1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

أوتو ريهاغيل - الملك أوتو أو معبود اليونان الثالث عشر

٢٦ مايو ٢٠١٠

جعل المدرب الألماني أوتو ريهاغيل من المنتخب اليوناني لكرة القدم بطلا لأوروباعام 2004. وبتأهل المنتخب لنهائيات بطولة كأس العالم 2010 يشارك ريهاغيل لأول مرة في هذه البطولة. ولا يزال يحظى بتبجيل الكثيرين له حتى في اليونان.

https://p.dw.com/p/NXaP
الرياضي الألماني الشهير أوتو ريهاغيل، صانع النجاحات الرائعة لاعبا ومدرباصورة من: AP

ولد مدرب كرة القدم الألماني أوتو ريهاغيل في التاسع من أغسطس / آب عام 1938 ابنا لعامل منجم في منطقة الرور الألمانية، ونشأ في أحضان حي تيشه "هيلينه" في مدينة إسن القديمة. وهناك تخرج من إحدى المدارس الفنية رساما ونقاشا، وفي عام 1950 وفي النادي الرياضي للمنطقة، نادي توس هيلينه، بدأ يظهر عشقه لكرة القدم. وفي عام 1960، وعندما كان في سن الثانية والعشرين تعاقد ريهاغيل، الذي أطلق عليه آنذلك لقب المدافع الصلد، مع نادي روت - فايس إسن، الذي كان يشارك آنذاك في دوري الأقاليم. ورغم أن هذا التعاقد كان بمرتب شهري بقيمة أربعمائة مارك فقط، إلا أنه فتح أمامه باب النجاح في عالم رياضة كرة القدم.

نجاحات رائعة لاعبا ومدربا

Fußball Europameisterschaft 2004 Griechenland
أوتو ريهاغيل وهو يعبر عن فرحته مع المنتخب اليوناني بالفوز ببطولة كأس الأمم الأوروبية عام 2004صورة من: AP

وعنما تأسست بطولة دوري الدرجة الأولى الألماني لكرة القدم / البونديسليغا عام 1963 لعب فيها 201 مباراة، أولا في صفوف فريق نادي هيرتا برلين (1963 - 1965)، ثم مع فريق كايزرسلاوترن إلى عام 1972 ، حيث اعتزل ريهاغيل الملاعب. غير أنه لم يهجر كرة القدم، فمنذ الأول من يوليو/ تموز 1972 اشتغل بالتدريب، ويحصل اليوم عبر تدريبه للمنتخب اليوناني على مليون يورو سنويا. ومع هذا المنتخب حقق أوتو ريهاغيل أكبر نجاحاته وهو الفوز ببطولة كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم التي استضافتها البرتغال عام 2004 . وآنذاك هتف قائلا "لقد أصبحنا بطل أوروبا، ولم يعد ذلك حلما، فقد حملنا كأس البطولة إلى أتينا، إلى اليونان".

وهذا ما أسكت من كانوا يتهكمون به؛ فقد أظهر ريهاغيل، الذي أخذ اليونانيون يسمونه ريهاكليس منذ ذلك الحين، أظهر للجميع على مدى فترة تلك البطولة قدراته التدريبية، رغم أنه كان يُعد آنذاك أكبر المدربين المشاركين في البطولة سنا؛ إذ كان عمره آنذاك قارب الستة والستين عاما. وأشارريهاغيل آنذاك إلى سر نجاحه الرائع هذا بقوله "قبل أن أصيبح مدربا للمنتخب اليوناني كان كل لاعب فيه يفعل ما يريد، والآن يقوم كل لاعب بما يستطيعه"، واضاف ريهاغيل أنه فتح كنز خبراته الثمينة لكل لاعب، وقال لهم بأنهم إذا ما حاولوا الاستفادة مما لديه من خبرات فسيسيرون في طريق النجاح.

أب للكثيرين من لاعبي كرة القدم

هذا المدرب المعتز جدا بقدراته، والذي قال عنه البعض بعد نجاح عام 2004 بأنه يتبع في تدريبه طريقة قديمة لم يطرأ عليها أي تغيير منذ سبعين عاما، يلزم نفسه دائما بأن يظهر كفاءاته الشخصية في التدريب، ويقول بأنه مبدأه الأسمى "من يفوز هو من يلعب بطريقة حديثة". لقد بدأ ريهاغيل أول نجاحاته كمدرب مع فريق فورتونا دوسلدورف، وذلك بقيادته للفريق إلى الفوز بكأس ألمانيا عام 1980. وفي فترة تدريبه الثانية لفريق فيردر بريمن، والتي استمرت أربعة عشر عاما (1981 - 1995) قاد الفريق إلى الفوز ببطولة البونديسليغا مرتين، وبكأس ألمانيا مرتين، وببطولة الكأس الأوربية لأبطال الكؤوس.

Otto Rehagel WM Qualifikation Griechenland Flash-Galerie
لاعبو المنتخب اليوناني يعبرون عن تقديرهم لجهود ريهاغيل في تأهلهم لنهائيات بطولة كأس العالم 2010صورة من: AP

ولذلك أطلق عليه سكان بريمن "الملك أوتو" و"محقق معجزة نهر الفيزر"، أي محقق النجاحات الرائعة لنادي فيردر بريمن. لقد اكتشف ريهاغيل خلال تلك الفترة مواهب عديدة، أمثال رودي فولر وماريو باسلر وميروسلاف كلوزه والنيوزيلاندي واينتون روفر، وبحبه الشديد للاعببين شكل فريقا قويا قائما على الثقة القوية بالنفس، والاحترام المتبادل بين لاعبيه على اختلاف أعمارهم، لدرجة أن أحدهم وهو النمساوي أندرياس هيرتسوغ قال "لقد كنا جميعا بالنسبة له كأبنائه". ولذك كان حزن نادي فيردر بريمن وجماهيره شديدا، عندما انتقل ريهاغيل موسم 1995 / 1996 إلى بايرن ميونيخ

النهوض بعد الكبوة

Denkmal von Otto Rehhagel
أقام صاحب مطعم يوناني في مدينة إسن تمثالا من المرمر لريهاغيل تعبيرا عن تمجيد اليونانيين لهصورة من: DW

ويبدو أن ذلك كان له تأثيره عليه أيضا؛ فقد فشل في بايرن ميونيخ بشكل ذريع، أدى إلى أن استعنى عنه النادي البافاري، لينتقل صيف 1996 وإلى عام 2001 مدربا لفريق نادي كايزرسلاوترن، الذي كان يشارك آنذاك في دوري الدرجة الثانية، وقاده عام 1998 إلى العودة مرة أخرى إلى دوري الدرجة الأولى. وآنذاك أشاد به رودي فولر قائلا "إنها مغامرة شجاعة لا يمكن لأحد القيام بها خلال مائة أو ألف عام". ولم يكن فولر يعرف آنذاك أنه بعد ست سنوات سيقوم ريهاغيل بمغامرة أخرى، ويجعل من المنتخب اليوناني بطلا لأوروبا. ورغم أن سن ريهاغيل يقترب حاليا من الثانية والسبعين فإنه لا يزال يتمتع بالحيوية والنشاط: "لا أفكر التوقف عن التدريب؛ فلقد ولدت بحب كرة القدم وأرغب في أن أموت وأنا مع كرة القدم".

إن معظم اليونانيين لا يزالون يبجلون ريهاغيل، أو ريهاكليس كما يسمونه؛ ففي مسقط رأسه، إسن، أقام صاحب مطعم يوناني هناك ثمثالا له من المرمر يرفرف عليه العلمان الألماني واليوناني. غير أنه لا تزال تعلو أيضا أصوات المنتقدين لريهاغيل، إذ يقولون بأنه فشل في قيادة المنتخب اليوناني إلى التأهل لنهائيات بطولة كأس العالم 2006 ، وفي التأهل لنهائيات بطولة كأس الأمم الأوروبية عام 2008 . ولكن ريهاغيل قاد اليونان إلى التأهل لنهائيات بطولة كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا، ويشارك بذلك كمدرب منتخب ولأول مرة في بطولة كأس العالم.

وسيشاهد اليونانيون في كل مكان، وفي مسقط رأس ريهاغيل، مدينة إسن الألمانية، أيضا، مباريات المنتخب اليوناني في جنوب أفريقيا، ومع أنهم لا يعتقدون أن المنتخب سيحقق نجاحات مذهلة في هذه البطولة، فإن قلوبهم ستظل مملوءة بحب ريهاغيل، كما يقول صاحب المطعم اليوناني في إسن، إيوانيس كوكينديس: "ريهاغيل سيظل ريهاكليس، معبود اليونان الثالث عشر".

الكاتب: أوليفيا فريتس / محمد الحشاش

مراجعة: حسن زنيند