1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

أفلام شبابية في ألمانيا – بعيداً عن القوالب الجاهزة

سابيه داماشكه/ يؤاخيم زيغليو٢ نوفمبر ٢٠١٢

سواء كان الأمر يدور حول الجنس أو العنف أو التمييز أو المضايقات على الإنترنت، لا توجد مواضيع محرمة أمام المخرجين الشباب في معهد وسائل الإعلام بمدينة فوبيرتال. الأفلام التي أنتجوها تثير نقاشاً ساخناً في ألمانيا.

https://p.dw.com/p/16ZTc
صورة من: Medienprojekt Wuppertal

الدراسة والحب والموسيقى الحديثة، هذا هو عالم الطالبة ياسمين البالغة من العمر 22 عاماً. وهو عالم فتي ومتنوع ويكتظ بأفكار وانطباعات جديدة، كما أنه في الوقت نفسه يتميز بالارتحال وليس بالنسيان. إلا أن هذا الموضوع الأخير بالذات أثار اهتمام ياسمين. "أردت أن أعرف ما يحدث إذا فقد أناس ذاكرتهم وما هو معنى ذلك بالنسبة إلى أفراد أسرهم"، وخاصة بالنسبة إلى الأسر من أصل تركي. ففي حالات كثيرة تعيش ثلاثة أجيال منها في البيت نفسه. وترعرعت ياسمين نفسها في أسرة ألمانية تركية.

لذلك يظهر في فيلمها الوثائقي الجديد مسنون مصابون بالخرف صورتهم عند جلوسهم على أرائكهم مع بناتهم في تمارين لغوية تركية لمواجهة النسيان وعند استلقائهم في أسرتهم ممسكين بصور آبائهم ويمسحون عليها بحنان، لأنهم يتعرفون عليهم. تحدثت ياسمين مع أفراد الأسر المعنية عن العناية المنهكة بهم والمخاوف والعداوات المتعلقة بذلك. "هذا الفيلم أثر بي كثيراً"، كما تقول ياسمين. وهو فيلم، كما تضيف، لم يأت أوان إقدامي على إنتاجه إلا بعد إنتاج 25 من الأفلام الأخرى في معهد وسائل الإعلام في مدينة فوبيرتال.

Medienprojekt Wuppertal
تظهر في فيلم المخرجة ياسمين أيضا هذه النساء اللواتي يمثلن ثلاثة أجيال من أسرة من أصل تركي في فوبيرتالصورة من: Medienprojekt Wuppertal

فرصة للشباب

منذ ست سنوات تعمل المخرجة الشابة في ورشة إنتاج أفلام الفيديو الخاصة بالشباب والتي احتفلت هذه الأيام بمرور 20 عاماً على تأسيسها. وأثارت إحدى المدرسات اهتمامها بهذا المشروع. وعليه أنتجت ياسمين بالتعاون مع خمس طالبات أخريات فيلماً درامياً قصيراً حول موضوع الجنس والتوعية به. واليوم تنتج أفلاماً وثائقية خاصة بها وتساعد شباباً في السن ابتداء من الرابعة عشر في إنتاج أفلامهم. وبدأت قبل فترة قصيرة بدراسة في معهد إنتاج الأفلام في مدينة كولونيا الألمانية.

Medienprojekt Wuppertal
يقوم نائب مدير معهد وسائل الإعلام نوربيرت فاينروفسكي بتدريب شباب على استعمال أجهزة التصويرalصورة من: Medienprojekt Wuppertal

هذا تطور غير عادي، يقول مدير معهد وسائل الإعلام أندرياس فون هيرين معلقاً ويضيف: "فمعظم الشباب الخمسمائة الذين ينتجون هنا كل سنة أكثر من 150 فيلماً تقريباً يفعلون ذلك مرة واحدة أو مرتين فقط"، إذ أن المعهد لا يرى في نفسه مركزاً لتشجيع شباب موهوبين، كما يقول المربي الإعلامي. "نعطي الشباب من خلال الفيلم صوتاً للتعبير عن مواضيعهم، وذلك بأسلوب محترف"، فالأفلام التي تنتج في معهد وسائل الإعلام، تثير في معظم الأحيان اهتمام جمهور كبير.

اهتمام كبير في ألمانيا وخارجها

كل شهرين يجري في أكبر دار سينما بفوبيرتال أول عرض لأحدث الأفلام، لتتم بعده مناقشتها. وبعد ذلك يمكن مشاهدة الأفلام على شكل أقراص (دي في دي) في ملتقيات الشباب والمدارس والمراكز الاستشارية. ويمول معهد وسائل الإعلام اعتمادا على بيعها إنتاج جزء كبير من أفلامه، إذ أنها مطلوبة في جميع الدول الناطقة باللغة الألمانية وفي مدارس خارجها أيضاً. "يوضح الشباب في أفلامهم مواقفهم من جميع المواضيع التي يهتمون بها. وهذا وحيد من نوعه تقريباً على الصعيد الدولي"، كما يقول فون هيرين.

.
مناقشة في إحدى دور السينما في فوبيرتال بعد أول عرض لفيلم بعنوان "شاب ومسلم في ألمانيا"صورة من: Medienprojekt Wuppertal

سواء كان الأمر يدور حول اندماج الأجانب أو الجنس أو العنف أو التطرف اليميني أو الإدمان أو المضايقات على الإنترنيت، لا توجد مواضيع تعتبر محرمات. إلا أن أندرياس فون هيرين وزملائه من المربين الإعلاميين والمخرجين يصرون على أن تكون الأفلام متباينة، أي أنها توضح وجهات نظر مختلفة وأنها لا تنتهك بطبيعة الحال مبادئ حماية الشباب. جدير بالذكر أن أفلاماً كثيرة حصلت على جوائز، منها سلسلة من الأفلام الوثائقية تحمل عنوان "أهلا بالحرب" وتعود إلى عام 2003. وفيها يعبر شباب ألمان وعراقيون وأمريكيون عن وجهات نظرهم من الحرب على العراق.

موضوع الاندماج المتسم بآنيته المستمرة

أثارت أيضا سلسلة أخرى اهتماماً كبيراً تحمل عنان "شاب ومسلم في ألمانيا". وفيها يتحدث شباب عن حياتهم اليومية كمسلمين ويطرحون أسئلة حول دينهم ويجادلون بعضهم البعض بشأن ارتداء الحجاب ودور الجنسين. "تلعب المواضيع المتعلقة بالاندماج منذ تأسيس معهد وسائل الإعلام دوراً كبيراً"، كما يقول فون هيرين. وهذا ليس مدهشاً، فنسبة 28 بالمائة من مواطني فوبيرتال من أصل أجنبي. إلا أن فيلم ياسمين حول ظاهرة الخرف في أسر من أصل تركي، هو أول فيلم أصدره معهد وسائل الإعلام في لغتين، "إذ أننا نريد إثارة اهتمام الأتراك المسنين أيضاً".

Medienprojekt Wuppertal
شباب يحضرون أول عرض لفيلم من انتاج معهد وسائل الإعلامصورة من: Medienprojekt Wuppertal

اتضح مدى أهمية الموضوع بالنسبة إلى الأسر من أصل تركي مباشرة أثناء أول عرض للفيلم. "انفجرت امرأة في السينما باكية وقامت فجأة من مقعدها، متوجهة إلى الحاضرين بالقول: ساعدوني من فضلكم، فأنا أيضاً من الذين يتعرضون لذلك"، كما تقول ياسمين ماركشتاين، مشيرة إلى أن هذه اللحظة وحدها توضح فائدة العمل الجبار من أجل إنتاج الفيلم. "أستطيع اعتمادا على أفلامي أن أغير شيئاً. وأفتخر بذلك"، كما تقول الطالبة.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد