1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ألمانيا وانتخابات تركيا.. خمسة أعضاء بالبوندستاغ يعلقون

١٠ مايو ٢٠٢٣

نواب ألمان ذوو أصول تركية، ينظرون إلى انتخابات تركيا على أنها "ساعة مصيرية" بالنسبة لتركيا، ويعلقون آمالا كبيرة عليها، ويرون أنها فرصة كبيرة للمعارضة والتغيير في تركيا. فعلى ماذا يبنون رأيهم وآمالهم؟

https://p.dw.com/p/4R5Wt
صورة مركبة لمرشح المعارضة التركية كمال كليجدار أوغلو والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
انتخابات مصيرية في تركيا.. هل ينهي مرشح المعارضة كليجدار أوغلو عهد أردوغان؟صورة من: Murat Kula/Sercan Kucuksahin/AA/picture alliance

تشهد تركيا يوم الأحد القادم انتخابات عامة تشريعية ورئاسية هي الأهم والأكثر إثارة منذ عقود، وهو ما يتفق عليه خمسة من أعضاء البرلمان الألماني (بوندستاغ) ثلاثة منهم ذوو أصول تركية. فهل تنهي هذه الانتخابات عهد الرئيس رجب طيب أردوغان، أم أنّ الأمر لن يحسم في الجولة الأولى وستكون هناك جولة انتخابات ثانية بعد أسبوعين؟

فالرئيس التركي أردوغان الذي يتجه أكثر في منحى استبدادي ويُنتقد بشدة بسبب انتهاكات حقوق الإنسان والتعسفوالفساد، يزداد عبئه أكثر، حسب هؤلاء.

"الأمل لم يكن كبيرا كما هو الآن"

نعم هذا يبدو ممكنا، ولهذا اختار النواب خطوة غير عادية: حيث عقد ممثلو كل الكتل النيابية في البرلمان الألماني، باستثناء كتلة حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي، مؤتمرا صحفيا أول أمس الاثنين (08 مايو/ أيار 2023) في برلين. و

لخص أتاش غوربينار، نائب رئيس حزب اليسار، لـ DW وجهة نظر النواب الخمسة بالقول "الأمل لم يكن كبيرا كما هو الآن، بأن عهد أردوغان يصل إلى نهايته. لكننا متخوفون أيضا، حيث هناك الآن اعتقالات كما وقعت هجمات، وأيضا هناك مخاوف من الغش والتلاعب بالانتخابات. لكن لدينا الأمل أيضا بأن تركيا يمكن أن تشهد تغييرات كبيرة".

منافسة شديدة هذه المرة 

إذا جاءت نتائج الانتخابات كما تتوقع الكثير من استطلاعات الرأي، فسيكون هناك اسم جديد في تركيا، إنه منافس أردوغان الذي يدعى كمال كليجدار أوغلو (74 عاما)، الذي كان ينظر إليه كسياسي من الماضي، ولم يفز بأي انتخابات مهمة. لكنه نجح الآن في تشكيل تحالف من ستة أحزاب مختلفة. تحالف لديه فرصة للفوز بالانتخابات البرلمانية والرئاسية التي تجرى بالتوازي في نفس الوقت.

كذلك عمدة إسطنبول أكرم إمام اوغلو وعمدة أنقرة منصور يفاش، اللذين يتمتعان بشعبية كبيرة، هما أيضا يدعمان كليجدار أوغلو في هذه الانتخابات. ومن المرجح أن الانتخابات الرئاسية على الأقل لن تحسم في الجولة الأولى.

النائب الألماني من اصل تركي أتاش غوربينار، حزب اليسار المعارض.
النائب الألماني أتاش غوربينار يرى أن فرصة المعارضة التركية للفوز لم تكن كبيرة كما هي عليه الحال اليوم.صورة من: Maresa Jung

الموضوع الرئيسي في تركيا: الاقتصاد والتضخم

ما هي أسباب تقدم المعارضة وحظوظها الجيدة في هذه الانتخابات؟ إنه الوضع لاقتصادي السيء والتضخم الكبير الذي وصل إلى 80 بالمائة، و50 بالمائة حسب البيانات الحكومية الرسمية. وهذا هو السبب الرئيسي والأكبر للمزاج السيء للناخبين وتراجع التأييد لأردوغان.

لكن في ألمانيا وكما في بلدان أخرى، يشار إلى خيبة أمل الناس في تركيا بسبب المساعدات البطيئة التي تم تقديمها لضحايا كارثة زلزال 6 شباط/ فبراير.

تباين الرأي بالنسبة إلى مساعدات الزلزال

النائبة ذات الأصول التركية سراب غولر، من كتلة حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي (معارضة)، زارت المناطق التي ضربها الزلزال، لا تستطيع أن تحكم بشكل عام على المساعدات، وتشير في حوار مع DW إلى أن الهلال الأحمر التركي وزع في إحدى المحافظات التي ضربها الزلزال 900 ألف وجبة طعام في اليوم.

كما أعلنت الحكومة التركية أنها ستعيد بناء الكثير من المباني خلال عام واحد.

وتقول غولر عن زيارتها إلى منطقة الزلزال "كان لدي تصور بأنني سأقابل هناك فقط أناسا غاضبين، لكنني لا أستطيع تأكيد ذلك. إذ يقول كثيرون: هذه أزمة كبيرة، وبالتالي لا نستطيع أن نترك دفة القيادة لشخص عديم الخبرة".

الحملة الانتخابية في ألمانيا!

