1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW
سياسةأوكرانيا

أوكرانيا تطلب اجتماع مجلس الأمن بعد هجمات روسية قتلت العشرات

٨ يوليو ٢٠٢٤

دعت أوكرانيا لعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي بعد ضربات روسية على عدة مدن أوكرانية وفق ما قال الرئيس الأوكراني زيلينسكي وأدانت حكومة ألمانيا بشدة الهجمات الصاروخية العنيفة في أوكرانيا التي طالت أيضا مستشفى للأطفال.

https://p.dw.com/p/4i1mp
توافد أفراد الإنقاذ إلى مستشفى الأطفال المتضرر بشدة في كييف - أوكرانيا
توافد أفراد الإنقاذ إلى مستشفى الأطفال المتضرر بشدة في كييفصورة من: Thomas Peter/REUTERS

رفض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الإثنين (الثامن من يوليو / تموز 2024) مزاعم روسيا أن خطأ دفاعيا جويا تسبب في هجوم مميت على مستشفى للأطفال في كييف الأمر الذي تسبب في دمار واسع اليوم الإثنين، وذلك قبل قمة لمنظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو). وقال زيلينسكي في مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك في وارسو "أظهر الأوغاد في الكرملين استخفافا وتهكما بأن الدفاع الجوي الأوكراني (هو المنفذ) المزعوم وليس ضربة صاروخية مستهدفة". ووجه زيلينسكي الشكر لكل من نشروا فيديوهات عبر الإنترنت "يمكن فيها رؤية بشكل واضح أنه ليس جزءا  صاروخ  واحد أو صاروخ آخر، ولكن ضربة صاروخية مباشرة أسفرت عن مقتل وإصابة الكثير من الأشخاص". وقال زيلينسكي إن 27 شخصا قتلوا وأصيب أكثر من مئة آخرين عبر البلاد في موجة من القصف الروسي.

وأطلقت روسيا 38 صاروخا اليوم الإثنين على مدن أوكرانية في هجمات أسفرت عن 31 قتيلا على الأقل وعشرات الجرحى واستهدفت بعضها مستشفيَيْن، بحسب ما قالت السلطات الأوكرانية. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على تلغرام "الروس الإرهابيون هاجموا مجددا أوكرانيا بكثافة بصواريخ. مدن مختلفة: كييف ودنيبرو وكريفي ريغ وسلوفيانسك وكراماتورسك. تضررت مبان سكنية وبنى تحتية ومستشفى للأطفال"، ومن وارسو طالب "برد أقوى" من الغربيين تجاه موسكو بعد ضربات يوم الإثنين، قائلا: "أود أن يُظهِر شركاؤنا قدرا أكبر من المرونة وردا أقوى على الضربة التي وجهتها روسيا مرة أخرى لشعبنا". وفي وقت لاحق طلب في منشور على منصة إكس من مجلس الأمن الدولي عقد اجتماع طارئ بعد الضربات الروسية.

وفي مدينة كريفي ريغ المستهدفة بانتظام بقصف روسي -وهي مسقط رأس زيلينسكي- قُتل ما لا يقل عن عشرة أشخاص وأُصيب 41 آخرون، بحسب ما قال رئيس البلدية أولكسندر فليكول. وفي كييف، أعلنت السلطات مقتل 17 شخصا على الأقل. وفي منشور على منصة إكس أرفقه بمقطع فيديو يُظهِر مبنى متضررا قال زيلينسكي إن "أحد أهم مستشفيات الأطفال في أوروبا" قد تضرر في كييف"، مضيفا: "لا يمكن لروسيا أن تدعي أنها تجهل أين تسقط صواريخها ويحب تحميلها المسؤولية الكاملة عن كل جرائمها".

متطوعون أحضروا عبوات المياه البلاستيكية إلى مستشفى الأطفال المتضرر - كييف - أوكرانيا
متطوعون أحضروا عبوات المياه إلى مستشفى الأطفال المتضرر في العاصمة الأوكرانيةصورة من: Anna Pshemyska/DW

غير أن وزارة الدفاع الروسية قالت إن الأضرار البالغة التي سجلتها كييف الإثنين هي نتيجة سقوط صاروخ للدفاع الجوي الأوكراني، لافتة إلى أن القوات الروسية أصابت "أهدافها" العسكرية والصناعية فقط. في وقت لاحق قالت أجهزة الاستخبارات الأوكرانية إن صاروخ كروز روسياً أصاب مستشفى أوخماتديت للأطفال وتسبب بمقتل ممرضَين على الأقل وإصابة سبعة أشخاص بينهم طفلان.

وبعد ساعات قليلة من الضربة على أوخماتديت تحدثت فرق الطوارئ الأوكرانية عن ضربة على مركز طبي آخر. وقالت على تلغرام "تم الإبلاغ عن سقوط حطام في منطقة دنيبروفسكيي. تعرض مركز طبي لأضرار جزئية. تم الإبلاغ عن أربعة قتلى وثلاثة جرحى".

من جهته أكد رئيس الإدارة الرئاسية الأوكرانية أندري يرماك على تلغرام أن سبب كل ذلك"ضربة روسية جديدة" على مركز طبي. ورأت مراسلة وكالة فرانس برس أن الطريق المؤدي إلى مستشفى أوخماتديت مغلق جزئيا من قبل الشرطة ومرضى وممرضات اجتمعوا في حديقة قرب المستشفى المدمر. وشدد زيلينسكي على "ضرورة ألا يبقى العالم صامتا وأن يرى الجميع ما تفعله روسيا".

وفي منطقة دونيتسك قرب جبهة القتال أعلنت السلطات الأوكرانية أن "ثلاثة أشخاص على الأقل قُتلوا في بوكروفسك" بعد الضربات الصباحية التي استهدفت كذلك مصنعا، بحسب حاكم المنطقة فاديم فيلاشكين. وفي دنيبرو، سجلت السلطات العسكرية سقوط قتيل واحد وإصابة ستة آخرين. وأشار رئيس الوزراء دنيس شميغال إلى أن الروس أطلقوا "صواريخ كروز وصواريخ بالستية وصواريخ (أرض جو) من طراز كينجال".

وقالت شركة DTEK الخاصة المشغلة لمنشآت للطاقة الكهربائية في كييف إن "ثلاث محطات فرعية لمحولاتها (...) دُمرت أو تضررت في منطقتَي غولوسييفسكي وتشيفتشنكيفسكيي" في العاصمة الأوكرانية جراء ضربات روسية، مشيرة كذلك إلى تضرر خطوط كهرباء.

روسيا تستهدف البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا

وأدانت الأمم المتحدة "بشدة" الضربات الروسية على مدن أوكرانية. وأعرب مسؤول السياسية الخارجية في الاتحاد جوزيب بوريل عن أسفه "لاستهداف روسيا المدنيين الأوكرانيين بلا رحمة"، معتبرا أن "أوكرانيا تحتاج إلى دفاعات جوية حالا". ووصفت فرنسا ضربات يوم الإثنين بأنها "أفعال همجية" فيما اعتبرتها لندن "مروعة". وقال الأوكرانيون إن القوات الروسية أطلقت في المجموع 38 صاروخا اعترضت كييف 30 منها يوم الإثنين.

وبالتزامن مع ذلك وقع زيلينسكي خلال زيارة الى وارسو اتفاقا حول التعاون في مجال الدفاع ولزم مع رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك دقيقة صمت عن روح ضحايا ضربات الإثنين، وذلك عشية حضوره قمة لحلف شمال الأطلسي في واشنطن في سياق من انعدام اليقين سببه الانتخابات الأمريكية المقبلة والفوز الممكن للمرشح الجمهوري دونالد ترامب. وقال ترامب في عدة مناسبات إنه في حال عاد إلى البيت الأبيض إنه سينهي الحرب في وقت قصير جدا، وهو ما يضر ضمنيا الأوكرانيين الذين يقاومون الغزو الروسي منذ عامين ونصف تقريبا.  ويجتمع زعماء دول حلف شمال الأطلسي "الناتو" بواشنطن هذا الأسبوع عازمين زيادة دعم أوكرانيا لكنهم يجدون أنفسهم بمواجهة تحدي عودة ترامب المحتملة للرئاسة الأمريكية، فانتقاداته للحلف -كقوله إنه "عفا عليه الزمن"- تثير قلق عواصم أوروبية.

وزير الدفاع البريطاني الجديد جون هيلي الأحد 07 / 07 / 2024 خلال زيارة لمدينة أوديسا التقى فيها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وعد وزير الدفاع البريطاني الجديد جون هيلي الأحد 07 / 07 / 2024 بإرسال مزيد من المدفعية والذخائر والصواريخ لأوكرانيا وذلك خلال زيارة لمدينة أوديسا -التقى فيها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي- في تأكيد على دعم لندن المستمر لكييف.صورة من: Leah Jones/Ministry of Defence via AP/picture alliance

وفي غضون ذلك وصل إلى موسكو رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي حليف روسيا التقليدي الذي لم يندد صراحة بالغزو الروسي لأوكرانيا ويمتنع عن التصويت على قرارات الأمم المتحدة ضد موسكو. وفي سياق متصل قُتل خمسة مدنيين بينهم طفلان حين انفجر لغم زرعته القوات الروسية في سيارتهم في منطقة خاركيف بشرق أوكرانيا، وفق ما أعلن حاكم المنطقة العسكرية أوليغ سينيغوبوف يوم الإثنين.

وجاءت ضربات يوم الإثنين في وقت يحقق الجيش الروسي مكاسب على خط المواجهة في الشرق منذ أشهر ويحاول الاستفادة من الصعوبات التي يواجهها الجيش الأوكراني في تجديد صفوفه والحصول على المزيد من الأسلحة والذخيرة من الغربيين. واستهدفت القوات الروسية العاصمة الأوكرانية مرارا بوابل من الصواريخ منذ بدء الغزو الروسي في 24 فبراير / شباط 2022، وكان آخر هجوم كبير على كييف بطائرات مسيرة وصواريخ الشهر الماضي. وينفذ الجيش الروسي بانتظام ضربات في عمق أوكرانيا ويستهدف منشآت للطاقة أو مصانع ويقتل مدنيين، في استراتيجية تهدف إلى تقويض الروح المعنوية الأوكرانية. وتدافع أوكرانيا عن أراضيها بعدد محدود من أنظمة الدفاع الجوي والذخائر، وتطالب بالمزيد من حلفائها الغربيين.

ع.م/خ.س (أ ف ب، د ب أ)