أنباء عن حراك غربي لحل الأزمة في اليمن..وصالح يلوح بنقل السلطة لنجله

أكد مصدر دبلوماسي غربي رفيع لوكالة فرانس برس اليوم الأحد (20 تشرين الثاني / نوفمبر) أن الوسطاء الغربيين يفكرون في الدفع باتجاه حل سياسي في اليمن من خلال "صفقة مباشرة" بين الرئيس اليمني علي عبد الله صالح وخصميه العسكري اللواء علي محسن الأحمر والقبلي الشيخ حميد الأحمر. وذكر المصدر أن "الصفقة" ليست لتجاوز المبادرة الخليجية بل "لتفعيل الضمانات، التي تنص عليها المبادرة ولم يشملها قرار مجلس الأمن، فيما يمكن أن يتم ذلك من خلال المنظومة القبلية اليمنية".

وأضاف المصدر الدبلوماسي "نحن بحاجة لصفقة بين الأطراف الثلاثة"، لافتا إلى أن هناك "ثلاثة سيناريوهات لا ثالث لهما لليمن". وقال "أولا، إما أن تبقى الأوضاع على ما هي عليه، أي معلقة، ويستفيد أمراء الحرب والأزمة في السلطة والمعارضة من خلال تعزيز مواقعهم". أما السيناريو الثاني فهو بحسب المصدر "أن يلجأ الوسطاء الغربيون إلى صفقة سياسية مباشرة بين الرئيس ونجله واللواء المنشق علي محسن الأحمر والشيخ حميد الأحمر"، وهو من أهم قياديي التجمع الوطني للإصلاح (إسلامي) في المعارضة.

أما السيناريو الثالث فهو "أن تنزلق البلاد إلى الحرب في ضوء شعور صالح بالتفوق العسكري على خصومه". وأكد المصدر الدبلوماسي الغربي بالقول: "لن نسمح بان تتجه الأوضاع في اليمن إلى الوجهة التي تضر بمصالحنا لاسيما أن أي حرب أو أعمال عنف سيكون المستفيد الأول منها تنظيم القاعدة".

مسؤول حكومي: نائب صالح سيوقع المبادرة الخليجية

وتزامنت هذه الأنباء مع نشر صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية لتصريح السكرتير الإعلامي للرئيس اليمني أحمد الصوفي مفاده أن الحزب الحاكم قد اتخذ قرارا بأن يوقع عبد ربه هادي منصور نائب الرئيس على المبادرة الخليجية، ويوقع ممثلون عن الحزب الحاكم على الآلية التنفيذية. وقد سبق لمسؤولين يمنيين أن أكدوا أن التوقيع أصبح قريبا، إلا أن الأمور كانت تعود إلى مربع الصفر. وذكر الصوفي في تصريح للصحيفة :"لبى رئيس الجمهورية كل اشتراطات المعارضة في هذا الخصوص، ومنها أن النائب وليس رئيس الجمهورية هو الذي يصدر قرارا بتشكيل حكومة الوفاق الوطني، كما أن الحكومة المشكلة ستؤدي اليمين الدستورية أمام النائب وليس أمام الرئيس، استجابة لرغبة المعارضة".

وكان الرئيس علي عبد الله صالح أعلن أمس السبت خلال زيارته للواء الرابع التابع للحرس الجمهوري أنه سيوكل إدارة البلاد إلى الجيش في حال ترك السلطة كما تطلب منه المعارضة. وقال صالح أمام جنود من الحرس الجمهوري "نحن في رئاسة الدولة مستعدون أن نضحي من أجل الوطن ولكن ستبقون أنتم، فأنتم موجودون حتى لو تخلينا عن السلطة، فأنتم السلطة، أنتم السلطة وأنتم صمام أمان الثورة...". وفسر البعض هذا التصريح أن صالح ينوي نقل السلطة إلى الحرس الجمهوري الذي يقوده نجله أحمد أو ربما إلى الجيش، بينما فهم البعض خطاب صالح ورياه للجيش استعراض للقوة.

تأجيل اجتماع مجلس الأمن بشأن اليمن

هذا، وتقرر تأجيل الاجتماع، الذي كان يفترض أن يعقده مجلس الأمن الدولي غدا الاثنين حول الأزمة اليمنية، إلى 28 من الشهر الجاري، وفق ما صرح الأحد مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر لوكالة فرانس برس.

ميدانيا، قال مسؤول محلي إن مقدما في الجيش اليمني قتل برصاص مسلحين في مدينة المكلا الساحلية في محافظة حضرموت المضطربة بجنوب البلاد في وقت متأخر من مساء أمس السبت. وقال المسؤول إن أحد المرافقين للأرضي أصيب في الهجوم وأن المهاجمين تمكنوا من الفرار.

وشهد جنوب اليمن اشتباكات بين الجيش ومتشددين على صلة بتنظيم القاعدة سيطروا على عدد من البلدات خلال اضطرابات مستمرة منذ عشرة أشهر واحتجاجات تطالب برحيل الرئيس علي عبد الله صالح الذي ظل يحكم البلاد طوال 33 عاما.

(ش.ع / د.ب.أ / أ.ف.ب / رويترز)