تدشين "أول خط تصنيع وإنتاج لقاح كوفيد-19 في دولة الإمارات بين مجموعة G42 الإماراتية ومجموعة  سينوفارم  الصينية". وتأمل الشركتان في إنتاج ما يصل إلى مائتي مليون جرعة من لقاح سينوفارم سنويا في دولة الإمارات.

ولم يتوقف الأمر عند الإمارات إذ انضم المغرب بقوة إلى هذا السباق، حيث وقعت الرباط أيضا في وقت سابق من العام الجاري اتفاقا مع مجموعة سينوفارم الصينية لإنتاج اللقاح محليا. وفي هذا السياق، قال ويرتس إن "المغرب والإمارات يأملان في أن يصبحا مركزين في المنطقة لإنتاج لقاح سينوفارم،" مضيفا أن الرباط تأمل في أن تصبح "مركزا لتوزيع اللقاح في منطقة غرب إفريقيا".

ويبدو أن هذا السباق قد أغرى روسيا التي رغبت في اللحاق بركب  "دبلوماسية اللقاحات"  إذ أبرمت اتفاقا مع مصر لإنتاج لقاح سبوتنيك الروسي المضاد لفيروس كورونا، وهو الاتفاق الذي من شأنه أن يجعل مصر مركزا رئيسيا لتوزيع اللقاح في منطقة شمال إفريقيا.

علب لقاح سينوفارم الصيني الماضد لفيروس كورونا
اتفقت الصين والإمارات على انتاج 200 مليون جرعة سنويا من لقاح سينوفارم في الإماراتصورة من: Morteza Nikoubazl/NurPhoto/picture alliance

تقوية الساحة الداخلية

وتسلط قضية "دبلوماسية اللقاحات" الضوء على قضية أخرى لا تقل أهمية تتعلق بالأوضاع السياسية للعديد من دول الشرق الأوسط. فقد أشار ويرتس إلى هذا البعد في مقال نُشر في مارس/ آذار الماضي بقوله: "نجاح حملات التطعيم قد يعزز مكانة ووضع القادة الحاليين في المنطقة مثل (رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك) بنيامين نتنياهو والرئيس التركي رجب طيب أردوغان وملك المغرب محمد السادس".

يشار إلى أنه في يونيو/ حزيران انتهت مرحلة حكم نتنياهو التي امتدت لقرابة 12 عاما بعد أن تولى زعيم حزب "يمينا" نفتالي بينيت رئاسة الحكومة.

وفي ضوء التوقعات بظهور سلالات جديدة من فيروس كورونا، إذ من غير المرجح أن يكون "أوميكرون"، المتحور الأخير، فإنه يُتوقع أن تكتسب "دبلوماسية اللقاحات" المزيد من الزخم في المستقبل القريب.

وفي هذا السياق، قال ويرتس "على الرغم من أن متحور "أوميكرون” لا يزال جديدا لكي نحكم على نطاقه السياسي، فمن البديهي القول بأن دبلوماسية اللقاحات قد حجزت مكانا لها في القاموس السياسي ويتوقع أن تبقى".

جنيفير هوليس / م ع

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد