1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"أسماء الأسد من رمز للأناقة والحداثة إلى شريكة النظام"

١٣ يناير ٢٠١٢

هل تغيرت صورة أسماء الأسد السيدة الأولى في سوريا من سيدة جميلة أسهب الإعلام الغربي في وصف أناقتها وانفتاحها وثقافتها إلى شريكة زوجها في قمع المتظاهرين؟ ظهور الأسد مع زوجها في دمشق مؤخرا تسبب في لغط كبير حول شخصيتها.

https://p.dw.com/p/13jS3
أسماء الأسدصورة من: picture-alliance/ dpa

كانت زوجة الرئيس السوري أسماء الأسد، حتى وقت قصير مضى محط أنظار الإعلام الغربي الذي أسهب في وصف أناقتها وانفتاحها وثقافتها، ومصدر فخر الشعب السوري لما أدخلته من نفحة عصرية على الرئاسة الأولى. إلا أن صمتها إزاء الأحداث المستمرة في بلادها منذ عشرة أشهر قسم السوريين حولها وجعلها موضع انتقاد، بعضه شديد القسوة. وأثار ظهور أسماء الأسد للمرة الأولى منذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية في منتصف آذار/ مارس، إلى جانب زوجها الذي تعهد أمام حشد من مؤيديه بالقضاء على "المؤامرة" التي يواجهها نظامه جدلا واسعا.

ويقول الخبير في الشأن السوري اندرو تابلر الذي عمل في العام 2003 مستشارا إعلاميا للجمعيات الخيرية التي ترأستها أسماء الأسد، أن ظهورها مع زوجها الأربعاء الماضي في ساحة الأمويين في دمشق "يدل على وقوفها إلى جانب زوجها وإنهما متوافقان. من الواضح أنها جزء من النظام".

Asma Assad Asma al Basha Flash-Galerie Fist Ladies
مع ملكة أسبانيا صوفيا، زوجة الملك خوان كارلوسصورة من: AP

رأي منتقد وآخر مؤيد

وأثار هذا الظهور انتقادات حادة من طرف السوريين المعارضين. فقد كتب ناشط على موقع تويتر ساخرا: "ماما والأطفال جاؤوا ليصفقوا لبابا الطاغية". فيما طالب مدون آخر بسحب الجنسية البريطانية من أسماء الأسد، التي ولدت وتلقت دروسها في لندن، ومن أفراد عائلتها "المتواطئين في ارتكاب جرائم حرب". وكان صمت السيدة الأولى عن القمع الدامي للمحتجين المستمر منذ عشرة أشهر أثار استياء المعارضين الذين وصفها أحدهم على موقع تويتر بأنها "ماري أنطوانيت العصر الحديث".

ومن جانب آخر لا يتوقف المؤيدون للنظام عن كيل المدائح لها. وكتب أحدهم على موقع فيسبوك الإلكتروني للتواصل "تستحقين لقب السيدة الأولى على مستوى العالم وليس سوريا فقط". وكتب آخر "خلف كل رجل عظيم امرأة وخلف قائدنا العظيم عظيمة نساء الكون جميعا". ولطالما نظر إلى أسماء الأسد (36 عاما)، ابنة طبيب القلب المرموق في بريطانيا فواز الأخرس والدبلوماسية السورية المتقاعدة سحر عطري، على أنها تمثل "الوجه اللطيف والعصري" من النظام السوري. وقد استقبلت أسماء مع زوجها في السنوات الماضية شخصيات عالمية بينها ملك اسبانيا خوان كارلوس وزوجته صوفيا والممثلان الزوجان براد بيت وانجلينا جولي.

Flash-Gallerie Asma Al Assad Syriens First Lady
في فرنسا عام 2008صورة من: picture-alliance/ dpa

"وردة الصحراء"

ويقول تابلر الذي وضع كتابا عن النظام السوري بعنوان "في عرين الأسد"إن أسماء الأسد "جزء مهم من جهاز العلاقات العامة للنظام". وصرحت أسماء الأسد خلال زيارة مع زوجها لباريس العام 2010 لمجلة "باري ماتش" الفرنسية بأنها اقترنت بزوجها لما يجسد من "قيم". ولم تتوان المجلة الفرنسية عن وصفها يوم ذاك بأنها "شعاع نور في بلد تسوده الظلمات". أما مجلة "فوغ" الأميركية فقد اختارت لها صفة "وردة الصحراء"، إلا أنها عادت وسحبت المقابلة معها عن موقعها الالكتروني بعد اندلاع الحركة الاحتجاجية في سوريا في منتصف آذار/ مارس الماضي.

وفي سوريا، كانت أسماء الأسد تمثل للكثيرين أملا واعدا بالحداثة في بلد عانى طويلا من العزلة الدولية. وقد نسب إلى هذه السيدة التي عملت في مصارف دولية في لندن دور كبير في تحرير الاقتصاد السوري من النظام الموجه. وكان بشار وأسماء الأسد يشكلان رمزا للتعايش بين الطوائف المتعددة في سوريا، إذ ينتمي هو إلى الأقلية العلوية فيما هي من عائلة سنية. واستعاد ناشط سوري معارض أخيرا هذه المقابلة قائلا على موقع "يوتيوب" الالكتروني "توقفي عن النفاق! انتم تقتلون شعبكم".

(ع.خ/ ا.ف.ب)

مراجعة: أحمد حسو