1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ألمانيا: حلم سياسية مهاجرة باختراق معقل لليمين المتطرف

٢٣ سبتمبر ٢٠٢٤

في ظل المعركة المحتدمة في الانتخابات المحلية في ولاية براندنبورغ التي جرت الأحد 22 سبتمبر أيلول 2024، ترشحت سياسية مهاجرة من الكاميرون في مدينة كوتبوس أحد أكبر معاقل اليمين المتطرف والشعبوي في عموم البلاد.

https://p.dw.com/p/4kiJo
تضع أويمو ملصا انتخابيا كوتبوس
تعد أدلين أبيمنوي أويمو المرشحة السوداء الوحيدة في منطقتهاصورة من: Frank Hammerschmidt/dpa/picture alliance

يمكن للمتجول في شوارع مدينة كوتبوس الواقعة في شرق المانيا رؤية ملصقات انتخابية لسياسية سوداء البشرة وعلى وجهها ترتسم ابتسامة مع عبارة (Miteinander) وتعني بالعربية "معاً". وتقترن مدينة كوتبوس في النشرات الإخبارية اليوم بالحديث عن التطرف اليميني والهجمات العنصرية.

وتعد أدلين أبيمنوي أويمو، وهي سياسية وُلدت في الكاميرون وتنتمي إلى الحزب المسيحي الديمقراطي، المرشحة السوداء الوحيدة في منطقة لوساتيا لخوض انتخابات برلمان ولاية براندنبورغ التي ستُجرى في الثاني والعشرين من سبتمبر/أيلول الجاري.

وتشهد ولايات شرق ألمانيا خلال السنوات الأخيرة تحولاً في توجه الناخبين بشكل متزايد نحو أحزاب شعبوية، ما يعني أن مهمة أدلين أبيمنوي أويمو لن تكون بالسهلة. وبالمثل لن يكون الفوز بالانتخابات بالأمر الهين بالنسبة للأحزاب الراسخة مثل الحزب المسيحي الديمقراطي أحد ثلاثة أحزاب تشكل الائتلاف الحاكم بالولاية إلى جانب الحزب الاشتراكي الديمقراطي و حزب الخضر.

وهزم الحزب الاشتراكي الديموقراطي الألماني بزعامة المستشار أولاف شولتس بفارق ضئيل حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف بولاية براندنبورغ التي كانت جزءا من ألمانيا الشرقية. وحصل الاشتراكيون الديمقراطيون على نحو 31 في المئة من الأصوات، بفارق طفيف عن حزب البديل من أجل ألمانيا المناهض للهجرة والذي حصل على نحو 29 في المئة، وفق استطلاعين للرأي أجرتهما المحطتان الإذاعيتان العامتان الرئيسيتان.

 

وفي مقابلة مع DW، قالت أدلين أبيمنوي أويمو: "أنا قلقة، لكن لم أصل بعد إلى مرحلة الخوف. فشتان بين القلق والخوف. عندما نشعر بالقلق، فيمكن أن يدفعنا ذلك إلى إيجاد الحلول".

صورة تجمع بين أدلين أبيمنوي أويمو ورئيس حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي في ولاية براندنبورغ يان ريدمان
عقب تعرضها لاعتداء عنصري، حصلت أدلين أبيمنوي أويمو على دعم كبير من سكان كوتبوس خاصة من حزبها الحزب الاتحاد المسيحي الديمقراطيصورة من: Frank Hammerschmidt/dpa/picture alliance

"معاً"...ليس مجرد شعار

وأضافت "يتعين علينا البدء في الحديث مع الناس، وربما تتاح لنا فرصة إقناع شخص ما بأن لدينا أفكار جيدة ويمكننا تمثيله".

بيد أن الجميع ليس منفتحاً على الحديث؛ إذ حدثت واقعة في يوليو/تموز الماضي عندما تعرضت أدلين أبيمنوي أويمو لإساءة عنصرية من سيدة بينما كانت تعلق ملصقات انتخابية. ولم يتوقف الأمر على ذلك، بل قِيل إن السيدة اعتدت على أدلين أبيمنوي أويمو عندما حاولت الأخيرة الكلام معها، ما أوجب نقلها إلى المستشفى للعلاج.

وعلقت الشابة بالقول: "استغرب حدوث (اعتداء) من هذا القبيل. شخصياً لم أتعرض لهذا النوع من العنصرية خلال الـ 22 عاماً التي عشتها في كوتبوس". ورغم رباطة جأشها، إلا أنها تشعر ببعض الضيق عندما تستدعى من ذاكرتها هذا الاعتداء. وفي ذلك، قالت "الهجوم الذي حدث لي، يمكن أن يحدث لأي شخص. ولكن لا ينبغي للمرء أن يتجاهل الجانب الإيجابي لمدينة كوتبوس".

وليس الحادث التي تعرضت له السياسية غير مألوف الوقوع؛ إذ تعد المدينة أحد أكبر معاقل اليمين المتطرف، لكنه كان نقطة تحول في حياة أدلين أبيمنوي أويمو السياسية.

