أوروبا تخطط لاستقدام عشرين مليون مهاجر
١٣ سبتمبر ٢٠٠٧إذا ما تحقق ذلك، سيكون ثورة في سياسة الهجرة الأوروبية. المفوض القضائي فرانكو فراتيني طالب الإتحاد الأوروبي في تقرير نشرته الفايننشل تايمز بالتراجع عن سياسته المتشددة في الهجرة، واستقدام الملايين من اليد العاملة من كل العالم. إنه يخطط لطرح مشروع "غرين كارد" أوروبية كمشروع قانون، أو ما اصطلح عليه "البلو كارد"، ووفقا لهذا الاقتراح يتم استقدام عمال لمدة سنتين أولا، لكن مع إمكانية تمديد الإقامة لوقت أطول.
شروط الحصول على "البلو كارد"
لا تعتبر شروط الحصول على "البلو كارد" بالقاسية، فمن بينها مثلا، بحسب صحيفة فرانكفورتر ا ألغماينه، أن يحصل العامل الأجنبي على أجر شهري يتجاوز متوسط الأجور. لكن من ناحية أخرى، يريد مشروع هذا القرار مكافحة الهجرة السرية، وخصوصا قوارب الموت المنطلقة من السواحل الإفريقية. ففي هذا السياق أكد فراتيني على ضرورة عدم النظر إلى الهجرة كخطر. ومن المقرر أن يقوم فراتيني بعرض اقتراحاته على الاجتماع الوزاري لوزراء الإتحاد في لشبونة، مشيراً إلى إن إدارة الهجرة بشكل جيد يمكن أن يغني أوروبا. كما يرى فراتيني أن الهجرة أضحت ظاهرة عالمية لا يمكن تجاهلها. كما أن أوروبا، ومن أجل مواجهة المنافسة القادمة من استراليا، كندا، الولايات المتحدة ودول شرق آسيا مضطرة للتعامل بمرونة وبراغماتية مع ظاهرة الهجرة.
الهجرة كحل لمواجهة شيخوخة أوروبا
bويرى فراتيني في المقترح المزمع تقديمه أن الهجرة يمكن أن تشكل حلاً لمواجهة الشيخوخة السكانية التي تعاني منها الكثير من دول أوروبا. في هذا الصدد يقول فراتيني:"علينا أن نجلب إلى أوروبا اليد العالمة التي نريدها، وخصوصا إلى ألمانيا وايطاليا والمجر، هذه الدول التي تعاني من درجة شيخوخة كبيرة". ولهذا يتكلم فراتيني عن ضرورة استقدام عشرين مليون مهاجر في العشرين سنة القادمة.
الجدير بالذكر أن نسبة خمس وثمانون بالمائة من اليد العاملة غير المؤهلة التي تغادر بلادها تصل إلى أوروبا، في حين تبلغ نسبتها في الولايات المتحدة الأمريكية خمسة في المائة فقط. وبالمقابل فإن الولايات المتحدة تستقبل خمسة وخمسين في المائة من اليد العاملة المؤهلة، مقابل خمسة في المائة فقط للإتحاد الأوروبي.
وينتظر أن يساهم مشروع الإصلاح الجديد لسياسة الهجرة الأوربية في ارتفاع عدد الأجانب في الدول الأوربية، وحسب إحصائية للفايننشل تايمز، فإن عدد الأجانب في أوروبا سيتضاعف في حدود سنة 2030.