أنقرة تبدي مزيداً من المرونة في موقفها من المسألة القبرصية
٧ ديسمبر ٢٠٠٦اقترحت تركيا فتح مرفأ ومطار أمام السفن والطائرات القبرصية اليونانية لمدة سنة واحدة، ريثما يتم التوصل إلى تسوية شاملة للقضية القبرصية. جاء ذلك على لسان المتحدث بإسم الرئاسة الفنلندية للإتحاد الأوروبي ميكو نوروس، الذي أضاف أن "تركيا تقدمت بهذا العرض يوم الأربعاء، 6 كانون الأول/ديسمبر 2006، في محاولة منها لتجاوز إحدى العقبات الأساسية التي تقف في طريق مفاوضات انضمامها للاتحاد الأوروبي. وفي تصريح له قال نوروس ان أنقرة وجهت رسالة إلى الحكومة الفنلندية، التي تتولى حالياً الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، تضمنت موافقتها على رفع جزئي للحظر الذي تفرضه أنقرة على حركة النقل القبرصي اليوناني. وجاء الاقتراح التركي مقروناً بتحريك المفاوضات اعتباراً من الأول من كانون الثاني/يناير 2007 برعاية الأمم المتحدة، بغية التوصل إلى حل في قضية إعادة توحيد الجزيرة القبرصية بحلول 31 كانون الأول/ديسمبر 2007. الجدير بالذكر ان غالبية القبارصة اليونانيين قد رفضت في استفاء أُجري في نيسان/أبريل 2004 خطة سلام أممية شاملة من أجل تسوية تلك المسألة.
الاتحاد الأوروبي يدرس المقترح التركي
وتأتي هذه الخطوة قبيل الاجتماع الأوروبي الموسع للتباحث بشأن مستقبل المفاوضات مع تركيا واستعدادها لتلبية الشروط، التي يضعها الإتحاد الأوروبي أمام انضمامها له. وفي تطور لاحق وصف مصدر في الرئاسة الفنلندية للاتحاد الأوروبي المقترح التركي "بالبناء جداً"، مضيفاً أن أنقرة تنتظر بالمقابل بادرة أوروبية لإنهاء العزلة الدولية لجمهورية شمال قبرص التركية، التي لا تعترف بها سوى أنقرة. الجدير بالذكر ان المفوضية الأوروبية أوصت الأسبوع الماضي بتعليق جزئي لمفاوضات الانضمام، التي بدأت في تشرين الأول/أكتوبر 2005. وفي هذا السياق تتباين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي حول خيار التجميد الجزئي، الذي ترفضه أنقرة.
ترحيب ألماني
من ناحية أخرى رحب وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير بالمقترح التركي، الذي قد يشكل خطوة إلى الأمام باتجاه اعتراف أنقرة بقبرص وتجاوزاً لإحدى العقبات الرئيسية أمام المفاوضات بين الجانبين. وفي هذا السياق قال شتاينماير: "يبدو ان هناك استعداداً تركياً حذراً لتقديم بعض التنازلات." كما أكد شتاينماير على ان هذه "الاقتراحات البناءة يمكن ان تشكل عاملاً إيجابياً" في محادثات رؤساء حكومات دول الاتحاد الأوروبي وزراء خارجيتها في بروكسل مطلع الأسبوع القادم حول استمرار المفاوضات مع تركيا. من جانب آخر أعتبر وزير الخارجية الهولندي بن بوت ان تركيا أثبتت بهذه الخطوة "استعدادها لتحقيق تقدم على الصعيدين الخارجي والداخلي" فيما يتعلق بشروط انضمامها للاتحاد الأوروبي.
ترقب يوناني
ومن جانبها أعربت الحكومة اليونانية عن ريبتها من المقترح التركي واستعداد أنقرة للتوصل لتسوية شاملة للمسألة القبرصية، إذ صرح المتحدث بإسم الخارجية اليونانية غيورغيوس كوموتساكوس اليوم الخميس في أثينا: " إن المعلومات المتوفرة عن العرض التركي ما تزال غير واضحة". إضافة إلى ذلك أكد كوموتساكوس على ضرورة تنفيذ بنود بروتوكول أنقرة، الذي ينص على فتح جميع الموانئ والمطارات التركية أمام السفن والطائرات القبرصية، كأحد الشروط الرئيسية لانضمام تركيا للإتحاد الأوروبي.