1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ألمانيا: ازدهار صناعة آلات استخراج الفحم رغم تراجعها محلياً

كلاوس دويزه/ علي المخلافي٤ أكتوبر ٢٠١٢

بالرغم من مساعي ألمانيا للاستغناء عن استخدام الفحم محلياً واستبداله بطاقات نظيفة، إلا أن شركات تصنيع آلات استخراج الفحم أصبحت في حالة جيدة. ويعود السبب إلى أنها استغلت التغييرات المحلية للاتجاه إلى التصدير وقطاعات أخرى.

https://p.dw.com/p/16Ivc
صورة من: Gebr. Eickhoff Maschinenfabrik und u. Eisengießerei GmbH

بدأ ومنذ فترة طويلة قطاع استخراج الفحم في ألمانيا يتراجع بشكل كبير، إذ تم إغلاق الكثير من مناجم الفحم الألمانيةوفقد الكثير من عمال المناجم وظائفهم. وقد تأثرت في البداية شركات صناعة آلات ومعدات استخراج الفحم بذلك كثيراً. لكنها أصبحت اليوم في حالة جيدة بعد أن لجأت إلى التصدير إلى الخارج وإلى دخول مجالات صناعية جديدة، بل وبعضها أصبح يتوسع حتى في ألمانيا نفسها. 

ورغم سنوات من تراجع قطاع صناعة الفحم الألمانية، بعد أن حدد السياسيون عام 2018 كآخر موعد لإنهاء استخدام الفحم في توليد الطاقة الكهربائية في البلاد، إلا أن شركات صناعة آلات مناجم الفحم الألمانية استعدت لتداعيات قرار ألمانيا في إنهاء قطاع الفحم كمصدر للطاقة المحلية.

ازدهار بعد انحسار

آلات استخراج فحم المناجم من إنتاج شركة "إيكهوف"
آلات استخراج فحم المناجم من إنتاج شركة "إيكهوف" الألمانيةصورة من: Gebr. Eickhoff Maschinenfabrik und u. Eisengießerei GmbH

ويقول بول رينلاندر، رئيس رابطة آلات استخراج الفحم بهذا الشأن: "بدأ التراجع في قطاع الفحم في أواخر الثمانينيات واستمر حتى منتصف التسعينيات حين وصل التراجع إلى الحضيض". رينلاندر هو أيضاً مدير شركة "إيكهوف" التي تصنع آلات استخراج الفحم التقليدي في مدينة بوخوم الألمانية. وقد تأثرت شركته بقرار إنهاء قطاع الفحم في ألمانيا تأثراً كبيرا، إذ أنها كانت في الماضي تحقق 50 في المائة من الأرباح محلياً من هذا القطاع.

ويقول رينلاندر موضحاً ذلك: "كان لدينا حوالي 1800 عامل في مدينة بوخوم وحوالي ألفي موظف في جميع أنحاء العالم. ونظراً لأزمة قطاع الفحم انخفض عدد العاملين ليصل إلى 600 شخص فقط". ولكن هاهي الشركة تعود مجدداً لتوظّف 1300 شخص في ألمانيا وحوالي 1800 شخص حول العالم. وذلك بعد أن قامت الشركة بإعادة هيكلة تركيبتها بعد قيامها بخطة جديدة لسير عملها.

ويضيف رينلاندر قائلاً: "في الماضي كنا ننتج آلات استخراج الفحم بشكل حصري، والآن لدينا الآن مجموعة من المُنَتجات الأخرى في خمسة قطاعات مختلفة، وهي ملائمة لمتطلبات السوق العالمية، ومنها آلات توليد الطاقة من قوّة الرياح. كما نقوم بإنتاج منتجات الألمنيوم التي نُصَدّرها إلى الأسواق العالمية دون أن نقوم بمعالجتها بأنفسنا. بالإضافة إلى ذلك، توجد شركة تابعة لنا وهي تعمل في قطاع إنتاج عربات السكك الحديدية وفي إنتاج آلات فحم الكوك".

وليس فقط لدى شركة إيكهوف تم إجراء تغيير هيكلي. صحيح أن بعض الشركات استسلمت ولم تواصل إنتاجها في هذا المجال، لكن رينلاندر يُقِرّ بأن "هناك عدداً من الشركات الصناعية الأخرى التي تجاوزت الأزمة بشكل جيد للغاية. وهي تلعب دورا مهما على المستوى الدولي في هذا القطاع".

قطاع الفحم ما زال مطلوباً عالمياً

وفي حين لم يعُد لقطاع الفحم في ألمانيا مستقبل، يلعب الفحم دوراً رئيسياً في بلدان أخرى من العالم، ولا سيما في توليد الكهرباء. كما أن احتياطيات الفحم المعروفة في العالم لا تزال تكفي لاستخراج الفحم لمدة 200 سنة على الأقل. ولذلك ما زالت هناك حاجة خارج ألمانيا للحصول على الخبرة الألمانية في تكنولوجيا المناجم.

الدكنور بول رينلاندر، رئيس رابطة آلات استخراج الفحم في ألمانيا
الدكنور بول رينلاندر، رئيس رابطة آلات استخراج الفحم في ألمانياصورة من: Gebr. Eickhoff Maschinenfabrik u. Eisengießerei GmbH

وقد أصبحت شركات تصنيع آلات المناجم الألمانية تستفيد من ذلك، بل وازدهرت مبيعاتها أكثر من أي وقت مضى. صحيح أن المبيعات المحلية انخفضت في العام الماضي 2011 مقارنة بالعام الذي قبله 2010 بنحو تسعة في المائة، لكن معدل التصدير إلى الخارج قفز مرتفعاً بنسبة 32 في المائة. بل ويتوقع رينلاندر أن تتجاوز المبيعات الإجمالية في العام الحالي عتبة 5 مليارات يورو.

ويتضح ذلك جليّاً كذلك لدى الشركات الألمانية المتوسطة الحجم والعاملة في مجال صناعة آلات المناجم، فعدد هذه الشركات يبلغ 130 شركة، ويعمل فيها أكثر من14 ألف عامل. وقد ارتفع معدل تصديرها من 85 في المائة في عام 2009 إلى 91 في المائة حاليا في عام 2012.

وفي مقدمة قائمة الدول المستوردة للتكنولوجيا الألمانية في مجال آلات استخراج الفحم من المناجم في الوقت الراهن: الصين ، كما يقول رينلاندر، "ناهيك عن روسيا وبيلاروسيا وأمريكا الجنوبية وأستراليا وجنوب أفريقيا".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد