1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

أهداف إسرائيل غير "المعلنة" من حربها ضد حزب الله!

٢٧ سبتمبر ٢٠٢٤

بينما تقول إسرائيل إن هدف حربها الضارية على حزب الله هو إعادة سكان شمال إسرائيل إلى بيوتهم، يرى محللون أن هناك أسباب أخرى.

https://p.dw.com/p/4l7hT
فتى لبناني يفر مع قطته من نار الحرب
فتى لبناني يفر مع قطته من نار الحربصورة من: FADEL ITANI /AFP

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الاثنين (23 أيلول/سبتمبر 2024)، إن التصعيد الحالي في لبنان ضروري "للدفاع عن شعبنا ضد حزب الله". وأضاف: "يجب علينا التخلص من هذه الأسلحة لتمهيد الطريق لعودة آمنة لسكان شمال إسرائيل إلى منازلهم".

قبل نحو عام، اضطر حوالي 60 ألف إسرائيلي إلى إخلاء منازلهم عندما بدأت ميليشيا حزب الله المدعومة من إيران في لبنان بقصف المنطقة الحدودية في شمال إسرائيل.

وقال حزب الله، إن صواريخه تأتي في إطار "إسناد" حركة حماس الإرهابية في غزة التي قتلت حوالي 1150 إسرائيلياً واحتجزت حوالي 250 رهينة في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.

وردت إسرائيل بحملة قصف مدمرة وهجوم بري في غزة، ما أسفر عن سقوط 41534 قتيلاً على الأقل حتى الخميس (26 أيلول/سبتمبر 2024)، بحسب السلطات الصحية التابعة لحركة حماس، وهي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية.

"حرب شبه كاملة"

وفي الوقت نفسه، فإن عدد القتلى في لبنان آخذ في الارتفاع. وقد أدت الهجمات الإسرائيلية الحالية، فضلاً عن الانفجارات الأخيرة لأجهزة الاتصالات وواستهداف قادة في حزب الله، إلى مقتل أكثر من 600 شخص وإصابة نحو 1640 آخرين في جميع أنحاء لبنان، وفق السلطات اللبنانية. 

ووصف مسؤول الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الوضع بأنه "حرب كاملة تقريباً".

وترى سنام فاكيل، مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مركز الأبحاث "تشاتام هاوس" ومقره المملكة المتحدة، أن العملية العسكرية الحالية والتصعيد الخطير يخدمان بشكل أساسي "كمبرر أو غطاء لسعي إسرائيل لإعادة مواطنيها النازحين إلى ديارهم في الشمال".

ومن وجهة نظرها، فإن ثلاثة أهداف مختلفة هي التي تقف وراء الهجمات الإسرائيلية الحالية على لبنان.

وقالت لـ DW: "أولاً، تحاول إسرائيل فصل جبهتي غزة وحزب الله. إسرائيل لم تتمكن من تحقيق وقف إطلاق النار في غزة، ولم تتمكن من تحقيق اتفاق سلام مع حزب الله بسبب غزة".

الصراع بين إسرائيل وحزب اللـه - المدنيون في مرمى النيران المتبادلة

وفي الوقت نفسه، فإن ما يسمى بـ"محور المقاومة"، والذي يتكون من إيران وميليشيات متعددة مثل حزب الله وحماس والحوثيين في اليمن الذين يعتبرون إسرائيل والولايات المتحدة أعداء لهم، يركز على توحيد قواته والضغط على إسرائيل في وقت واحد، حسب وجهة نظرها.

حرب لبنان الثانية

وأضافت الباحثة: "ثانياً، بالطبع، تواجه إسرائيل تهديداً أمنياً دائماً من حزب الله في لبنان".

في عام 2006، انتهت الحرب التي استمرت لمدة شهر بين حزب الله وإسرائيل، والتي أطلق عليها اسم حرب لبنان الثانية بعد حرب لبنان الأولى بين عامي 1982 و1985، بقبول قرار الأمم المتحدة رقم 1701.

وكانت الشروط هي وقف فوري لإطلاق النار، ونشر القوات اللبنانية وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان، وانسحاب جيش الدفاع الإسرائيلي وحزب الله من نفس المنطقة، فضلاً عن نزع سلاح حزب الله.

بيد أن حزب الله لم ينسحب إلى نهر الليطاني اللبناني، الذي يقع على بعد حوالي 40 كيلومتراً شمال الحدود، ولم تتخل الميليشيا الشيعية عن سلاحها. وفي السنوات التي تلت ذلك، وبدعم من إيران، تضاعف عتاد وعدد مقاتلي حزب الله، ما يعزز المخاوف من أن مقاتلي حزب الله قد يختطفون في المستقبل مواطنين إسرائيليين.

وعلقت سنام فاكيل: "إن إسرائيل تسعى [مرة أخرى] إلى إجبار حزب الله على قبول قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701".

الدفاع الجوي الإسرائيلي يتصدى لصواريخ حزب الله
الدفاع الجوي الإسرائيلي يتصدى لصواريخ حزب اللهصورة من: Baz Ratner/AP/picture alliance

حرب لبنان صرفت الاهتمام عن حرب غزة

وتابعت سنام فاكيل "ثالثاً، مع هذه العملية في لبنان، لا اهتمام بغزة".

وأشارت إلى أنه بعد مرور عام تقريباً على بدء الحرب في غزة، تحول التركيز الدولي عن القطاع، على الرغم من القتال المستمر في غزة واستمرار حماس في احتجاز ما يزيد عن 90 رهينة.

وأردفت سنام فاكيل: "ليس لدى إسرائيل استراتيجية لانتشال نفسها من غزة ولم توضح ما تخطط له لليوم التالي وهي بالتأكيد ليست مهتمة بعملية سلام مع الفلسطينيين".

ومن وجهة نظرها فإن الحرب في لبنان "هي إلهاء عن غياب الإستراتيجية في غزة".

الغزو البري للبنان قد يغير قواعد اللعبة

وفي الوقت نفسه، بدأ صبر الشعب الإسرائيلي ينفد على نحو متزايد. وتتزايد الضغوط على نتنياهو للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتأمين عودة الرهائن.

وقال لورينزو ترومبيتا، محلل شؤون الشرق الأوسط المقيم في بيروت ومستشار لوكالات الأمم المتحدة، لـ DW: "من وجهة نظر إسرائيلية، فإن الضغط السياسي الداخلي مرتفع للغاية ويزداد حدة أسبوعاً بعد أسبوع".

ويفترض الخبير أن التوصل إلى الإجماع عليها أصبح خطوة أساسية بالنسبة للحكومة الإسرائيلية. وقال ترومبيتا إن إحدى الطرق لتحقيق ذلك يمكن أن تكون من خلال توفير الأمن لشمال إسرائيل. ولكنه أضاف "لكن من الصعب القول ما إذا كانت إسرائيل ستتمكن من تحقيق ذلك".

وتساءل لورينزو ترومبيتا : "من يدري ما إذا كانت العملية البرية الإسرائيلية ستبدأ أو متى ستبدأ؟ وبأي طريقة سترد إيران إذا كان حزب الله على وشك الهزيمة الكاملة أمام إسرائيل؟"

وتعتبر دول عديدة حزب الله اللبناني، أو جناحه العسكري، منظمة إرهابية. ومن بين هذه الدول الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا ودول أخرى. كما حظرت ألمانيا نشاط الحزب على أراضيها في عام 2020 وصنفته كـ "منظمة إرهابية".

أعده للعربية: خ.س

Jennifer Holleis
جنيفر هولايس محررة ومحللة تركز على منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا