ألمانيا تتذكر ضحايا الجدار في الذكرى الخمسين على إنشائه

بمناسبة الذكرى الخمسين لبناء جدار برلين دعا الرئيس الألماني كريستيان فولف إلى دعم الديمقراطية وحقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم. وقال فولف السبت (13 آب/ أغسطس 2011) في الخطاب الذي ألقاه في المراسم الرئيسية لإحياء الذكرى في برلين إن التذكرة بظلم الجدار تعظ بعدم التخلي عن الذين يكافحون من أجل الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان. وفي إشارة إلى سقوط جدار برلين عام 1989 قال فولف: "جدار برلين لم يسقط بل تم إسقاطه". وذكر فولف أنه حتى بعد انتهاء تقسيم ألمانيا مازال هناك المزيد التغييرات الضرورية والحرية الحقيقية التي يمكن تحقيقها في ألمانيا، بينها تحسين اندماج الأجانب وتوفير إمكانيات الازدهار للجميع في المجتمع.

"الحرية لا يمكن قهرها"

وأعاد الرئيس الألماني إلى الأذهان ذكرى ضحايا جدار برلين والحدود الألمانية الداخلية، بالإضافة إلى الضحايا الذين تم اعتقالهم وملاحقتهم لأسباب أمنية. وذكر فولف أن هؤلاء ليسوا وحدهم ضحايا نظام ألمانيا الشرقية سابقاً، موضحاً أن هناك ملايين الأشخاص اضطروا إلى التخلي عن حقهم في تحديد مصير حياتهم في ألمانيا الشرقية. وأضاف الرئيس الألماني قائلاً: "لكن اتضح في النهاية أن الحرية لا يمكن قهرها".

ومن ناحية أخرى انتقد فولف شعور الكثيرين بالرضا في الماضي إزاء تقسيم البلاد وبناء الجدار، مستنكرا انتشار شعور "اللامبالاة" تجاه هذا الأمر في ألمانيا الغربية على وجه الخصوص. وشارك في المراسم التي تُقام عند المكان السابق للجدار في شارع بيرناور بالعاصمة برلين المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وعمدة برلين كلاوس فوفرايت وغيرهما من السياسيين.

"لا ينبغي نسيان المعاناة"

وقالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل اليوم في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): "لا ينبغي مطلقا نسيان تاريخ 13 (آب/أغسطس عام 1961 والمعاناة التي تسبب فيها لملايين من الناس. الظلم الذي تسبب فيه بناء السور يعظنا حتى اليوم بالدفاع عن الحرية والديمقراطية وحقوق المواطنة في بلدنا وفي جميع أنحاء العالم".

وذكرت ميركل أن سقوط سور برلين بعد 28 عاما من بنائه يمثل بالنسبة لها شخصيا حدثا مرشدا دائما. وقالت ميركل: "أنا شخصيا - عندما كنت أبلغ من العمر سبعة أعوام في 1961 - لا زلت أتذكر الرعب الذي أحدثه بناء السور في عائلتي ، فقد انفصلنا أيضا بوحشية عن عماتنا وأجدادنا ، وما لن أنساه أكثر هو مدى السعادة التي شعرنا بها - نحن الألمان - عند سقوط هذا البناء المفزع. هذا الحدث أحدث تحولا إلى الخير في حياتي وحياة الملايين، فإنه سيظل مرشدا لي".

تجدر الإشارة إلى أن ميركل ولدت في غرب ألمانيا عام 1954 ، إلا أن عائلتها انتقلت عقب ولادتها بأسابيع إلى شرقي البلاد.

وكان بناء جدار برلين قد بدأ في 13 آب/أغسطس عام 1961 بأمر من القيادة في ألمانيا الشرقية سابقاً.

وتم دعوة المواطنين في جميع أنحاء ألمانيا للوقوف دقيقة صمت في تمام الساعة الثانية عشر ظهراً بالتوقيت المحلي لإحياء ذكرى ضحايا جدار برلين. واستهل نشطاء حقوقيون سابقون وأقارب الضحايا الذين لقوا حتفهم خلال محاولتهم عبور جدار برلين مساء أمس الجمعة إحياء الذكرى الخمسين للجدار بقراءة مقتطفات من السيرة الذاتية للضحايا خلال أمسية ضمت نحو 50 مستمعاً في برلين.

(ع.غ/ د ب أ، أ ف ب)

مراجعة: عبده جميل المخلافي