الرحلة من الكاميرون إلى ألمانيا

وُلدت أويمو في مدينة كومبا الناطقة باللغة الإنجليزية في الكاميرون لتنتقل إلى مدينة كوتبوس عام 2002 للدراسة في جامعة براندنبورغ للتكنولوجيا. وفي بداية عهدها بألمانيا، شعرت أويمو بالاغتراب في كوتبوس؛ إذ مازالت تتذكر حضورها قداس بكنيسة كاثوليكية حيث لم تكن تفهم كلمة واحدة من اللغة الألمانية.

وعلى وجهها الابتسامة، قالت "حاول الكثير من الحضور في الكنيسة مساعدتي ودعمي. لم أدرس اللغة الألمانية قط. اللغة الألمانية التي أتحدثها اليوم تعلمتها من سكان كوتبوس".

وقالت أويمو، التي تُعرف نفسها الآن على أنها مواطنة من كوتبوس، إنها حصلت على مساعدة في كل مرحلة من مراحل حياتها بالمدينة خاصة عندما شرعت بحياتها الأسرية والمهنية وهو ما دفعها إلى السعي إلى رد الجميل. وأضافت أن تجربتها كمهاجرة يمكن أن تضيف الكثير إلى النقاش الحالي بشأن قضية الهجرة في ألمانيا.

وأشارت إلى أنها تؤيد الهجرة المنظمة: "إذا كنا نبحث عن عمال مهرة ومتدربة، على سبيل المثال الحرفيين والنجارين والأطباء والممرضات، فنحن بحاجة إلى ضمان سرعة دخولهم سوق العمل وتعليمهم اللغة الألمانية".

ومنذ عام 2018، أصبحت أدلين أبيمنوي أويمو عضواً في "المجلس الاستشاري للاندماج والهجرة بمدينة كوتبوس".

تعد كوتبوس من ثاني أكبر مدينة في ولاية براندنبورغ بعد بوتسدام
تعد كوتبوس من ثاني أكبر مدينة في ولاية براندنبورغ بعد بوتسدامصورة من: Chiponda Chimbelu/DW

اللاجئون وأوكرانيا

ويقول بعض الخبراء إن تصاعد الجدل عن الهجرة ربما ساعد جزئياً في ارتفاع شعبية حزب "البديل" وتحالف سارة فاغنكنيشت اليساري الشعبوي المطالب بتشديد سياسة الهجرة. وحقق الحزبان مكاسب كبيرة في الانتخابات المحلية الأخيرة التي جرت في  شرق ألمانيا؛ إذ حصل حزب البديل على أكبر تأييد في تورينغن واحتل المركز الثاني في سكسونيا، بينما احتل تحالف سارة فاغنكنيشت المركز الثالث في الولايتين.

وفي كوتبوس، تواجه أدلين أبيمنوي أويمو منافسة من لارس شيسكي، وهو سياسي من حزب البديل، فيما يرى البعض في المدينة أن الحكومة يجب أن تنفق على ألمانيا والألمانيا، لا على اللاجئين وأوكرانيا.  وقال مسن متقاعد: "شعبية حزب البديل هي ضربة موجعة للأحزاب القائمة. أنا لا أتفق مع سياسات [الائتلاف الحاكم] والأحزاب القائمة".

وفي تعليقها، قالت أدلين أبيمنوي أويمو إنها تتفهم شعور بعض الناخبين بالإحباط، مضيفة "كانت هناك توقعات كثيرة لم تتحقق بعد. وفي هذه المنطقة، ثار الكثير من النقاش بشأن التخلص التدريجي من الفحم مما أدى إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل".

لقاء بين أدلين أبيمنوي أويمو وناخبين
تستند حملة أدلين أبيمنوي أويمو الانتخابية، على شعار "معا"صورة من: Chiponda Chimbelu/DW

كوتبوس.. فرص جديدة

وتقع كوتبوس على بعد حوالي 120 كيلومتراً جنوب برلين وتعد أكبر مدينة في منطقة لوساتيا التي كانت ذات يوم أهم مورد للفحم والطاقة فيما كان يُعرف سابقا بـ "ألمانيا الشرقية"، لكنها أصحبت اليوم واحدة من أفقر المناطق في ألمانيا وتتلقى مئات الملايين لدعم تخليها عن الوقود الأحفوري.

وقد زار المستشار أولاف شولتس المنطقة في يونيو/ حزيران الماضي لوضع حجر الأساس لجامعة لوساتيا الطبية التي ستكون أكبر مستشفى جامعي في براندنبورغ. وقبل ذلك، زار شولتس براندنبورغ لافتتاح مصنع جديد للسكك الحديدية في يناير/ كانون الثاني بالتزامن مع تنظيم مزارعون احتجاجاً مناهضاً للحكومة خارج المصنع.

وتتمحور رسالة أدلين أبيمنوي أويمو الانتخابية حول الفرصة الجديدة لجعل كوتبوس أكثر جاذبية سواء للسكان أو الوافدين الجدد، قائلة: "سيكون هناك سوق عمل كبير يسمح للناس بالعمل ليتمكنوا من العيش والتواصل مع بعضهم البعض".

أعده للعربية: محمد فرحان

 

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد