ألمانيا ترفض استقبال لاجئين تونسيين في إيطاليا وتكتفي بمائة من مالطا
١١ أبريل ٢٠١١يتابع أحمد السيد بحميّة هذه الأيام الأخبار الواردة من المنطقة العربية، خصوصا بعد أن وصلت الاحتجاجات إلى بلده سوريا. ففي عام 1984 هرب من بلده إلى ألمانيا بعد اعتقاله كمعارض لحزب البعث الحاكم مرتين دون سبب ما. أما اليوم فلم يعد الأمر سهلا على الحكومات المستبدة إخفاء ما يحصل بفضل وجود الانترنت والتلفزيون ووسائل الإعلام على حد قوله. لكن التحول السياسي الذي تشهده المنطقة يدفع أيضا العديد من العرب إلى طلب اللجوء إلى أوروبا كما فعل الشاب أحمد السيد قبل 27 سنة.
ألمانيا ترفض اللجوء الاقتصادي
وفي الوقت الذي تناقش فيه دول الاتحاد الأوروبي كيفية التعامل مع اللاجئين من شمال أفريقيا، تستعد الهيئات المسؤولة في ألمانيا لاستقبال قسم قليل منهم. فقد اتفق وزراء داخلية الاتحاد الأوروبي في بروكسيل اليوم الاثنين (11 أبريل/ نيسان) على تقاسم نحو ألف لاجئ تونسي وإفريقي وصلوا إلى مالطا بهدف رفع الضغط عن الجزيرة الصغيرة المحدودة الإمكانات فيما رفضوا في المقابل تقاسم اللاجئين الذي وصلوا إلى جزيرة لامبيدوزا الإيطالية.
وقبلت ألمانيا باستقبال 100 لاجئ من مالطا تجري الترتيبات اللازمة لهم من قبل المكتب الاتحادي للهجرة واللجوء. وأعلن الناطق الرسمي باسم الحكومة الألمانية، شتيفان زايبرت، اليوم أيضا بصورة حازمة أن برلين ترفض استقبال لاجئين من تونس رغم تفهمها لوضعهم. وأوضح ويزر الداخلية الاتحادي هانس بيتر فريدريش أن ألمانيا لا تقبل لاجئين لأسباب اقتصادية.
وكان مانفرد شميدت، رئيس المكتب الاتحادي للهجرة واللجوء، قد أبدى أخيرا الاستعداد لتقديم المساعدة الإنسانية في حال قرر الاتحاد الأوروبي إرسال لاجئين إلى ألمانيا علما أن هيئته تتحمّل حاليا أكثر من طاقتها على حدّ قوله. وأشار إلى أن عدد طالبي اللجوء زاد العام الماضي بنسبة 50 في المائة تقريبا بعد أن بلغ عددهم نحو 41 ألف شخص.
لكن المتحدث باسم منظمة حقوق الإنسان "برو أزيل"، كارل كوب، رأى في الطاقات الضئيلة المخصصة لاستيعاب اللاجئين "فضيحة" سببها سوء التخطيط. لكن شميدت رد بالقول إن مكتبه تمكن السنة الماضية من مواجهة ضغط الطلبات عليه وأنهى النظر في ثلثيها في أقل من ستة أشهر.
اللاجئ السيد: إذا تغيّر الوضع في سورية سأعود إليها
ووافق المكتب الاتحادي للهجرة واللجوء العام الماضي على 19.1 في المائة فقط من طلبات اللجوء. بيد أن رئيس المكتب شميدت أعرب أكد أن من يُرفض طلبه لا يُرحّل فورا من ألمانيا، كما أن العديد منهم يوضع في خانة "مقبولون على مضض" ما يعني بقائهم هنا لسنوات عديدة. وأحمد السيد هو أحد هؤلاء، إذ بعد وصوله إلى ألمانيا عام 1984 مضت اثنتي عشرة سنة قبل أن يُرفض طلبه بصورة نهائية. لكن المتخصص في الاقتصاد لم يرحّل إلى سوريا حتى اليوم لأسباب إنسانية. ولأنه غادر إلى هولندا وبقي فيها لفترة عامين، أصبح وضعه في ألمانيا لاحقا أسوأ، إذ لم يعد قادرا على مغادرة بون حيث يسكن، أو السفر إلى الخارج أو العمل، إضافة إلى أنه لا يمتلك أي جواز سفر. ومع ذلك فهو يتابع أخبار بلده سوريا والدول العربية الأخرى عن كثب. وأعرب عن استعداده للعودة إلى وطنه إذا ما شهد تغيرات أكيدة.
دينيس شتوته/اسكندر الديك
مراجعة: طارق أنكاي