1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

أهلا وسهلا "غوسبادين" بوتين في "روسرائيل"

الرئيس الروسي في زيارة تاريخية إلى إسرائيل والمناطق الفلسطينية والمراقبون يستبقون البادرة بتكهنات عن صعوبتها. والعلاقات الدافئة بين موسكو من جهة ودمشق وطهران من جهة أخرى في خضم الاهتمام.

https://p.dw.com/p/6ZTD
الرئيس الروسي بوتين (يمين) والرئيس الإسرائيلي كاتساف اليوم في إسرائيلصورة من: AP

لم تبالغ صحيفة "كاميرسانت" الروسية عندما وصفت زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإسرائيل اليوم الأربعاء بأنها زيارة تاريخية، فبوتين هو أول رئيس روسي تطأ قدماه الدولة العبرية. ولم تحتل زيارة رئيس الكرملين للشرق الأوسط افتتاحية اليومية الجدية فقط، بل أن معظم الصحف الروسية وضعتها على رأس اهتماماتها. وفي هذا الإطار تحدثت بعض الصحف عن العثرات التي تقف في طريقها مثل صفقة الأسلحة الروسية المزمع توقيعها مع سوريا والتعاون بين موسكو وطهران بخصوص البرنامج النووي الإيراني. يضاف إلى ذلك طلبات السلطات القضائية الروسية المتكررة من إسرائيل تسليم ليونيد نيفسلين أحد المقربين إلى ميشائيل خاضركوفسكي الرئيس السابق لشركة النفط الروسية العملاقة "يوكوس". يجدر ذكره أن الأخير يقبع في السجون الروسية بانتظار محاكمته بتهمة التورط في التهرب من دفع الضرائب، على حد قول النيابة الروسية العامة.

القاهرة أولاً بحكم عراقة العلاقات ونمو المصالح

Kairo Blick über den Nil
القاهرة التي لم يزرها مسؤول روسي أو سوفياتي بهذا المستوى منذ أكثر من أربعة عقود.صورة من: dpa

يرى مراقبون أن تعريج الرئيس الروسي على العاصمة المصرية قبل التوجه إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية لم يأتِ بالصدفة، إذ أن العلاقات الثنائية بين القاهرة وموسكو وُصفت دائما بأنها وثيقة وكانت مصر بجانب سوريا والعراق واليمن الجنوبي في فترة الحرب الباردة حليفا استراتيجيا للاتحاد السوفيتي. ولم تتأخر موسكو في حربي 1967 و1973 عن تقديم المساعدة للجيوش العربية في حربها مع الدولة العبرية. وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي بداية التسعينيات وتضاؤل سلطة الكرملين على صعيد السياسة الخارجية، يبدو أن الرئيس الروسي يولي بالدرجة الأولى اهتماما بتطوير العلاقات الاقتصادية مع الدول العربية .

إلى ذلك حدد المسؤول الروسي قبل توجهه إلى المنطقة في حديث مع الأهرام المصرية أولويات سياسة موسكو في منطقة الشرق الأوسط. وقد أكد على هذا الصعيد أن "إيجاد مناخ من الاستقرار يتيح تسوية النزاعات الإقليمية وإيجاد الظروف الملائمة لتطوير العلاقات الاقتصادية " على رأس أولويات السياسة الروسية في المنطقة. يشار إلى أن العلاقات التجارية بين مصر وروسيا بدأت مؤخرا تنتعش، وذلك بعد الركود الذي خيم عليها في العقود الماضية. ويلاحظ المراقبون تطور هذه العلاقات في مجالي السياحة والتجارة. ومن الجدير بالذكر هو أن آخر زيارة قام بها زعيم الكرملين إلى مصر كانت زيارة الرئيس السوفيتي السابق نيكيتا خروتشوف في عام 1964 لتدشين مشروع السد العالي.

سوريا وإيران في خضم المحادثات

Iran Luftaufnahme vom Atomanlage
صورة جوية للمنشأة النووية الإيرانية في اصفهانصورة من: DigitalGlobe

لم يأتِ تعليق كلام الرئيس الروسي على صفقة الأسلحة المقرر توقيعها مع دمشق بالقول إن الصواريخ الروسية المضادة للطائرات "ستريليتس" ستكون "مخصصة لمنع تنفيذ مقاتلات إسرائيلية هجمات ضد القصر الرئاسي في دمشق"، لم يأت ليدغدغ مشاعر المسؤولين الإسرائيليين، بل أن هذه الكلمات كادت تدخل العلاقات بين البلدين في مأزق. وعلى الرغم من تأكيد المسؤولين الروس وعلى رأسهم بوتين أن الصواريخ المشار إليها "لن تنتقل" بهذه السهولة التي يتحدث عنها الإسرائيليون إلى أيدي الفلسطينيين أو حزب الله، إلا أن الصفقة ستكون بالتأكيد في قمة المواضيع التي سيتطرق إليها الجانبان. أما ملف العلاقات بين موسكو وطهران بخصوص برنامج التسلح الإيراني، فإنه سيحتل هو أيضا حيزا كبيرا في محادثات الرئيس الروسي مع المسؤولين الإسرائيليين. وهنا أيضا تؤكد موسكو على أن الإيرانيين لن يستخدموا التقنية النووية الروسية في مجالات عسكرية، بل أن استخدامها سيقتصر على النواحي والمشاريع المدنية. ويؤكد الجانب الروسي كذلك دائما على أن التعاون بين الخبراء الروس والإيرانيين يخضع إلى رقابة وكالة الطاقة الذرية الشديدة.

أهلا وسهلا في "روسرائيل"

Russische Einwanderer in Israel
كشك في تل أبيب لبيع الصحف والمجلات الروسيةصورة من: dpa

إذا فكر الرئيس الروسي مساء اليوم في القيام باستراحة قصيرة يطلع فيها على آخر التطورات في بلاده، فإن الأمر لن يكون صعبا. عليه فقط فتح التلفزيون ليشاهد ثلاث قنوات تلفزيونية روسية على الأقل تبث برامجها عبر الكابل الإسرائيلي. ولا يقتصر الوجود الروسي في إسرائيل على القنوات التلفزيونية فحسب، إذ أن الإحصاءات تشير إلى صدور 50 صحيفة ومجلة في إسرائيل باللغة الروسية التي أصبحت منذ فترة طويلة اللغة الثالثة بعد العبرية والعربية. ووفقا لهذا الإحصاءات فإن عدد المهاجرين الذين ينحدرون من الاتحاد السوفيتي سابقا يبلغ أكثر من مليون نسمة، ليشكل هذا العدد أكثر من ربع مواطني الدولة العبرية. وفي مناطق مثل حيفا وأشدود يوجد حتى ميدان اسمه "الساحة الحمراء" نسبة إلى "كراسنيا بلوشاد" في موسكو. وتكتظ الأماكن العامة والمقاهي والشوارع بمهاجرين من أصل روسي. تجدر الإشارة إلى أن هناك هجرة عكسية يقوم بها يهود روسيا في السنوات الأخيرة إلى مسقط رأسهم روسيا، فالصعوبات الاقتصادية التي تعيشها إسرائيل إثر انتفاضة الفلسطينيين تثقل على الاقتصاد الإسرائيلي وتعمل على ارتفاع نسبة البطالة بشكل مطرد في سوق العمل الإسرائيلية. ويؤدي هذا الأمر في كثير من الأحيان إلى اضطرار أكاديميين يهود من أصل روسي إلى مزاولة أعمال بسيطة لا تتناسب مع تأهيلهم العلمي أو إلى الهجرة عائدين إلى وطنهم الأم.

ناصر جبارة