تظل المأساة الاقتصادية على الأقل بعد سنوات طويلة من النمو. ويبدو أن الشباب التركي، خصوصًا الفتيات والشبان الأتراك الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و25 عامًا، قد فقدوا الأمل في التحسن. وفقًا للاستطلاعات، يعلن فقط بين 17 و20 في المئة منهم رغبتهم في اختيار أردوغان.

 لكن ماذا عن 1,5 مليون ناخب ذي أصول تركية يعيشون في ألمانيا؟ لمن سيصوتون حسب رأي نواب البوندستاغ؟

النواب الخمسة أشاروا إلى حملات انتخابية أكثر هدوءا وأقل صخبا في ألمانيا مقارنة بحملة أردوغان عام 2018، حيث نظم حزبه، العدالة والتنمية، العديد من التجمعات الانتخابية الكبيرة في ألمانيا.

لكن هذه المرة فرضت السلطات الألمانية شروطا أكثر صرامة بالنسبة للحملات الانتخابية. ماكس لوكاس من كتلة حزب الخضر ورئيس المجموعة البرلمانية الألمانية – التركية يقول إن الحملات الانتخابية التركية في ألمانيا "كانت هذه المرة تحت المراقبة".

هل يمكن للمعارضة أن تحشد الناخبين في ألمانيا؟

الجديد هو أن الناخبين الأتراك في ألمانيا بدأوا الاقتراع مسبقا ويمكنهم الاقتراع حتى منتصف هذا الأسبوع. النائب أتاش غوربينار، اقترع في القنصلية التركية في فرانكفورت، وأشار إلى وجود طابور طويل أمام القنصلية. وحتى الآن نسبة الاقتراع في هذه الانتخابات أكبر بنحو 23 نقطة من انتخابات 2018، التي شارك فيها نحو نصف الناخبين فقط، وصوت حينها أكثر من 60 بالمائة من الأتراك المقيمين في ألمانيا لصالح أردوغان.

لكن هل حشدت المعارضة الناخبين هذه المرة أكثر مما فعلته في انتخابات 2018؟ وهل هو سبب نسبة المشاركة الأكبر هذه المرة؟ النواب الخمسة يأملون في ذلك.

 سراب غولر من كتلة الاتحاد المسيحي الديمقراطي المعارض في البوندستاغ.
النائبة الألمانية سراب غولر ترى أنه يجب عدم الدعاية للمعارضة التركية في ألمانيا.صورة من: picture alliance/dpa

"على الناس انتخاب الديمقراطية"

هناك آراء مختلفة لدى الأحزاب، فيما يتعلق بدعوة الساسة الألمان الناخبين إلى انتخاب تحالف المعارضة التركية. رئيسة حزب الخضر، ريكاردا لانغ، فعلت ذلك. لكن النائبة سراب غولر، ترى أن على الساسة الألمان توخي الحذر، وعدم منح أردوغان الفرصة ليقدم نفسه كضحية للأعداء في الخارج.  وتقول غولر لـ DW "يكفي أنه ينبغي للناس أن يصوتوا للديمقراطية في تركيا".

والنواب الألمان الخمسة متفقون على أنه يجب أن يكون رد فعل ألمانيا سريعا إذا فازت المعارضة فعلا في الانتخابات التركية.

أمل في تسهيل الفيزا!

المحامي والنائب البرلماني في كتلة الحزب الاشتراكي، مجيد قره أحمد أوغلو، الذي هاجر من تركيا إلى ألمانيا مع عائلته حين كان في الحادية عشرة، أعد لـ DW قائمة إجراءات ينبغي اتخاذها خلال أول 100 يوم من بداية مجئ حكومة جديدة في تركيا، حسب رأيه.  ومن هذه الإجراءات "تسهيل الحصول على التأشيرة، أنا كمحامي عرفت الكثير من الناس، مثل الفنانين الذين يريدون المجيء إلى ألمانيا لإقامة حفلات، أو أناس يريدون فقط زيارة أصدقائهم هنا". إنها مضايقة، حين ينبغي عليك انتظار أسابيع وأشهر للحصول على موعد لطلب الفيزا من القنصليات الألمانية في تركيا.

المستشار الألماني أولاف شولتس والرئيس التركي في أنقرة 14.03.2022
أردوغان شريك صعب للغرب.. هل اقتربت نهاية عهده؟صورة من: Michael Kappeler/dpa/picture alliance

ويجب الإسراع أيضا بتوسيع الاتحاد الجمركي بين ألمانيا وتركيا أيضا حسب أحمد أوغلو. ويضيف "الإشارات مهمة: حيث يمكن مثلا للمستشار الألماني أولاف شولتس أن يزور تركيا خلال أول 100 يوم، من أجل دعم الحكومة الجديدة".

لكن النواب الألمان الخمسة ينتظرون الآن انتخابات يوم الأحد ونتائجها أولا، بعضهم سيشارك في مراقبة الانتخابات في تركيا ضمن وفد مراقبي مجلس أوروبا.

ويرى النائب ينس تويترينه، من كتلة الحزب الليبرالي، أنه بغض النظر عن نتائج الانتخابات، تبقى تركيا دولة استقطاب ذات مشاكل كبيرة. لكن المهم الآن، أن تعاود أنقرة التوجه إلى الغرب والديمقراطية. وكذلك يأمل النواب الخمسة، ألا يعرقل أردوغان انتقالا سلميا للسلطة، في حال خسر الانتخابات.

ينس توراو/ عارف جابو