1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"أسابيع ألمانيا في مصر" تعكس تنوع العلاقات الألمانية- المصرية

٢٣ أبريل ٢٠١٢

"أسابيع ألمانيا في مصر" هي فاعلية بدأت في 14 أبريل وتمتد حتى 5 مايو،وتتنوع أنشطتها بين الفنون والثقافة والتعليم. إقامة فنان موسيقى الراجي الألماني جينتلمان لحفل موسيقي لأول مرة في مصر هي من أبرز أحداثها حتى الآن.

https://p.dw.com/p/14jWt
photo description: Marcel Petry on the stage photo date: 22 April 2012 photo place: Cairo, Egypt copy right: Nael Eltoukhy
صورة من: DW

"السؤال الأهم ليس هو الثورة، وإنما التطور الذي يأتي بعد الثورة"، هذا ما قاله فنان موسيقى الراجي الألماني جنتلمان في حفله الذي أقيم في الإسكندرية في إطار "أسابيع ألمانيا في مصر". الحفل في مدينة الإسكندرية كان عاصفاً. بدأ في التاسعة مساءا واستمر حتى الحادية عشر من ذات الليلة. في النصف ساعة الأخيرة توجه جنتلمان إلى الحاضرين وسألهم: "هل يريد أحدكم العودة إلى بيته؟"، فأجابوه بقوة: "لا". فقال ساخراً: "أما أنا، فأريد الذهاب إلى المنزل". ثلاث مرات كان غادر فيها القاعة، ولكنه كان يسارع بالعودة مجدداً ومعاودة الغناء، ويستعطف فرقته أحيانا: "مرة واحدة أخرى. مرة واحدة فقط". الرقص المجنون، تحريك الجسم في حركات عشوائية وصاخبة، هذا هو ما ميز أجواء الحفلة في الإسكندرية، والتي أقيمت في قاعة سينما "ريو" بمنطقة محطة الرمل.

في جمل قصيرة شرح جنتلمان لـ DW عربية جملته حول الثورة والتطور: "التطور يأتي بشكل بطيء جدا. تحدث الثورة، ثم تعود الأمور لسابق عهدها، ويتكرر الموضوع عدة مرات. المهم ليس ان نظل نكرر، ولكن التحرك ببطء نحو الاتجاه الذي نريد السير فيه. هذا هو أملي. ما حدث في شمال أفريقيا رائع، ورائع أن نكون هنا. نصنع موسيقى. يمكن للموسيقى أن تكون سياسية، ولكن السياسة لا يمكنها أن تصبح موسيقى. إنها قوة الموسيقى، مجتمع ممن يرغبون في التغيير". وموسيقى الراجي بالتحديد تساهم في التقريب بين البشر، فهي – بحسب وصفه: "تجعل الناس مرتاحين، وبالتالي ليسوا وحدهم. إنها رسالة عالمية تبدأ من بوب مارلي. نحن نفس الشيء، حتى لو كانوا البشر يعيشون في ظروف وأوضاع وينتمون لأديان مختلفة ولكن هناك تشابهاً بينهم. وهذه هي الموسيقى عندما تقوم بالتواصل بين البشر وبعضهم البعض".

فيليب حنا مدير مشروع "أسابيع ألمانيا في مصر" يقول إن هناك نوعاً من الركود الثقافي في مصر الآن، ولكن حفل جنتلمان أثبت أن الجمهور المصري كان متعطشاً للثقافة. وبرغم هذا، فالثقافة والفن ليسا كل شيء في "أسابيع ألمانيا في مصر": "هناك مؤسسات ألمانية في مجال الآثار بمصر مر عليها 100 عام. أردنا أن تشارك في هذه الفاعلية، وبالإضافة لذلك فإن الدور الاقتصادي الألماني في مصر هام جداً. لم نحب أن نتجاهله لصالح التركيز على الثقافة فحسب". واحد من أبرز فعاليات "أسابيع ألمانيا في مصر" بالنسبة له هو اليوم المفتوح، حيث أقيم يوم مفتوح بمعهد جوتة ومقرالتليفزيون الألماني، بحيث يتاح لمن يرغب المشاهدة المجيء ومعرفة كيفية سير العمل هناك: "الفكرة ليست أن نفتح التليفزيون الألماني مثلاً أمام الزوار، ولكن لتشجيع الشباب للتعرف على الوظائف التقنية الدقيقة، خاصة في ظل افتقاد مصر لفكرة التعليم التأهيلي. والذي يقف بين التعليم الفني والتعليم النظري."

جنتلمان في فعاليات أسابيع ألمانيا بمصر
جنتلمان في فعاليات أسابيع ألمانيا بمصرصورة من: Goethe-Institut

مارسيل بتري يرسم أم كلثوم

أم كلثوم كانت حاضرة أيضاً. حيث أقام الفنان الألماني مارسيل بتري معرضاً في متحف أم كلثوم بعنوان "الأطلال". المعرض استوحى مشاهد من حفلها "الأطلال"، والصور كانت غريبة، ليست فوتوغرافية دقيقة، كما أنها لم تكن مجرد رسم مجرد بالزيت. شيء ما فيها كان يتراوح بين الخيال والتوثيق. بتري نفسه قال في الندوة التي أقيمت له في نفس المكان إنه بدأ يسمع أم كلثوم وهو طفل يبلغ سبع سنوات. وذلك حتى اشترى "دي.في.دي" لحفل الأطلال المقام عام 1966. الفيديو لم يكن واضحاً، ولكن العلاقات بين الصوت والصورة بدأت تتضح أمامه، ومن هنا بدأت ولادة العمل في رأسه، بدأ يلاحظ أم كلثوم وهي تحرك يديها، وهي تلوح بالمنديل وهكذا. سأله أحد الحضور إن كان يفهم معاني الأغنية فقال إنه يعرف أنها عن الحب، وتبدو له حزينة للغاية: "هناك في الحفل شيء ما يختلف عن الموسيقى الكلاسيكية الغربية المعتادة. التجاوب بين الجمهور والعازفين. هناك حياة تُخلق في هذا الحفل".

منذ ثلاث سنوات أقيمت فاعلية "أسابيع ألمانيا في مصر"، ولكنها ركزت على الثقافة فحسب. أما هذه المرة،فالفاعلية تشمل جميع المجالات، هذا ما يقوله ستيفان لانزنجر المنسق الإعلامي بالسفارة الألمانية، ويضيف: "رأينا أن نعطي جميع المؤسسات الألمانية في مصر الفرصة لعرض أنشطتها أمام الجمهور المصري للتعرف عليها. لدينا أنشطة ومؤسسات عديدة وشركات المانية مثل "بي إم دبليو" و"مرسيدس" مشاركة. هذه الشركات تشارك في تمويل هذه الفاعلية ولكنها تقيم نشاطات أيضاً". الموضوع، حسب لانزنجر، ليس الهدف منه هو الربط بين مصر وألمانيا، وإنما بالأساس، بين الشعبين المصري والألماني، والحدث الأساسي، والدال على ذلك بالنسبة له كان زيارة الموسيقي الألماني جنتلمان لمصر للمرة الأولى: "جنتلمان بالتأكيد لا يحظى في مصر بنفس الشهرة التي يحظى بها في ألمانيا. لا أعلم مدى شعبية موسيقى الراجي في مصر، ولكنها مسموعة جيدا في ألمانيا بسبب بوب مارلي. جنتلمان نفسه تنقل بين الكاريبي والمانيا واحتك بثقافات عديدة. لذلك لم يكن صدفة أن يكون عنوان ألبومه هو "التنوع".

نائل الطوخي- القاهرة

مراجعة: هبة الله إسماعيل

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد