1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

أردوغان في مواجهة كليجدار أوغلو: تركيا أمام نهجين مختلفين

١٤ مايو ٢٠٢٣

بعد قرن على تأسيس الجمهورية، يدلي الناخبون في تركيا المنقسمة بأصواتهم في أجواء من الاستقطاب الشديد بين المرشحين الرئيسيين أردوغان وخصمه كمال كليجدار أوغلو، فما هي الفروق بين نهجيهما؟

https://p.dw.com/p/4RKGN
ملصقات في الانتخابات التركية لأردوغان ومنافسه كليجدار - صورة بتاريخ 14 مايو 2023
بين أردوغان الذي يريد البقاء في السلطة وكليجدار أوغلو لا يتعلق الأمر بجيل بعينه، إنما بأسلوب وقناعةصورة من: Tunahan Turhan/Zuma/picture alliance

تختار تركيا  اليوم الأحد (14 مايو/ أيار 2023) بين الرئيس  رجب طيب أردوغان  المتربع على السلطة منذ عشرين عاما وكمال كليجدار أوغلو  مرشح تحالف واسع من المعارضة. سلطة رجل واحد أو وجهة جماعية: سلطوية أو الإعادة الموعودة لحكم القانون: هناك مستقبلان محتملان وخياران للمجتمع مفتوحان في هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه 85 مليون نسمة والمقسوم أكثر من أي وقت مضى.

بين أردوغان (69 عاماً) الذي يريد البقاء في السلطة و كليجدار أوغلو (74 عاماً) لا يتعلق الأمر بجيل بعينه، إنما بأسلوب وقناعة. رئيس الدولة المتحدر من عائلة متواضعة في حي شعبي في إسطنبول متدين محافظ ينادي بالقيم العائلية ولا يزال يتصدر الغالبية المحافظة التي لطالما ازدرتها نخبة حضرية وعلمانية.

قالت إحدى مؤيدات أردوغان وتدعى سونور هينيك (48 عاماً): "أردوغان زعيمنا ونحن جنوده!" وهي تنتظر "الريس" كما يطلق عليه الكثير من أنصاره، خلال آخر تجمع انتخابي له في حي قاسم باشا مسقط رأسه.

قناعات مختلفة

كان أردوغان رئيس بلدية إسطنبول السابق (1994-1998) ووصل الى السلطة عام 2003 بعد فوز حزب العدالة والتنمية (إسلامي محافظ) الذي أسسه في السنة السابقة. أما كمال كليجدار أوغلو الذي ولد في أوساط متواضعة في ديرسم (تونجلي حاليا) في شرق الأناضول فهو خبير اقتصادي وموظف رسمي سابق، ترأس الضمان الاجتماعي التركي.

يرأس كليجدار منذ عام 2010 حزب الشعب الجمهوري (اجتماعي، ديموقراطي) الذي أنشأه مؤسس الأمة التركية مصطفى كمال أتاتورك الذي لطالما دعا لعلمانية مشددة.

ما يدل على قناعاتهما المختلفة، أنهى أردوغان حملته مساء السبت أمام كاتدرائية آيا صوفيا في إسطنبول، التي حولها الى مسجد في 2020 فيما انهى منافسه حملته في أنقرة أمام ضريح أتاتورك.

اقرأ أيضا: انتخابات تركيا.. كيف تخطط المعارضة لمحو سياسات أردوغان؟

وينتمي كمال كليجدار أوغلو إلى الطائفة العلوية وهو ما كان يعتبر منذ فترة طويلة عقبة محتملة أمام انتخابه. لكن مرشح المعارضة عرف كيف يلتف على هذه العقبة وذلك في شريط فيديو تطرق فيه إلى هذا المسألة، ونال أكثر من مئة مليون مشاهدة على تويتر. عرف كليجدار أيضا كيف يطمئن بعض المحافظين واعدا بقانون يضمن للنساء حق وضع الحجاب.

أردوغان، المحارب الذي لا يكل، يعرف كيف يحرّك الحشود، يصعّد لهجته ويستخدم الشتائم وحتى الإهانات وينعت خصمه بـ "الإرهابي"، عن المروجين لحقوق مثليي الجنس يندد بمؤامرة غربية، ويمكنه التحدث على مدى أكثر من ساعة على المنبر حتى ثلاث مرات في اليوم.

يدافع أردوغان عن أدائه وتنمية البلاد والبنى التحتية خلال عقدين من حكمه -  لكنه يتعثر بالأزمة الاقتصادية التي تشهدها البلاد  مع تضخم لا يزال يفوق نسبة 40 بالمائة وعملة انخفضت قيمتها الى النصف في سنتين.

أما كليجدار أوغلو فقد فضّل إشراك آخرين في تجمعاته الانتخابية وغالبا ما كان يرافقه على المنابر رئيسا بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو وأنقرة منصور يافاس وهما من حزب الشعب الجمهوري إلى جانب قادة من حزبه، ولا يتكلم كثيرا.

الديمقراطية والفساد والزلزال أمور قد تعصف بأردوغان

رهان على التواصل الاجتماعي

بعدما حرم من الوصول الى معظم القنوات التلفزيونية التركية التي تبث كل اللقاءات الانتخابية للرئيس بشكل مباشر، راهن كليجدار على وسائل التواصل الاجتماعي وطوّر رؤيته للمستقبل في مقاطع فيديو قصيرة صورت خصوصا في مطبخه وحققت نجاحا على تويتر.

"كمال" كما يريد أن يظهر اسمه على الملصقات الدعائية، يطرح نفسه أيضا كمحارب للفساد المستشري منذ سنوات والمحسوبية التي وصلت بحسب قوله إى أعلى هرم الدولة.

وُجه سؤال لكليجدار مساء الجمعة عند اختتام آخر تجمع انتخابي له في أنقرة: "هل أنتم مستعدون لإعادة الديموقراطية إلى هذا البلد؟ لتحقيق السلام؟".

فأجاب أنه في حال انتخابه يعتزم العودة إلى القصر الرئاسي الذي اختاره مصطفى كمال أتاتورك في أنقرة عام 1923، عندما تم إعلان الجمهورية، والتخلي عن القصر الفخم الذي بناه أردوغان ويضم أكثر من 1100 غرفة.

ع.غ/ ع.ج (آ ف ب)

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد