"Neda- Der Ruf"

أريد من خلال أوبرا نداء أن أمنح للنساء صوتا؛ هكذا يحدد الملحن نادر مشايخي هدفه من تأليف هذه الأوبرا. كما تتناول الأوبرا حادثة مقتل الإيرانية نداء آغا سلطان رميا بالرصاص خلال مشاركتها في المظاهرات التي انطلقت احتجاجا على نتائج الانتخابات الرئاسية الإيرانية عام 2009. وتركز الأوبرا على قضية المساواة بين الرجل والمرأة وتنادي بتحقيقها. ويقف الشاعر نظامي في قلب أحداث هذه الأوبرا. وهو شاعر كتب الكثير في القرن الثالث عشر حول شخصيات نسائية تسعى، من خلال ذكائها وقوة شخصيتها، إلى إثبات حضورها في عالم يسيطر عليه الرجال.

القصة

يتلقى الشاعر نظامي هدية من أحد الأمراء؛ وهذه الهدية لم تكن سوى جارية تدعي آباك. وتتمتع هذه الجارية بالذكاء الشديد وقوة الشخصية، لذلك تنجح بسهولة في نيل إعجاب الشاعر بها. إلا أن هذه الصفات بالذات هي ما تثير غضب الرجال من حولها، فتلقى آباك حتفها مسمومة. وللتغلب على ألم فقدها، يقوم الشاعر نظامي بخلق شخصيات نسائية خيالية تتميز بالاستقلالية وتتوق إلى الحرية.

وترجع فكرة إخراج هذه الأوبرا إلى المخرجة نادية كيالي، التي نجحت في تقديمها، بالتعاون مع الموسيقي نادر مشايخي، كعرض أول على خشبة مسرح أوسنابروك بألمانيا. ويقول مشايخي، الذي قام بالمزج بين العناصر الأوروبية والفارسية في موسيقاه، إنه أراد من خلال الأوبرا "إبراز اليأس الذي أصاب نظامي بعد موت آباك".

"ما أراه يمكن أن أراه بطريقة أخرى"

نادر مشايخي من مواليد العاصمة الإيرانية وهو يدير حاليا أوركسترا طهران السيمفوني. وقد قضى حوالي 28 عاما في فيينا، حيث عمل قائدا للأوركسترا ومؤلفا موسيقيا للموسيقى الحديثة. ويقول مشايخي إنه "تعرف على نفسه من خلال الموسيقى"؛ وهو ينتقد، في الوقت نفسه، وضع المرأة في إيران إذ من "غير المسموح لها بالغناء العلني أو رفع الأذان".

ويؤكد مشايخي أن الحرية وحق تقرير المصير يعتبران من المقاييس الهامة في حياة المجتمعات. ويرى الملحن الإيراني أن أوبرا نداء، التي ألف موسيقاها، تعتبر الخطوة الأولى على طريق الديمقراطية وتحقيق المساواة بين الجنسين. وهو يتمنى لو أنّ الإيرانيين يعلمون أن "الديمقراطية تبدأ قبل الانتخابات، قبل الذهاب إلى صناديق الاقتراع"، وأنّ عليهم أن يعلموا أيضا أنّ "ما أراه يمكن أن أراه بطريقة أخرى أيضا".

الكاتبة: ماجدلينا ملخرز/ هبة الله إسماعيل

مراجعة: أحمد حسو