ألمان يتظاهرون لاستعادة أموالهم من بنك ليمان براذرز
١٤ سبتمبر ٢٠١٠تظاهر نحو 50 شخصاً أمام المقر الرئيسي السابق لمصرف سيتي بنك في مدينة دوسلدورف في غرب ألمانيا. معظمهم تخطوا الخمسين عاماً من العمر واستثمروا آلاف اليورو في مستندات بنك ليمان براذرز، وخسروا بهذا مدخراتهم التي وفروها على مر السنين. وهم الآن يتظاهرون ويحتجون أمام فروع سيتي بنك المغلقة. أحد المتظاهرين يحمل لافتة كتب عليها: " مستندات ليمان هي خردة – أنا أفلست بفضل سيتي بنك". لكن سيتي بنك بيع مؤخراً إلى بنك فرنسي.
أحد المتضررين من هذه الاستشارات المصرفية هو برتهولد فيمر، رجل متقاعد ورث خمسة عشر ألف يورو واستثمرها في سيتي بنك، وهو البنك الذي باع أكبر عدد من مستندات ليمان في ألمانيا. ويقول فيمر: " كنت أريد ودائع ثابتة، وقلت ذلك بكل وضوح لعاملي البنك. ولكنهم قالوا لي: عندنا لك شيء مميز جدا ومضمون مائة بالمائة". ويضيف قائلا: "اشتريت مستندات ليمان بقيمة عشرة آلاف يورو وودائع ثابتة بقيمة خمسة آلاف يورو، بالرغم من أني كمستثمر محافظ جدا ولا أغامر بالاستثمار في مستندات غير مضمونة".
غضب ويأس لدى المستثمرين الصغار
منذ إفلاس بنك ليمان برذرز في أيلول/سبتمبر عام 2008 ما انفك المتضررون ينظمون مظاهرات احتجاجية للتعبير عن سخطهم ويأسهم. ومع أن بوادر الأزمة المالية والمشاكل، التي باتت تواجه بنك ليمان في ذلك الوقت، كانت قد بدأت بالظهور، واصل الموظفون في سيتي بنك تهدئة الزبائن، بحسب ريناته مايرمان، مواطنة استثمرت آلاف اليورو في هذا البنك. وتقول: "لقد ذهبت إلى البنك و سألت العاملين هناك: ما الذي يحصل هنا؟ فقالوا لي اطمئني. وأنا بدوري وثقت في البنك لأنني أتعامل معه منذ وقت طويل. وقد جرى لي ما جرى لكل الزبائن ووقعت ضحية هذه المستندات."
لكن ضحايا إفلاس بنك ليمان برذرز لم يسلموا بمصيرهم وقاموا بحملات عن طريق الإنترنت لتنظيم اجتماعات ومظاهرات ضد البنك. وقد نجح المتضررون بدفع مدير سيتي بنك على أن يعرض عليهم تعويضاً ويبدأ مفاوضات مع جمعية حماية المستهلك في ولاية شمال الراين وستفاليا. فيما عرض سيتي بنك بأن يعيد إلى المستثمرين ما بين 20 إلى 80 بالمائة من مدخراتهم، أي ما يعادل 27 مليون يورو.
شكاوى قضائية ضد سيتي بنك
لكن المتضررين رفضوا هذا العرض، قائلين بأن ما خسروه يقارب 800 مليون يورو. ويلفت المستثمر برتهولد فيمر إلى أن جمعية حماية المستهلك قد أجرت مفاوضات شكلية مع سيتي بنك ولكن "دون علم واستشارة المتضررين". ويصف المفاوضات بأنها "كانت عبارة عن إستراتجية للمماطلة وكسب الوقت"، مشددا بالقول: "لقد خُدعنا الآن مجدداً كما كنا قد خدعنا عندما اشترينا مستندات ليمان برذرز."
وقد اتفق برتهولد فيمر مع جماعة الناشطين بأن يكافحوا في سبيل إرجاع كل ما خسروه من مدخراتهم. ويبدو أن فرصهم في النجاح ليست ضئيلة، إذ أن العديد من المتضررين رفعوا دعوى على البنك. كما حكمت محكمة ألمانية قبل أسابيع لصالح مواطن وقضت بأن يرد سيتي بنك له 28 ألف يورو.
فريديريكه شولتس / نادر الصراص
مراجعة: شمس العياري